أوردت جريدة «الأخبار» الخبر التالي: «بعد تردده بداية والحديث عن نيته ترشيح ابنه، بات أكيدا أن وزير الخارجية الأسبق جان عبيد سيكون مرشحا إلى الانتخابات النيابية المقبلة في دائرة طرابلس المنية الضنية عن المقعد الماروني في قضاء طرابلس، لكن لم يتضح بعد على أي لائحة سيترشح عبيد، فهو الصديق القديم لوزير العمل محمد كبارة الذي قال في أكثر من مناسبة إنه لن يخطو أي خطوة انتخابية جدية دون عبيد.
كذلك فإن علاقته متينة بالرئيس نجيب ميقاتي، لكن القراءة المتأنية للواقع الطرابلسي تبين أن هدف لائحة ميقاتي سيكون الفوز بمقعد الضنية ومقعدين سنيين على الأقل في طرابلس والمقعد الأرثوذكسي، من دون أخذ المقعد الماروني بالاعتبار، علما أن علاقة وطيدة تجمع عبيد أيضا بوزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي.
وكان عبيد قد حل الأول بين الخاسرين عام ٢٠٠٩، حيث حصد ٣١٩٧٢ صوتا في مواجهة لائحة التحالف بين الحريري وميقاتي والصفدي، في الواقع، تتجه الأنظار الى قرار الوزير جان عبيد بشأن الانتخابات المقبلة بحكم موقعه المتميز في طرابلس كمركز ثقل سياسي وشعبي، وفي صلب النسيج الاجتماعي السياسي لعاصمة الشمال، وبالتالي فإنه يشكل قيمة مضافة ورافعة انتخابية للائحة التي يكون في عدادها.
ترشح عبيد الى الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٥، ثم انسحب لأنه لا يذهب الى خسارة محققة، وفي الانتخابات الأخيرة عام ٢٠٠٩ نال نحو ٣٣ ألف صوت عن مقعد طرابلس الماروني رغم ترشحه مستقلا، في مواجهة لائحتين تضمان عتاة السلطة والمال، وحيث عدد المسيحيين الناخبين لا يتجاوز بضعة آلاف، يصنف نفسه في خانة المستقلين، عندما بادره أحدهم مرة: البلد بحاجة الى حكم وسطيين أمثالك، أجابه: أنا لست وسطيا بل أنا مستقل.
يعتبر الوسط حالة اقتصادية وجغرافية بين اليمين واليسار، بينما الاستقلالية هي حالة ضميرية، يتقن معادلة التفاوض والتوازن، ويتبع سياسة مد الجسور مع مختلف الأفرقاء، ولا يقطعها مع أي فريق، ويتجنب المعارك الوهمية، صلب ومرن في الوقت نفسه، حكيم وحازم، يأخذ قراراته بعد دراسة، ويحسب جيدا قبل اتخاذها، كريم بطبعه، وميزته الأساسية الوفاء لأصحابه.