- النائب كنعان: إطلاق النار على رئيس الجمهورية يتصاعد
بيروت ـ عمر حبنجر
الرئيس نبيه بري ينبه إلى ضرورة تسريع تشكيل الحكومة، وهو يريدها هذا الأسبوع قبل الأسبوع المقبل.. ليس لأنه سيغادر في إجازة يوم 25 الجاري باتجاه أوروبا، بل ايضا لأن الأوضاع الاقتصادية أصبحت على الحافة.
«القوات» اللبنانية تؤكد أن عقد التأليف معروفة، وكل القوى السياسية تدرك أن تأخير التأليف سيؤدي إلى تعقيد الوضع، واعتبرت المصادر أن الكلام عن تأخير متعمد لا أساس.
لكن العقد المتتالية، التي نبتت وتنبت في طريق تشكيل الحكومة، تتطلب اتصالات ومراجعات طويلة.
مصدر لبناني كبير أوحى بأن سبب تعطيل تشكيل الحكومة خارجي، من دون أن يحدد مصدره أو هويته، وقال لصحيفة «الجمهورية» إنه بحسب معلوماتي، لا يوجد قرار بالتعطيل من الداخل، وان كانت طلبات القوى السياسية بالنسبة للحكومة فيها شيء من التعجيز، وهذا يحصل عادة في بازار تأليف الحكومات.
وكل ذلك لا يمكن اعتباره عاملا تعطيليا من الداخل، وهذا ما يفترض وجود معطل خارجي.
بدورها مصادر تكتل «لبنان القوي» (التيار الوطني الحر) توقعت تجدد الاتصالات من اجل تشكيل الحكومة الأسبوع المقبل، وأكدت رفضها عزل اي طرف، وبالتالي على تمثيل الجميع وفقا لأحجامهم النيابية، وقالت ان على الحزب التقدمي الاشتراكي الإقلاع عن الابتزاز السياسي باحتكار الساحة الدرزية، بإقصاء النائب طلال ارسلان، وان على القوات اللبنانية ان توازن تمثيلها بحجم كتلتها النيابية، واعتماد معيار واحد للتأليف يسقط الاستنسابية، الا اذا كانت هناك أجندات اخرى لا علاقة لها بالحكومة.
وتقول مصادر قريبة من التقدمي الاشتراكي ان العهد يسير باتجاه طريق مليء بالاشواك، وفيما تحرص القوات اللبنانية على الفصل بين الرئيس عون ووزير الخارجية جبران باسيل، فإن الفريق الجنبلاطي يرى ان الرئيس عون والوزير باسيل وجهان لعملة واحدة.v
إزاء ذلك اعتبر أمين سر تكتل «لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان أن «إطلاق النار» على رئيس الجمهورية لم يتوقف، بل تصاعد، وإن أخذ أشكالا وعناوين مختلفة، لكن الهدف واحد وهو شل حركة الرئيس وإدخال العهد في مرحلة من المراوحة القاتلة التي تحد من قدرته على مواجهة الاستحقاقات الخارجية والداخلية، ومنها تأليف الحكومة وملف عودة النازحين السوريين.
والشروع بالإصلاحات المطلوبة دوليا، فينجح العهد، كما هو حاصل الآن، ويفشل المبشرون بالفشل.
بالعودة الى الحكومة، أشارت أوساط تيار المستقبل إلى أن الرئيس سعد الحريري عاد الى بيروت فجرا ليستأنف تحركه على مستوى تشكيل الحكومة، محاولا إزاحة العقبات الكأداء الرابضة في طريقه وعلى رأسها عقدة التمثيل السني، والدرزي، فضلا عن تقاسم الحقائب المسيحية بين التيار الحر والقوات اللبنانية.
ويواجه الحريري مطالبة النواب السنة العشرة من خارج تيار المستقبل بمقعدين وزاريين من أصل الستة مقاعد، فيما يبدو هو ميالا للتنازل عن مقعد واحد يختار له الرئيس عون وزيرا سنيا، مقابل ان وزيرا مارونيا يختاره شخصيا.
ويقول أحد النواب العشرة الوزير السابق عبدالرحيم مراد، في تصريح إذاعي، ان حقنا بوزيرين، وأبلغنا ذلك الى الرئيس المكلف سعد الحريري وإلى الرئيس ميشال عون، الذي رد بوجوب أن تشكل كتلة نيابية نقلت له بغض النظر أكان عندنا كتلة أو لم يكن نحن عشرة نواب، وعلى الحريري أن يختار، نحن لن نسمي أحدا منا.
وبسؤاله عما اذا كان عضو مجموعة العشرة الرئيس نجيب ميقاتي مناسبا لتمثيل المجموعة، قال ميقاتي له خطه السياسي، كما النائب بلال عبدالله التقدمي الاشتراكي، والمطلوب توزير المستقلين.
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قال من جهته: لسنا مضغوطين لا بأكثرية دائمة في مجلس النواب، ولا لقوة تستطيع أن تفرض قرارا على البلد من دون أن تتشاور معنا، معتبرا الوضع الأمني بأحسن حال.
وتعبيرا عن واقع الحال السياسي الراهن غرد النائب السابق فارس سعيد قائلا: ينقسم منتقدو العهد الى فريقين، فريق مسلم لا يفرق بين العهد والوزير جبران باسيل، وفريق مسيحي، يجنب عون وينتقد باسيل، وفي كلتا الحالتين اهتزت صورة العهد بعد الانتخابات النيابية، وفي المقابل لم تنضج الأمور لتشكيل معارضة وازنة.