بيروت - جويل رياشي
«أحلى بيت براس بيروت». هكذا يصف رجل الاعمال ورئيس «النادي الرياضي» هشام الجارودي «البيت الزهر» الذي تملكه قبل سنوات (2014) زارعا الخوف في نفوس المهتمين بقضايا التراث من هدمه وتحويله ناطحة سحاب، ولكنه ضرب الشك باليقين واعدا بأنه سيرممه ويبقيه معلما بيروتيا ساحرا بلونه الزهري الذي يذكرنا بلبنان القديم.
ويؤكد الجارودي في حديث مع «الأنباء» ان «ما دفعه الى إنقاذ هذا البيت من الحالة المزرية التي هو فيها اليوم ليس قربه من النادي الرياضي، بل هو موقعه الى جانب منارة بيروت وإطلالته المميزة على البحر.
هو اجمل بيت في منطقة راس بيروت.
ونحن في انتظار رخصة الترميم للانطلاق بعملية إنقاذه، قبل موسم الشتاء».
يقع البيت الزهر في آخر شارع بلس وتبدو المنارة القديمة منه وكأنها تسهر عليه في مشهدية رومانسية لا نراها الا في الافلام.
هو بيت مصنف تراثيا ذو طابع هندسي يفرض وجوده على المارة، مساحته 850 مترا مربعا ويتربع على 2800 متر من الارض التي تحوي حديقة وبركة سباحة، ولكن البيت الزهر مهدد بالانهيار.
لم يبق منه سليما سوى زجاج الشبابيك الملون والارضيات الرخامية، حتى لونه الزهري الشهير بات ممزوجا بكل ألوان الاهمال ومرور الزمن.
وقد انهار جزء من شرفة الطبقة الثالثة (البيت مؤلف من طبقتين وطبقة ارضية).
ويبدو واضحا ان الاساسات الحديدية للبيت متضررة ايضا، كما ان الجدران باتت منتفخة، مليئة بالتشققات والتكسرات.
عمر البيت يتخطى الـ130 عاما، وقد مر عليه مالكون كثر، الى ان استقر في «حماية» الجارودي في العام 2014 وهو اليوم قاب قوسين من استعادة رونقه وسحره.
واشار الجارودي لـ«الأنباء» الى انه ينوي «تحويله الى مركز ثقافي للندوات والمعارض والحفلات الموسيقية».
ليست المرة الاولى التي يلج فيها الجارودي ميدانا غير الرياضة وتجارة العقارات اللتين لمع اسمه فيهما، فقد أعاد تأهيل بهو الاستقبال الرئيسي للمركز الطبي لمستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، وأطلق عليه اسمه.
كما شيد تمثالا للرئيس الراحل صائب سلام قرب مستديرة الاونيسكو.
وأصدر كتابا عن مسيرته الشخصية، وهو يستعد اليوم للانسحاب من رئاسة النادي الرياضي حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة لبنان لكرة السلة.
يواظب الرجل السبعيني الملقب بـ«العريس» ذو الشخصية المحببة والعفوية على حبه لبيروت ولا ينفك عن صقل هذا الحب بالبراهين.
وقال لـ«الأنباء»: «لطالما كنت أحن الى الاعمال الثقافية بعيدا عن صخب الرياضة والشأن العام.
وهأنا أنصرف الآن لتقديم شيء ما لبيروت».