- مصادر لـ «الأنباء»: مؤشرات غير مشجعة في موضوع تشكيل الحكومة
بيروت ـ عمر حبنجر
اليوم الاربعاء اصبح الرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب، بأكثرية نسبية، وخلال اسبوع يسمى الرئيس سعد الحريري رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة، بأكثرية نيابية اكبر، ووقت «تشكيلي» أطول.
رئيس السن في مجلس النواب ميشال المر نزل الى المجلس واصدر القرار التقليدي بدعوة الهيئة العامة لانتخاب هيئة المجلس اليوم الاربعاء، في وقت كان فيه وفد من تكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب ابراهيم كنعان يزور الرئيس بري في عين التينة ويبلغه مسبقا بقرار صدر لاحقا عن التكتل برئاسة الوزير جبران باسيل بانتخابه لرئاسة المجلس وانتخاب ايلي الفرزلي نائبا له.
وقال باسيل: قررنا الالتزام بأخلاقياتنا التي لا تسمح بأن نتصرف في جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي كما تم التصرف في انتخاب رئاسة الجمهورية، واضاف ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يندرج ضمن معادلة «الرئيس القوي» وهو التصنيف المعتمد للرئيس ميشال عون.
وهكذا، التيار الحر ينتخب بري رئيسا لمجلس النواب والرئيس بري وكتلته وحليفه حزب الله ينتخبون ايلي الفرزلي الذي قال انه ينتمي الى التيار اذا انتخبه التيار وهو واثق من انه سينتخبه وفق ما قرر في اجتماعه امس الثلاثاء، علما ان النائب شامل روكز طرح ان يكون مرشح التيار وهذا امر مشروع لأي نائب في التكتل قبل اتخاذ اي قرار، وهو بذلك لم يستعجل وهذا حق من حقوقه.
وكان مرشح القوات اللبنانية لنيابة رئاسة مجلس النواب انيس نصار اعلن في تصريح له اعتبار حزب الله مكونا اساسيا ولا يصح ولا يجوز ولا يمكن استبعاده من الحكومة.
وتعليقا، قال الفرزلي: الاستاذ نصار افضل مني على المستوى الشخصي، وانا اكن له كل احترام، ثم ختم كلامه لاذاعة «صوت لبنان» ضاحكا.
تكتل «الجمهورية القوية» قرر ان يقترع في انتخاب رئيس المجلس النيابي اليوم بالورقة البيضاء، اعلن ذلك رئيس التكتل ورئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع، فالقوات ليست ضد بقاء الرئيس نبيه بري على رأس السلطة التشريعية في لبنان، لكن تبني بري لمرشح التيار الحر ايلي الفرزلي لنيابة رئاسة المجلس بوجه مرشح القوات انيس نصار ولّد مثل هكذا رد فعل لدى د.جعجع، بحيث قرر ان يقترع نواب كتلته الخمسة عشر بالورقة البيضاء باستثناء النائب قيصر معلوف، الملتزم مع بري، والذي «غرد» عبر صحيفة «الاخبار» بما يعكس نزعته للاستقلالية عن قرار «القوات» وصولا الى حد الدعوة للتنسيق مع الحكومة السورية.
في الخلاصة، الرئيس بري يسعى لأن يكون الحاصل الانتخابي في الصندوق الزجاجي بأقل قدر من الاوراق البيضاء، بينما يبدو المرشح لنيابته ايلي الفرزلي اكثر اطمئنانا للفوز، لكن المسألة بالنسبة للبنانيين تبقى مسألة تشكيل الحكومة لا مسألة من سيشكلها وهو الرئيس سعد الحريري.
المصادر المتابعة تحدثت لـ «الأنباء» عن مستجدات لا تؤشر على خير، وفي رأس قائمة هذه المستجدات القانون السوري رقم 10 الذي ينص على مصادرة املاك اللاجئين السوريين، ومثل هذا القانون يكسر الاتجاه اللبناني الرسمي الداعي الى حصر عودة النازحين من خلال الامم المتحدة تجنبا للتعاطي المباشر مع النظام السوري الذي اختار هذا التوقيت لارباك الوضع في لبنان، وقد اتبعه عبر بعض الحلفاء بالمطالبة في تكبير حجم الحكومة من 30 الى 32 وزيرا، ما يسمح بادخال وزير من الطائفة العلوية التي لها نائبان فقط في البرلمان اللبناني وآخر من الاقليات المسيحية.
وقد جاءت هذه المستجدات بالتزامن مع التصعيد الاميركي ضد ايران واذرعها والذي اطلقه وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو بـ «سحق ايران واعوانها من حزب الله في جميع انحاء العالم بضغوط اقتصادية وعسكرية ما لم تغير سلوكها في الشرق الاوسط»، فهل من شأن هذا التهديد الواضح والصريح ان يؤثر على الاتجاه نحو ضم حزب الله الى الحكومة الجديدة خصوصا ان في رأس الشروط الاميركية على ايران الانسحاب من سورية مع كل القوات التي تديرها فيها؟
الى جانب كل ذلك، ثمة مشكلة اضافية تتمثل في كون العرض لا يوازي الطلب، وجنة الحكومة لا يمكن ان تتسع للموعودين، وقرر البعض الآخر الاقتراع على مزاجه في مجلس النواب اليوم ردا على تمسك كتلته النيابية بمبدأ الفصل بين الوزارة والنيابة حتى ان هذا التعارض وصل الى اهل بيت الحكم بين رئيس التيار الحر الوزير جبران باسيل ومستشارة الرئيس عون كريمته ميراي عون الهاشم التي تتمسك بمبدأ الفصل.
كما ان السباق على اشده على الوزارات السيادية والخدماتية، «السيادية» 4 هي: الداخلية والخارجية والمالية والدفاع، والخدماتية 6 هي: الصحة والاشغال العامة والطاقة والتربية والاتصالات والعمل، وفي الوزارات السيادية نوع من «البرستيج» اما الوزارات الخدماتية فغالبا ما تكون لخدمة الذات، ومن ثم الشعبوية.