- جنبلاط يسخر
- من الخزعلي وجعجع يرفضها
بيروت - عمر حبنجر
نظمت الأحزاب اللبنانية اليسارية والفصائل الفلسطينية الذين اتوا من مختلف المناطق والمخيمات تظاهرة حاشدة في ساحة بلدة عوكر، المؤدية إلى السفارة الاميركية في لبنان واشعلوا اطارات المطاط ورموا رجال الامن بقوارير المياه والحجارة، فيما رد الأمنيون بالقنابل المسيلة للدموع.
أول المتظاهرين كانت الجماعة الإسلامية وهيئة علماء المسلمين في التاسعة صباحا، وقد انسحب هؤلاء عندما وصلت تظاهرة الاحزاب الوطنية واليسارية يتقدمها الشيوعيون والقوميون واتحاد الشباب الديموقراطي والمنظمات الفلسطينية رافعين إعلان فلسطين وحزب الله، وأعلام المنظمات.
وأطلقت هتافات ورفعت شعارات ضد الرئيس الاميركي.
ومنع المتظاهرون من الوصول الى مجمع السفارة بواسطة باب حديدي قطع الطريق المؤدية إليه وعمدت قوى الأمن الى إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين ما أدى الى إصابة العديد منهم. وحمل المتظاهرون أعلاما فلسطينية وارتدوا الكوفية الفلسطينية مطلقين هتافات ضد ترامب. وأحرق عدد منهم مجسما للرئيس الأميركي على وقع أغان وطنية.
وقبل ان يغادر المتظاهرون بعد الظهر، اندلعت المواجهات مجددا ورشق عدد من الشبان القوى الأمنية بالحجارة فاعتقلت عددا منهم.
في غضون ذلك، توزع اللبنانيون في قراءتهم لجولة قيس الخزعلي، الأمين العام لعصائب أهل الحق العراقية في جنوب لبنان، الى فريقين: فريق اعتبر هدفها الرد المباشر على سياسة النأي بالنفس، التي اعتمدتها حكومة الرئيس سعد الحريري بدعم من مجموعة الدعم الدولية للبنان، وبالتالي لتكريس لبنان ضمن الخط الذي ترعاه إيران على مستوى المنطقة، وفريق ثان، يرى فيها مداخلة بتوقيت غير مناسب، نتيجتها تحويل الأضواء عن ردود الفعل اللبنانية والعربية على القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية.
واقع الحال ان هذه الجولة حمّالة أوجه وأهداف يمكن إيجازها بالقول: إنها هزة إيرانية للإدارة الترامبية من النافذة اللبنانية المطلة على الربيب الإسرائيلي، حيث الخاصرة الرخوة لكل الإدارات الأميركية.
من جهته، حزب الله، حليف «العصائب» حاول التخفيف من وطأة الزيارة والجولة، مشيرا إلى أن الخزعلي كان داخل الحدود السورية وليس في الأراضي اللبنانية، علما ان الفيديو الذي التقط له، يقال انه صور في «حديقة طهران» ببلدة «مارون الراس» اللبنانية الجنوبية عند بوابة فاطمة.
واعتبر الرئيس سعد الحريري ما حصل مخالفة موصوفة تتطلب تحقيقات وإجراءات، خصوصا أنها جاءت قبل أن يجف حبر بيان النأي بالنفس الصادر من مجموعة الدعم الدولية للبنان، الذي شدد على تمسك لبنان بالقرارين 1559 و1701. وقد برر الناطق باسم «عصائب أهل الحق» نعيم العبودي جولة الخزعلي بصحبة عنصر في حزب الله وكلاهما باللباس العسكري الميداني، بأنها كانت رسالة الى الداخل الإسرائيلي وليس إلى الداخل اللبناني، مفادها أن أي حماقة تقوم عليها إسرائيل ضد لبنان أو ضد جهة أخرى، ستواجه بمقاتلين من العراق واليمن ولبنان.
وردا على بيان رئيس الحكومة سعد الحريري عن الزيارة، اعتبرت «العصائب» أنه يحمل الكثير من «المغالطات والتناقضات» بداعي ان الخزعلي دخل لبنان بجواز سفر عراقي، وان اللباس العسكري تعبير عن التضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد العدو المشترك.
ويحظر القرار الدولي 1701 دخول غير اللبنانيين الى منطقة جنوب نهر الليطاني الحدودية مع الأراضي المحتلة دون تصريح من مخابرات الجيش اللبناني، ودعا الحريري الى اتخاذ الإجراءات التي تحول دون قيام أي جهة أو شخص بأنشطة ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية، ودون حصول أعمال غير شرعية ومنع الشخص المذكور من دخول لبنان.
وسخر النائب وليد جنبلاط في تغريدة له عبر تويتر، من زيارة الخزعلي بقوله: شوهالطلة الحلوة، في المرة المقبلة سنقوم بالواجب في الجبل، وسأل جنبلاط لماذا ربط الخزعلي زيارته بالنأي بالنفس، هذا موقف قد يضر بالسياحة، الاستاذ قيس تحق له السياحة بعد قتاله لداعش.
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر أن جولة الخزعلي، تمثل أول خرق عملي واضح لمبدأ النأي بالنفس، الذي لم يجف حبره بعد. ودعا في حديث لـ «النهار» البيروتية حزب الله إلى بناء تمثال للرئيس الاميركي ترامب في الضاحية الجنوبية لبيروت!