- مرشحون نحو الانسحاب بسبب سيطرة رؤساء اللوائح على الصوت التفضيلي
بيروت ـ عمر حبنجر
استمرت أصداء الضربة العسكرية الغربية في سورية على رأس الاولويات السياسة في بيروت، وان كانت استنكارات «فريق الممانعة» الذي يقوده حزب الله هي الطاغية، في حين يشعر الفرقاء الآخرون بالإحراج في تبرير هذه الضربة، بمعزل عن اسبابها المعلنة، لذلك آثروا الاكتفاء بإدانة الضربة من حيث المبدأ، لأنها استهدفت الاراضي السورية، ولم تلحق الاذى بالنظام الذي لم يتردد في ضرب شعبه بسلاح القتل الشامل.
وشبهت القناة «البرتقالية» الناطقة بلسان التيار الوطني الحر الضربة الغربية، بقصف المدمرة الاميركية الشهيرة «نيوجرسي» عام 1983 لبنان في اعقاب تفجير مقر المارينز الاميركيين في محيط مطار بيروت، فوق رؤوس جنوده، بإطلاقها عدة قذائف مدفعية «خلابية» باتجاه احدى المناطق المتنية، حيث لم تترك اثرا، سوى الاعلان عنها كرد فعل حصل على التفجير الذي قضى على نحو 300 جندي اميركي.
وفي غضون ذلك، بقي الداخل اللبناني، أسير الحملات الانتخابية المتصاعدة الحرارة، فرئيس مجلس النواب نبيه بري دعا من الجنوب ابناء الجنوب إلى تحويل السادس من مايو إلى عرس للديموقراطية. وتوجه بري بكلمة الى اللبنانيين والمغتربين منهم بنوع خاص، داعيا اياهم الى المشاركة في هذا الاستحقاق.
أما الرئيس سعد الحريري فقد كرر دعوة ابناء بيروت الى التصويت بكثافة لمنع مصادرة قرار بيروت، معتبرا ان التنافس في العاصمة هو فعليا بين لائحة المستقبل ولائحة حزب الله وحلفائه، مقللا من أهمية اللوائح الأخرى.
وأضاف: «البعض يتمنى أن تطير الانتخابات، لكنها باقية وستحصل». وتوقعت مصادر نيابية لـ «الأنباء» انسحاب العديد من المرشحين، بعد اكتشافهم ان رؤساء لوائحهم لن ينصفوهم في عملية توزيع الاصوات التفضيلية داخل كل لائحة، ما يجعل استمرارهم في معركة مؤكدة الخسارة، بلا طائل.
ويلاحظ المراقبون ان العديد من اعضاء اللوائح بدأوا يتغيبون عن المهرجانات الانتخابية، شعورا بالتمايز المعتمد، والمردود الى خبث قانون الانتخابات الجديد، الذي يحول المنافسة عن الخصم إلى الحليف.
بدوره، رئيس الحكومة السابق تمام سلام المرشح على لائحة الرئيس سعد الحريري في بيروت الثانية، جدد الدعوة إلى الاقبال على صناديق الاقتراع بكثافة، «رغم مساوئ قانون الانتخابات الذي اعاد تقسيم بيروت على اساس طائفي.
واكد سلام على متانة التحالف بينه وبين الرئيس الحريري، وعلى وقوفه الى جانبه في جميع الخيارات، ودعمه في كل الخطوات وآخرها مؤتمر «سيدر» الذي انعقد في باريس.
من جهته، نائب حزب الله حسن فضل الله دعا لانتخاب مجلس نيابي، وليس كالذي كان عام 1982، والذي أتى باتفاق 17 آيار/ مايو مع اسرائيل والذي ألغي لاحقا، وان يكون برئاسة شخص كالرئيس نبيه بري يقف بصلابة ضد اسرائيل.
واعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الاحد امس، ان لبنان يمر بحالة غير عادية ويستدعي رجالات دولة غير عاديين. وتلتقي الجمعيات المتابعة للحملات الانتخابية على ان الحاصل الوحيد الذي أمنته العملية التحضيرية للانتخابات المرتقبة في السادس من مايو، وخصوصا عملية تركيب اللوائح بأنه لا أحزاب ولا برامج ولا مبادئ سياسية، إنما زعامات وشخصيات مستعدة للتحالف مع الشيطان، حسب نظرية تشرشل، من أجل ضمان استمرارها في صلب المعادلة السياسية.