بيروت ـ عمر حبنجر
تـواصلـت العمليـات العسكرية في جرود عرسال، وسجل حزب الله مساحات جديدة من التقدم بتغطية من طيران النظام السوري الذي لم يغب عن الأجواء، في حين اقتصر دور الجيش اللبناني على التصدي المدفعي لمحاولات تسلل من قبل مسلحين تابعين لجبهة النصرة باتجاه مخيمات جرود عرسال.
ولاحظ مراقبون في بيروت، تركيز الضغط العسكري على النصرة، من دون داعش المنتشرة على الجانب السوري من الحدود!
الإعلام الحربي لحزب الله أعلن استهداف تجمعات وتحصينات ومواقع جبهة النصرة على محاور عدة، مشيرا الى إحراز تقدم، مؤكدا انه لا وقت محددا لانتهاء العملية العسكرية. ولافتا الى اعتراف تنسيقيات المسلحين بمقتل 12 مسلحا، بينهما لبنانيان من عرسال هما قاسم حسين الحجيري وأبوخالد الحجيري من «فتح الشام».
وأعلن الحزب سيطرته على وادي الدقيق، الذي يضم
3 مواقع للنصرة، وعلى مواقع في جبل القنزح بالجرود، وعلى سهل الرهوة، وضهر الصفا.
ونعى الحزب 6 من عناصره سقطوا في معارك يوم الجمعة، وهم: حسين زهير سليم من الخبيري وحسن علي حمود من بلدة الطيبة (الجنوب) وياسر ايمن شمص من بعلبك، حسين علي حمود من بلدة بيت ليف (الجنوب) مهدي محسن رعد من بعلبك، ومحمد طالب شعيب من بلدة الشرقية (الجنوب) في حين تقول سكاي نيوز ان عدد القتلى ارتفع الى 17، مع أسر النصرة لأحد عناصر الحزب.
من جهتها «سرايا أهل الشام» التي تنتمي الى الجيش السوري الحر أعلنت انضمامها الى جبهة النصرة في المعركة مع حزب الله في جرود عرسال، وجاء في بيان «السرايا»: نقول لحزب الله انكم تواجهون رجالا يحبون الموت، كما انتم تحبون الحياة»، بعد إغلاق كل أبواب التفاوض من أجل الخروج قبل المعركة.
نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قال ان الحزب يخوض مواجهة من اجل ضرب مرتكزات ما تبقى من هذا المشروع الخطر وعلى ضرب بؤرة توريد المفخخات وأحلام الإمارة.
تيار المستقبل الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري، رأى في التطورات العسكرية في جرود عرسال جزءا لا يتجزأ من الحرب السورية التي يشارك فيها حزب الله الى جانب النظام السوري».
وشدد على ان حماية أهالي عرسال وغيرها من البلدات اللبنانية تقع حصرا على الدولة اللبنانية وجيشها، معلنا في الوقت ذاته دعمه للإجراءات التي يتخذها الجيش لحماية عرسال وأهلها والنازحين.
الأوضاع في عرسال والتطورات في سورية عرضها السفير السوري علي عبدالكريم علي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونقل علي ارتياح بري للنجاحات التي يحققها الجيش اللبناني، وان تفاؤله كبير بان تنجز هذه العملية وبايقاع سريع وبخسائر قليلة وانتصارات تشكل ضمانة لامن البلدين.
اشارة بري المتفائلة بالانجاز السريع للعملية وفق ما نقله السفير السوري تغالط قول حزب الله من خلال إعلامه الحربي، بانه لا وقت محددا لانتهاء هذه العملية العسكرية حيث من الواضح ان الحزب شاء باعطاء الوقت المفتوح للمعركة، الرد على القول السياسي الشائع، بان الحزب سيبذل اقصى الجهد لانهاء الحالة في الجرود، قبل ان يتسنى لرئيس الحكومة سعد الحريري لقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب صباح الثلاثاء.
وكانت مصادر قريبة من حزب الله قللت من ارتباط توقيت معركة عرسال بالتزامن مع زيارة الرئيس سعد الحريري الى واشنطن ولقائه الرئيس دونالد ترامب وقالت: ان توقيت معركة عرسال محدد منذ كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل عشرة ايام، وبالتالي فان هذا التوقيت لا علاقة له بأي زيارات خارجية علما ان زيارة سعد الحريري الى واشنطن معروفة ومقترحة منذ شهر على الاقل.
والى الرئيس ترامب ستكون للرئيس الحريري لقاءات مع عدد من المسؤولين في الادارة الاميركية وعلى رئيس مجلس النواء واعضاء في الكونغرس اضافة الى كبار المسؤولين في البنك الدولي ويرافقه وزير الخارجية جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومدير المخابرات في الجيش العميد انطوان منصور.
مستشار الرئيس الاميركي للشؤون الخارجية ومكافحة الارهاب اللبناني الاصل وليد فارس اعتبر ان اي خطوة اميركية ايجابية تجاه لبنان مرتبطة بتنفيذ الحكومة اللبنانية للقرارات الدولية وفي طليعتها نزع سلاح الميليشيات وقال لـ«النهار» البيروتية
لا يخفى على احد في واشنطن ان الدولة اللبنانية تحت تأثير حزب الله وحلفائه الايرانيين وحلفاء النظام السوري وشدد على انه لا مساعدات مالية او عسكرية للبنان يستفيد منها حزب الله ولفت الى ان الضغط الاميركي على حزب الله هو ضغط مباشر وامام الحكومة اللبنانية خيار من اثنين اما ان تشارك في هذا الضغط وتتحمل المسؤولية واما لا تشارك فيه وايضا تتحمل المسؤولية خصوصا ان العقوبات المالية تتطور وتتشعب.