بيروت ـ عمر حبنجر
مؤكد ان تأليف الحكومات في لبنان ليس حقائب وحصصا واسماء واحجاما، انما هناك خلفيات سياسية محكومة بالتوازنات داخل كل حكومة.
الى ذلك، فإن البعض من المعنيين يرفض اغفال الواقع الاقليمي الذي له دوره في تسريع او ابطاء عملية تأليف الحكومة بمعزل عن محاولة جهات رسمية حصر العُقد بالداخل، والدليل في التحذير الذي ابلغه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى المراجع اللبنانية بضرورة تحضير الوضع السياسي في لبنان لمواجهة تداعيات التأزم المرتقب على جبهة جنوب سورية.
وهكذا ذهبت توقعات الرئيس نبيه بري بصدور مراسيم الحكومة الجديدة يوم الجمعة الماضي، بحسب قناة «المنار»، ما يعني ان شيئا ما ليس جاهزا بعد كما قال الرئيس بري الذي اعتبر ان الحل لدى الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري.
مصادر بعبدا ردت بدورها على كلام بري عن ان الحل لدى رئيسي الجمهورية والحكومة بالقول: ان كلام بري لا يلغي واقع ان الاجواء الايجابية تتقدم على السلبية وانه لا تبديل في المسار التصاعدي، لا التصعيدي.
البطريرك الماروني بشارة الراعي رفع الصوت مجددا بخصوص الحكومة، معربا عن اسفه لتعثر تشكيل الحكومة مجددا، وقال: الشعب لا يريدها مؤلفة من اشخاص عاديين لتمثيل الحصص وتقاسم المصالح وارضاء الزعامات، بل يريدها الشعب والدول الصديقة الداعمة للبنان والمشاركة في مؤتمرات روما وباريس، حكومة مؤلفة من وزراء يتحلون بالقدرات التكنوقراطية والمعرفة والتجارب والاخلاقية. ولفت الراعي الى انه اذا كان لابد من تمثيل للاحزاب والاحجام فليكن على هذا المقياس، مع عدم اهمال الاكثرية الباقية من خارج الاحزاب والاحجام اللبنانية وفي صفوفها شخصيات وطنية رفيعة يجب ان تكون جزءا اساسيا من الحكومة العتيدة.
ورأى البطريرك الماروني انه اذا كان لابد من ألوان سياسية فاللون المفضل هو لون الوطن، دولة وشعبا ومؤسسات.
عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب ماجد ادي ابي اللمع لفت الى محاولة الرئيس سعد الحريري التوفيق بين مختلف الاطراف للوصول الى تمثيل حكومي صحيح لجميع المكونات البرلمانية، معتبرا عبر تلفزيون «المستقبل» ان من يُصوّب على حجم القوات اصابه هو الانتفاخ، وقال: العقدة ليست عند القوات بل عند الذين يقفون في وجه القوات، وقال: البعض يطرح ويجمع نوابا ضمن الكتل، للاستحصال على مقاعد وزارية، ولا انصح احدا بمحاولة تطويق القوات على الرغم من اعتقادهم انهم يستطيعون، الا ان هذا الزمن قد ولّى، واضاف: نحن اقوياء في السياسة، وسنكون اقوياء في الحكومة ولن يكون باستطاعة احد احراجنا لإخراجنا.
بالنسبة لوليد جنبلاط وحزبه الموقف حاسم، اذا كان المطلوب حصر التمثيل بالاقوياء في بيئتهم فالحزب التقدمي الاشتراكي حصل على 7 مقاعد درزية من اصل 8، وفوقها مقعد سني وآخر كاثوليكي، وبالتالي هو صاحب الحق في تمثيل بيئته بمعيار الاقوى الذي تبناه العهد ولا مجال للتورية او الاجتهاد.
وبالنسبــــة للقــوات اللبنانية الموقف واضح ايضا، هناك اتفاق على المناصفة في الوزارات والمواقع المسيحية مع التيار الحر الذي يحاول التملص من هذا الاتفاق المكتوب والذي تتريث القوات في اظهاره للعلن تجنبا للاحراج، واضعة التيار الوطني الحر في المجرى المعرقل لتشكيل الحكومة ربما التزاما منه بحسابات اخرى، الامر الذي يرفضه الاشتراكي والقوات بتفهم واضح من الرئيس سعد الحريري لأن العقدة عند من يمليها.