- صقر: ذهاب الوزراء يبرر فتح مكاتب للمعارضة السورية في بيروت
بيروت - عمر حبنجر
بخلاف ما كان متوقعا، أعلنت «سرايا أهل الشام» وقف عملية انسحاب مقاتليها وعوائلهم من جرود عرسال باتجاه القلمون الشرقي، والتي كانت مقررة صباح امس السبت.
وقالت «السرايا» في بيان لها انها فوجئت قبل ساعات بمحاولة نسف الاتفاق بكامل بنوده من قبل «الاطراف المعنية» بعد استعداد المقاتلين وعوائلهم، وقد حزموا امتعتهم بناء على الوعود والعهود والضمانات.
وقالت انها لن ترحل إلا بإتمام الاتفاق الاصلي، وفق البنود الموضوعة.
وذكرت مصادر ان من بين الشروط الجديدة التي وضعها النظام وحزب الله هي قتالهم داعش. وهذه هي المرة الثانية التي تتعرقل فيها عملية مغادرة سرايا اهل الشام باتجاه القلمون الشرقي، وتحديدا الى بلدة «الرحيبة» موئل السرايا.
وتقول مصادر ان النظام السوري تحفظ على خطة سير واتجاه المغادرين الذين يزيد عددهم عن الخمسة آلاف، بينهم نحو 350 مقاتلا، تحسبا لتعزيز قوة المسيطرين على «الرحيبة»، فيما قالت وسائل اعلام تابعة لحزب الله ان التأخير أسبابه «لوجستية».
وبالتزامن استهدفت مدفعية الجيش اللبناني مراكز داعش في جرود رأس بعلبك والقاع تحتوي اسلحة وذخائر، بينما داهمت قوة من الجيش مزرعة في جرود عرسال وأوقفت ثمانية اشخاص يشتبه بانتمائهم الى ذلك التنظيم.
وذكرت صحيفة «الديار» القريبة من حزب الله، ان معركة الجيش مع داعش ستبدأ اعتبارا من غد الاثنين، بالتزامن مع حملة الجيش السوري وحزب الله من الجانب الآخر.
في هذا الوقت، يستمر الجدل السياسي حول زيارة وزراء لبنانيين الى سورية تلبية لدعوات رسمية، بعد غد الثلاثاء.
وعلق رئيس مجلس النواب نبيه بري على هذه الضجة بالقول: لا أفهم كل مبررات هذه الضجة، لا يريدون ذهاب الوزير الى دمشق، بينما حزب الله كله في سورية ولم يجف حبر استجرار الكهرباء من سورية، ولا جف حبر تعيين سفير لبناني جديد في دمشق.
وأضاف: عندما يذهب الوزير فهو يذهب كوزير مثلما ذهب المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، او تواصل مع دمشق بصفته مسؤولا في الدولة اللبنانية بموافقة المسؤولين في الدولة، ولولا سورية لما كان نفذ اتفاق عرسال. وفيما الرئيس ميشال عون يقف على الحياد في هذا الموضوع، يقول رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع ويضيف: لا ننتظر منه ان يقول لا، ولا ان يقول نعم، وكذلك وزراء التيار الحر، ليسوا مع او ضد بل على الحياد.
جعجع نفى وجود مشكلة بين الشعبين اللبناني والسوري، إنما الذهاب الى سورية للاجتماع بمجموعة لم يعد لديها اي شرعية امر مختلف. وردا على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة التي يرفعها حزب الله وحلفاؤه، قال جعجع: نحن مع ثلاثية الجيش والدولة والشعب، معلنا تأييده توسيع صلاحيات «اليونيفيل» باتجاه حدود لبنان الشرقية.
وعلى صعيد العلاقات بين القوات والتيار الحر، قال جعجع: نختلف على بعض المواضيع الاقتصادية وحتى الآن لم نتوصل الى قواسم مشتركة، خصوصا على مستوى الأمور الاستراتيجية.
ويبدو ان لواقع العلاقات بين التيار والقوات اتصالا بالانتخابات النيابية المقبلة، وقد لاحظ د.جعجع ان في النظام الانتخابي الجديد لا لزوم للتحالفات، وقد تكون مصلحة كل من القوات والتيار والانتساب الى لائحة انتخابية مختلفة.
وفي مسعى لوقف التدهور التقى عرابا التفاهم بين القوات والتيار الوزير ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان مع رئيس التيار الوزير جبران باسيل في دارة الاخير في «اللقلوق» صباح امس السبت، حول مائدة فطور.
وكانت صحيفة «الأخبار» تحدثت عن خلافات حادة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، خلاف حول الكهرباء وآخر على التعيينات وثالث على إدارة تلفزيون لبنان ورابع على ملف المستشفيات وخامس على النازحين السوريين وسادس على معركة عرسال وسابع على لافتات ترحب برئيس الجمهورية في دير القمر، إلا انه تأزمت العلاقة منذ يومين، حيث سارع عرابا التفاهم بين الطرفين، الوزير ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان، لصون ما تبقى من التفاهم.
في غضون ذلك، عقد النائب عقاب صقر عضو كتلة المستقبل، مؤتمرا صحافيا في بيت الوسط، رد فيه على اتهامات شخصية له بالعلاقة مع «القاعدة» و«داعش» و«النصرة» وكل التنظيمات السورية الموسومة بالإرهاب. وآخر هذه الاتهامات توزيع صورة له بلباس عسكري تزعم مشاركته في مصالحة بين تنظيمات سورية، وتقديم شكوى ضده من قبل المحامية مي الخنسا القريبة من حزب الله أمام القضاء العسكري، معلنا استعداده للتخلي عن حصانته النيابية، مؤكدا ان الصورة المزعومة هي لضابط روسي، نسبت تزويرا إليه.
وقال ان المقصود بالحملة ضده تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري الذي غادر الى الكويت لمعالجة قضية خلية العبدلي. وتحدث عن محاولة للتغطية على ما جرى ويجري في عرسال من أفلام التفاوض مع «النصرة» و«داعش» لجر الجيش اللبناني ومن بعده الحكومة للتعاطي مع نظام الأسد.
وحذر وزراء أمل وحزب الله من زيارة دمشق حفاظا على كرامتهم الوطنية وإلا فإنه سيكون من حق المعارضة السورية فتح مكاتب تمثيلية في لبنان والقيام بزيارات شخصية للبنان!