- قبل جعفري خامنئي للحريري: لبنان أزمرالدا البحر المتوسط
بيروت ـ عمر حبنجر
اكد الرئيس سعد الحريري ان همه الاساسي في هذه المرحلة المحافظة على الاستقرار الراهن، ودعا خلال حضوره مؤتمر اتحاد المصارف العربية في بيروت الى «التكاتف جميعا لمصلحة لبنان».
وقـــال: اللبـنانـــيون يستطيعون الوقوف على ارجلهم، صحيح ان المشاكل التي حولنا مهمة لكن لبنان اهم، اما عن العلاقة بالاخوة فقد اكد على ضرورة الوصول الى سياسة النأي بالنفس، بالفعل وليس بالقول فقط.
كما ان الحريري ترأس اجتماعا مشتركا لكتلة نواب المستقبل والمكتب السياسي لتيار المستقبل ظهر امس، كرر فيه مواقفه اياها، واستقبل السفير الفرنسي في بيروت والامين العام للجامعة العربية احمد ابوالغيط، وفي الخامسة والنصف مساء، استقبل رهطا من شيوخ دار الفتوى اعلنوا دعمهم له.
وركز الحريري خلال استقبالاته على موضوع التريث في بت الاستقالة التي اعلنها تلفزيونيا من الرياض، والتي اعتبرها «صدمة ايجابية يتعين استكمالها، بتكريس وثيقة الطائف وباعتماد سياسة النأي بالنفس ووقف سياسة التعرض الاعلامي والكراهية ضد الاخوة العرب».
لكن يبدو ان المناخ الايراني حيال الحلول المطروحة لتجنيب لبنان ارتدادات التسويات الاقليمية ليس مواتيا بالمقدار المطلوب، بدليل ان قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري عاد لخلط الاوراق واعلن ان نزع سلاح حزب الله في لبنان غير قابل للتفاوض، موضحا ان الحزب تمكن من فرض استقرار لبنان وامنه من خلال انتصاره على العدو الاسرائيلي، وقال ان الحرس الثوري سيلعب دورا نشطا في تحقيق وقف اطلاق النار في سورية، معلنا ان مطالب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول صواريخ ايران الباليستية ترجع الى انه شاب يفتقد الخبرة.
في هذا السياق، استذكرت شخصية لبنانية لـ «الأنباء» واقعة حصلت مع الرئيس سعد الحريري خلال لقائه المرشد الاعلى علي خامنئي في مارس 2010 برفقته وزير الثقافة طارق متري، وقبل الدخول عليه اتفق الحريري مع من معه على اثارة موضوع سلاح حزب الله، وبعد الدخول والاستقبال الحميم سأل خامنئي الحريري، قبل ان يتسنى للاخير طرح الموضوع: هل قرأت رواية «احدب نوتردام»؟ ثم اكمل: في هذه الرواية سيدة جميلة جدا وبطبيعة كل الذين لديهم القدرة التنافس عليها، وسأله: ما اسمها؟ فأجابه متري: اسمها ازمرالدا، فقال له خامنئي: احسنت، انت وزير ثقافة صحيح، واضاف: كان لدى ازمرالدا خنجر جميل وحاد، كلما حاول احد الاساءة اليها تدافع عن نفسها بهذا الخنجر.
وختم بالقول: سيدي رئيس الوزراء، لبنان مثل هذه السيدة الجميلة، لبنان عروس البحر المتوسط، كل الدول تريده، اسرائيل خطرها عليكم كبير، وسلاح المقاومة هو خنجر ازمرالدا.
من هنا، لم تستغرب الشخصية اللبنانية قول قائد الحرس الثوري هذا لكنها لم تستبشر خيرا بحلول قريبة.
وتقول المصادر المتابعة
لـ «الأنباء» ان خيار التريث في موضوع استقالة الحكومة ليس مفتوحا الى ما لا نهاية، بل ان الجهات العربية المعنية امهلت المتريثين شهرا واحدا وليس اسبوعين فقط لاصلاح المسارات، وبالتالي اثبات خروج حزب الله من ازمات المنطقة وتحديدا من اليمن، والا فسنكون امام مواقف عربية حاسمة من لبنان.
واكدت المصادر انه تم ابلاغ الجهات المعنية ان التريث يجعل الحكومة في حالة تصريف اعمال، وفي هذه الحالة لا يجوز لها ان تجتمع وتتخذ مقررات بخلاف ما يدعو البعض.
هنا يقول مستشار الرئيس عون الاعلامي جان عزيز لقناة «الجديد»: نعم لقد حصلت هفوات على صعيد الداخل، والفريق الايراني لم يساعد، وكلام روحاني وولايتي لم يساعد ايضا، نافيا ان يكون الرئيس عون اعتبر سلاح الحزب غير متناقض مع مشروع الدولة، وعن دستورية التريث، قال عزيز: «المقتضى الميثاقي» اعلى من الدستور، وهو ما فرض على اللبنانيين اخذ الامور بهذا الاتجاه.