- تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات العامة
- اللواء إبراهيم: لبنان لم يعد ملعباً لهواة المغامرات
بيروت ـ عمر حبنجر
يعقد مجلس الوزراء اللبناني جلسة استثنائية غدا لاستكمال جدول اعمال جلسة الخميس التي استغرقها ملف استئجار البواخر التركية لتوليد الطاقة الذي كاد ان يجعل من الحكومة الواحدة حكومتين!
ويوم غد ايضا يغادر الرئيس ميشال عون الى نيويورك لالقاء كلمة لبنان في افتتاح الدورة الـ 72 للامم المتحدة ومنها الى باريس في زيارة رسمية.
وكانت جلسة الخميس شهدت تشنجات حول ملف بواخر الكهرباء بين وزراء التيار الوطني الحر من جهة وبين وزراء القوات اللبنانية، ثم بين وزراء التيار ووزراء امل وحزب الله حول الملف المحاط بالكثير من الهمس واللمز.
واثار وزير الخارجية جبران باسيل مع الرئيس سعد الحريري خطته السابقة لاعادة النازحين السوريين الى بلدهم، طالبا ادراجها على جدول اعمال الجلسة اللاحقة لمناقشتها من جديد، كما يبقى هذا الموضوع داخل مجلس الوزراء.
وبنتيجة المساجلات، قرر مجلس الوزراء اعادة ملف استئجار بواخر الكهرباء بعدما بلغ التوتر اشده بين وزيري التيار الوطني الحر جبران باسيل وسيزار ابي خليل من جهة ووزيري القوات اللبنانية غسان حاصباني وبيار ابي عاصي من جهة ثانية، كانعكاس للعلاقة السياسية المتدهورة بين الطرفين.
وانقسم مجلس الوزراء ازاء هذا الملف، وكادت الامور تطرح على التصويت، حيث سيكون هناك غالب ومغلوب، الامر الذي استدركه الرئيس الحريري باعادة الملف الى ادارة المناقصات مع التعديلات المستجدة.
جدال آخر نشب بين الوزير باسيل وبين وزير المال علي حسن خليل عندما ايّد الاخير رفض وزراء القوات اللبنانية اعادة ملف بواخر الكهرباء الى مؤسسة كهرباء لبنان بداعي تحيز رئيس هيئة المناقصات جورج العلية.
وهنا رد باسيل بغضب قائلا: شو ما عملنا ستقولون لأ، انتم ما بدكم الكهرباء وما بدكم ينجح المشروع، لأنه مشروع التيار الحر.
الرئيس الحريري وقف هنا الى جانب باسيل منتقدا موقف القوات اللبنانية، فيما رفض وزراء امل وحزب الله عودة الملف الى كهرباء لبنان التابعة لوصاية وزير الطاقة.
وطرح الوزير خليل العودة الى بناء معامل الكهرباء على الارض، وان هناك خمسة ملايين متر مربع للدولة في الزهراني، فأجابه باسيل: الآن اصبحت هناك ارض؟ بالماضي لم تقبلوا!
فرد خليل قائلا: كنت مختلفا معك بالسياسة، الآن الامر اختلف.
وشكل مجلس الوزراء هيئة الاشراف على الانتخابات كخطوة انتخابية اولى، وضمت الهيئة التي يفترض انها مستقلة عددا من ممثلي القوى السياسية المشاركة في الحكومة والتي ستشارك في الانتخابات النيابية من جهة اخرى، ما يجعلها طرفا في العملية الانتخابية.
وتألفت الهيئة من: نديم عبدالملك رئيسا، نهاد جبر نائبا للرئيس، والاعضاء: عوني رمضان واندريه صادر وجورج موراني وفيليب ابي عقل وموفق الياني وعطالله غشام وسطفانا اللقيس وكارين جعجع واردا اكمكجي.
الوزير السابق بطرس حرب رأى ان تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات يندرج ضمن تنفيذ قانون الانتخابات، وهو من البديهيات، وان الاشكاليات تتمحور حول متى يعتمد القانون الذي اقر، والمطروح تعديل بعض المواد فيه، خصوصا في ظل الجدل حول عدم قدرة وزارة الداخلية على انجاز البطاقة الممغنطة التي يمكن الاستغناء عنها اذا كنا جادين في اجراء الانتخابات، مؤيدا التسجيل المسبق للناخبين ضبطا للعملية الانتخابية، ما يسمح للسلطة بالتلاعب.
وبالنسبة للبطاقة الممغنطة المثيرة للجدل، فإن عملية اقرارها تنتهي آخر هذا الشهر، وتقول اوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري ان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع سجل موقفا متميزا على الحلفاء القدامى والجدد باسقاطه البطاقة البيومترية واعتماده التسجيل المسبق للناخبين، وفق رؤية رئيس مجلس النواب، والذي يؤدي الى النتيجة نفسها مع توفير 130 مليون دولار كلفة هذه البطاقة على خزينة الدولة.
وكان جعجع زار الرئيس الحريري في بيت الوسط مساء اول من امس بحضور وزير الاعلام ملحم رياشي ووزير الثقافة غطاس خوري ومدير مكتب الحريري نادر الحريري وعرض معه آخر المستجدات المحلية والاقليمية في ضوء زيارته الاخيرة الى موسكو وتناول العشاء على مائدته.
وقالت مصادر القوات اللبنانية ان اللقاء يندرج ضمن اطار التشاور والتنسيق المستمرين في كل مرحلة وفي كل الظروف ولقطع الطريق على اي محاولات لتغيير الاسس التي قامت عليها الحكومة من خلال استبعاد الملفات الخلافية، وبالتالي تأكيد الموقف المشترك بين الحريري وجعجع برفض التنسيق المطروح مع النظام السوري تحت عناوين مختلفة منها المشاركة في اعادة اعمار سورية.
الى ذلك، تقول اذاعة «لبنان الحر» ان «البعض» يريد خروج القوات اللبنانية من الحكومة، ليس حرصا عليها، بل حرصا على راحته من شريك مزعج، او غيره من اداء الوزراء القواتيين، على قاعدة الشفافية والاصلاح ورفض الصفقات والمحسوبيات.
واضافت: نقول لهذا «البعض» ان القوات باقية في الحكومة، حصان طروادة للاوادم وللنظافة، ولتكون المثل والمثال، ليس نكاية بأحد، بل التزاما بتمثيل الناس بدلا من التمثيل عليهم، او التمثيل بجثة الدولة لمن يريد هذه الدولة هيكلا عظميا بعد تجفيف حليبها وتجريد لحمها عن عظمها، القوات باقية في الحكومة ومصرة على البقاء في الحكومة دفاعا عن الحق والحقيقة، حيث لا يخوضها الآخرون، وستخوض الانتخابات النيابية برصيدها الذي تفخر به والذي تعرضه امام الناس ولا تستعرض به تمنينا.
في غضون ذلك، اكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ان الانتصار وتحرير جرود عرسال وبعلبك والقاع هما محطتان من محطات التضحية الكبرى على طريق بناء لبنان، الدولة القوية بحدودها، مشددا على انه لم يعد مسموحا ان تكون هذه الدولة مستباحة او مفتوحة لجعل البلد ملعبا او متجرا سياسيا، فلبنان لم يعد لهواة المغامرات، كما قال ابراهيم.