- لودريان يجتمع مع الحريري في الرياض
بيروت ـ عمر حبنجر ووكالات ـ عواصم
مازال الغموض سيد الموقف السياسي في لبنان في ظل التركيز الرسمي على شكليات استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري مع تغيب المضمون، وبالتالي الاسباب التي افضت الى الاستقالة، في حين أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سيجتمع مع رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري غدا السبت في باريس.
وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، أعلن من الرياض امس الأول، أن الحريري المتواجد في المملكة العربية السعودية قبل دعوة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للذهاب إلى فرنسا مع أسرته.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان الحريري قد يغادر الرياض الى باريس وحيدا لارتباط عائلته بالجامعات والمدارس، وانه لن يعود الى بيروت قبل الاجتماع الوزاري العربي وما سيكون عليه موقف الوفد اللبناني فيه، سواء أكان التمثيل على مستوى وزير الخارجية او السفير.
وتقول المصادر لـ «الأنباء» ان تمثيل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية لم يحسم، وفي حال عدم مشاركة وزير الخارجية جبران باسيل شخصيا سيصار الى تكليف سفير لبنان في القاهرة علي الحلبي بالحضور ولا غياب ولا مقاطعة.
لكن المصادر تحسبت من انعكاسات تحفظ ممثل لبنان ايا كان في حال قرر مجلس وزراء الخارجية ادانة ايران وحزب الله في موضوع الصاروخ الباليستي الذي استهدف الرياض، موضحة ان موقف كهذا سيعيد الاجواء السياسية الى التوتر البالغ.
من هنا، تراقب المصادر الحركة الخارجية لوزير الخارجية جبران باسيل الذي سيحط في موسكو اليوم للقاء وزير الخارجية سيرغي لاڤروڤ استكمالا لجولته على العواصم الدولية.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عقب اجتماعه مع وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان البحث تناول تدخلات ايران في المنطقة، وجدد التأكيد على أن الحريري موجود في السعودية بارادته، وهو مواطن سعودي كما هو مواطن لبناني، ورد على كلام الرئيس ميشال عون وقال: ما اطلقه من اتهامات لا اساس لها، واعلن ان اساس المشكلة في لبنان حزب الله، واصفا اياه بالمنظمة الارهابية بامتياز، الذي يفرض نفوذه على لبنان بتكليف من ايران، وهناك اجماع في العالم على التعامل مع هذا الحزب كمنظمة ارهابية من
الطراز الاول، ويجب نزع سلاحها.
وأكد الجبير ان «الرئيس الحريري يعيش في المملكة السعودية بإرادته وقدم استقالته، وفيما يتعلق بعودته الى لبنان فهذا أمر يعود له ولتقييمه للأوضاع الأمنية».
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز استقبل في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض وزير الخارجية الفرنسي. واستعرض معه العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وبحثا الأوضاع في المنطقة، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وقالت «واس» ان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع استقبل لودريان ايضا، وجرى خلال الاجتماع استعراض آفاق التعاون السعودي ـ الفرنسي في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث تطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وتنسيق الجهود تجاهها بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
عقب ذلك، التقى الوزير الفرنسي بالحريري في مقر إقامة الأخير في الرياض، بحسب ما أكدت مراسلة وكالة فرانس برس التي حضرت بداية الاجتماع.
من جهته، الرئيس ميشال عون بدا متفائلا بانتهاء خلال لقائه اعضاء مجلس نقابة الصحافة والمحررين.
وأمل عون ان يكون باب الحل قد فتح بقبول الرئيس الحريري الدعوة لزيارة فرنسا، وقال: اذا اراد الرئيس الحريري الاستقالة او الرجوع عنها فإنها ارادته.
وردا على سؤال، قال: لا خوف من شلل حكومي مادام الدستور ينص على اجتماعات استثنائية لمجلس الوزراء عندما تدعو الحاجة، معلنا تمسكه بسياسة «النأي بالنفس» حيال الخلافات بين الدول العربية، ملبيا بذلك احد شروط الحريري للعودة.
اشارة الرئيس عون الى امكانية الطلب الى مجلس النواب اعطاء حكومة تصريف الاعمال صلاحيات استثنائية في الحالات الوطنية الطارئة اثارت انتباه بعض الاوساط النيابية التي نبهت بعض المراجع الى خطورة مثل هذا المنحى الذي قد يسمح بتوجيه الدعوة لمجلس الوزراء من غير رئيسه او بغيابه، الامر الذي قد يحول رئاسة الحكومة الى تمثال من شمع.
هذه الاوساط وردا على سؤال لـ «الأنباء» حول الضرر في مثل هذا الاجراء مادام رئيس الحكومة على رأس تصريف الاعمال، فكان الجواب ان الحريري لن يستقر في بيروت حتى لو كلف بتشكيل الحكومة التي لا نية في تشكيلها قبل انتخابات مايو المقبل ان حصلت.
المفتي دريان بعد اتصال مع بري: نحن بحاجة للتمعن في أسباب استقالة الحريري
بيروت ـ خلدون قواص
أكد مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان امام زواره ان العلاقة بين لبنان والسعودية هي علاقة متينة ومتجذرة منذ استقلال لبنان مما ينبغي المحافظة عليها وصونها وتحصينها وتعزيزها مهما كانت الظروف التي يمر بها لبنان الذي هو بحاجة الى مساعدة كل اخوانه العرب وفي مقدمتهم السعودية لحل الأزمة التي يعيشها لبنان بعد استقالة الرئيس سعد الحريري والتمعن في مضمون الاستقالة، داعيا الى التروي والهدوء والحكمة والتبصر والبحث بجدية في اسباب استقالة الرئيس الحريري بعيدا عن المواقف والتصريحات المتشنجة التي لا تخدم وحدة وأمن واستقرار لبنان.
واستعرض المفتي دريان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال اتصال هاتفي آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، وأعرب للرئيس بري عن تقديره لحكمته ومواقفه الوطنية.
ونقل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب للمفتي دريان باسم رئيس المجلس اقتراحا لعقد قمة إسلامية أو إسلامية ـ مسيحية للتشاور في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، واكد بعد لقائه في دار الفتوى بحضور المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان على ضرورة تعزيز الوحدة الاسلامية التي هي اساس للوحدة الوطنية وتعزيز الثوابت الوطنية والمحافظة على الوضع الامني.