- بري: الثلاثية الماسية: شعب وجيش ومقاومة عبرت عن نفسها
بيروت ـ عمر حبنجر
اللقاء المنتظر بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ورئيس حكومة لبنان سعد الحريري، عقد امس الثلاثاء في البيت الأبيض، وتقول مصادر قريبة من المستقبل لـ «الأنباء»، ان ثلاث ملفات عرضها الحريري والوفد المرافق مع الرئيس الاميركي وقبله مع كبار الادارة الاميركية وهي: ملف دعم الجيش اللبناني كي يتحمل وحيدا مسؤولية أمن لبنان وحدوده، وضمن هذا الملف التمني بإعادة تحريك المساعدة السعودية للجيش اللبناني، وملف العقوبات على حزب الله وأثرها السلبي على الاقتصاد اللبناني، وملف الحدود اللبنانية في الجنوب والشمال، والواقعة عمليا بيد حزب الله، وضمنها النازحون والإرهاب.
وتقول المصادر: ان موضوع العقوبات على حزب الله، يصر الاميركيون على الاحتفاظ به لأنفسهم، اما الملفان الآخران فقابلان للنقاش.
وكان الحريري التقى عددا من النواب الاميركيين في مبنى الكابيتول، كما زار مقر البنك الدولي والتقى المديرة التنفيذية بحضور وزير الخارجية وحاكم مصرف لبنان والوفد المرافق، حيث شدد في لقاءاته على تحييد لبنان وتسليح الجيش والمساعدة الاقتصادية إسهاما في تعميم نموذج الاعتدال اللبناني حفاظا على الأقليات في المنطقة.
وقال الحريري هناك أمور سياسية قررنا ان نختلف حولها في لبنان ولا يمكن ان نتفق عليها كموضوع إيران او سورية هم معه ونحن ضد لكننا اتفقنا على ان هذا الاختلاف لن يعطل العمل الحكومي، وأعلن العمل على إقرار المشروع المتعلق بالغاز والنفط في مجلس النواب خلال الاسابيع المقبلة.
في هذه الأثناء جدد الرئيس نبيه بري، دعمه لما يقوم به حزب الله في جرود عرسال، وما يقوم به الجيش ايضا، وقال أمام زواره: إن «الثلاثية الماسية: الجيش والشعب والمقاومة»، تعبر الآن عن نفسها أوسع تعبير.
غير ان وزير العدل السابق أشرف ريفي دعا عبر «الأنباء» الى تسليم الجيش اللبناني الحدود الشرقية، بعد خروج المسلحين، لان أي سكوت عن رفض الحزب تسليم الحدود للجيش، هو قبول مبطن بشرعنة الباطل.. وقال: لن نكرر اخطاء الجهابذة الذين قالوا عن الوجود السوري في لبنان «شرعي وضروري ومؤقت» لأن الدولة الآن لديها جيشها القادر.
وعن حملة الإشادات بما قام به الحزب في الجرود شبه ريفي الحزب بالاطفائي المهووس الذي يشعل الحريق ليطفئه، ويطلب من الدولة شكره بينما الاجدر محاسبته وقال: لن نشكر وكيل إيران في لبنان ولا نؤمن بدوره، ولن نعطيه غطاء شرعيا.
وتوقع ريفي متغيرات جذرية في سورية في سبتمبر المقبل، باتجاه انهاء نفوذ إيران على الاراضي السورية، والدليل ان الاتفاق الاميركي ـ الروسي، أبعد إيران عن جنوب سورية واعطى تركيا نفوذا في الشمال وبالتالي اضعف إيران في المعادلة السورية.
وأضاف: «من هنا اقول ان الطريق من طهران الى بغداد فدمشق وبيروت، لن يبقى موصولا».
وأبدى ريفي عتبه على الحكومة اللبنانية، لانها لم تحرك ساكنا حيال «خلية العبدلي» الإرهابية في الكويت، إذ من واجبها حماية علاقات لبنان مع الاشقاء العرب وخصوصا الكويت، وليس من اختصاص حزب الله ان يحدد او يرسم اطار علاقات لبنان ومصالحه مع الخارج وتحديدا مع دول الخليج العربي، الا ان سياسة الانبطاح والتخاذل ستأخذنا إلى الهاوية.
وتوجه ريفي بالتحية والامتنان إلى الكويت وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والقيادة الكويتية، مؤكدا إدانة أعمال الحزب التي تمثل ايران ولا تمثل اللبنانيين، وختم بتقديم «الاعتذار الكبير» من دولة الكويت وأميرها وحكومتها وشعبها.
في غضون ذلك، أضاف حزب الله المزيد من التقدم على محاور القتال مع جبهة النصرة في الجرود الشرقية، تمهيدا للتحول نحو مواقع داعش، في جرود البقاع الشمالي، كما تقول مصادر الحزب.
في المقابل نفت مصادر امنية لبنانية ان تكون حددت مكان العسكريين التسعة المخطوفين لدى «داعش».
وفيما عنونت صحيفة الأخبار صفحتها الرئيسة بالقول: «تحرير الجرود.. الأمر للمقاومة» أكد النائب د.باسم الشاب، عضو كتلة المستقبل، ان قرارا كبيرا، وراء الحملة على الجرود وليس لبنانيا ذاتيا وهو موصول بترتيبات وقف النار وتقاسم مناطق خفض التوتر بين الروس والأميركيين.