- باسيل إلى عرسال مستطلعاً: نقول بعودة ليست فورية إنما عندما تتوافر الظروف
بيروت ـ عمر حبنجر
الرئيس سعد الحريري في موسكو، في زيارة ظاهرها رياضي وجوهرها سياسي، وبمستوى لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصاحب السمو الملكي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الاكثر عناية لاوضاع المنطقة وضمنها لبنان.
وبالطبع سيحضر الحريري افتتاح كأس العالم في كرة القدم مساء اليوم الخميس بمباراة بين المنتخبين السعودي والروسي الى جانب عدد من رؤساء الدول والحكومات، ثم ينتقل من موسكو الى الرياض لتمضية عطلة عيد الفطر مع العائلة.
في هذا الوقت، الآمال معلقة على استئناف الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة بعد عطلة الفطر، لكن الاجواء السياسية في بيروت مازالت دون مستوى التفاؤل المطلوب، خصوصا بعد التطورات المبطئة من تصريحات السليماني الى المواجهة الحاصلة بين وزير الخارجية جبران باسيل والمفوضية العليا للاجئين مرورا بملف التجنيس الذي انتهى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من غربلته وتنقيحه.
فردا على سؤال عن موقفه من كلام اللواء قاسم سليماني من ان لحزب الله 74 نائبا من اصل 128 نائبا في البرلمان اللبناني، قال الوزير جبران باسيل: اننا نحن من نحدد موقعنا، والنائب محمد رعد هو افضل من اعطى الجواب.
وعن الحكومة، قال باسيل: اليوم نعمل لحكومة وحدة وطنية تضم اكبر تمثيل شعبي ممكن، بحسب الانتخابات «التي لم تعط اكثريات لأحد»، اليوم ليس في مجلس النواب إلا أحجام سياسية، انما لا احد يستطيع القول انه حائز الاكثرية، واستنتج من الازمة مع مفوضية اللاجئين اننا امام ازمة يراد لها ان تستمر، ودليلنا على ذلك العبارات المكتوبة على الموقع الالكتروني للمفوضية العليا للاجئين والتي تنص على «منع العودة المبكرة للاجئين هذه السنة بدلا من تشجيع العودة المبكرة والآمنة».
وواضح من حديث باسيل عن حكومة وحدة وطنية تضم اوسع تمثيل شعبي انه غير راض عن التصور للحكومة الذي عرضه الرئيس سعد الحريري على الرئيس ميشال عون بالتوازي مع عدم ارتياح الرئيس الحريري لكيفية معالجة باسيل للمسألة مع مفوضية اللاجئين، وهو ما اثار استياء واشنطن.
وكان الحريري التقى قبل المغادرة ليلا الى موسكو المنسق المقيم للامم المتحدة فيليب لاغاريني وممثلة مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، حيث اكد لهما ان الحل النهائي للاجئين بالنسبة الينا والى الامم المتحدة هو بعودتهم الى سورية.
المفوضية العليا للاجئين طالبت وزارة الخارجية بالعودة عن قرارها في حين انتقل الوزير باسيل الى عرسال للوقوف على رأي اهالي البلدة واللاجئين السوريين انفسهم، وقال بعد لقائه النائب بكري الحجيري ورئيس البلدية باسل الحجيري وفعاليات البلدة: اليوم عاد الوضع الى طبيعته في عرسال، ونأمل ان يعود الى طبيعته في سورية، ليعود النازحون الى ديارهم، واضاف: النازحون هنا فئتان، فئة تعتبر العودة آمنة وفئة ترى ان الظروف غير مؤمنة، وهناك من يريد ان تطول هذه الازمة، وهناك من يريدها ان تقصر، ونحن نقول بعودة ليست فورية ولا قسرية انما عندما تتوافر ظروفها وعلى مراحل متدرجة، ونريد مساعدة الامم المتحدة، ونحن نشكرها، والمساعدة التي تقدمها للنازحين فلتقدمها لهم في سورية.
على صعيد الحكومة المنتظرة، يبدو ان الصيغة التي عرضها الرئيس المكلف على رئيس الجمهورية لم تخرق جدار الجدل الدائر حول حجم الحكومة وتوزيعتها، حيث نقلت صحيفة «الجمهورية» عن مصادر معنية ان الرئيس ميشال عون رفض اقتراح سعد الحريري بإعطائه ثلاث حقائب وزارية عدا الست حقائب للتيار الوطني الحر وانه اصر على عشرة وزراء له وللتيار، وان المعروض على القوات اللبنانية 4 او 5 وزراء، وان صيغة الحريري تخلو من المقعد الوزاري السني المستقل عن تيار المستقبل.
ويبدو ان الرئيس المكلف يتجنب اعطاء اي فريق في الحكومة الثلث المعطل، منعا لتحكم اي طرف في المسار الحكومي.
وذكرت مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان بعض الاطراف النافذة تريد تطبيق مبدأ النسبية الانتخابي في تشكيل الحكومة، بحيث تحصل كل كتلة نيابية على عدد من الوزراء بمقدار نسبة عديدها النيابي، كمدخل لتمرير ممثلين عن الكتل الصغرى، وهذا ما يدعمه حزب الله.
رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع رفض تصوير البعض لعلاقات حزبه مع المملكة العربية السعودية بكونها المدخل الواسع للسياسات السعودية في لبنان، خصوصا بعد التوقعات بحصول حزبه على كتلة وزارية وازنة في الحكومة الجديدة.
وقال في حديث لوكالة الأنباء الألمانية: نمثل انفسنا في الحكومة اللبنانية ونحرص على مصالح لبنان، وحصتنا في الحكومة ستكون لنا وليس لأحد آخر، فنحن اصدقاء للمملكة لكن هذا شأن وعملنا في الداخل اللبناني شأن آخر.
وردا على عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، قال جعجع: اذا كنا بصدد تدخلات خارجية فلسنا نحن من يتلقى مئات ملايين الدولارات سنويا، ولسنا نحن من يرتبط بمحاور اقليمية معينة ويقاتل من اجلها في سورية وغير سورية.
جعجع لم ينكر وجود درجة عالية من التوتر حول تشكيل الحكومة، مع التيار الوطني الحر.