- التيار الحر واثق من قرب تشكيل الحكومة
بيروت ـ عمر حبنجر
استبعد الرئيس ميشال عون الاعتقاد بوجود عامل خارجي، يحاول عرقلة تشكيل الحكومة، مقللا بذلك الرهان على المؤثرات الخارجية والدولية خصوصا، في العملية الحكومية. وقال في لقاء مع جريدة «الأخبار» انه يفضل مقاربة تشكيل الحكومة على انه عامل داخلي، مع معرفته بعلاقة وثيقة، تربط فرقاء لبنانيين بحلفاء إقليميين.
عون أمل بتشكيل الحكومة قبل 31 أغسطس موعد دخول ولايته الرئاسية سنتها الثالثة، حيث سيكون أمام استحقاقات شتى أهمها عودة النازحين السوريين على مراحل، والتي يشرف عليها بنفسه.
وأكد الرئيس عون على ضرورة التواصل الرسمي بين الدولتين اللبنانية والسورية، نافيا التواصل المباشر بينه وبين الرئيس بشار الأسد، علما ان قنوات الحوار مع السوريين سارية ومنتظمة، في ملفي النزوح والأمن والإرهاب، وانه كلف اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام إدارة هذا الأمر.
وفي هذا القول رد ضمني على ما صرح به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من ان هناك وزيرا لبنانيا يزور دمشق رسميا وبصورة دورية، وهو كما هو معروف في بيروت وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول.
وسجل يوم الثلاثاء لقاء بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الحر جبران باسيل على هامش جلسة انتخاب اللجان النيابية، بعد جفاء صامت، واستغرق اللقاء 20 دقيقة، تخلله عتاب على مسببات هذا الجفاء، المتمثلة في كلام منسوب الى باسيل خلال مشاركته في احتفالات المونديال في روسيا، متضمنا السخرية من الرئيس المكلف مع التهجم على وليد جنبلاط، وهذا ما رد عليه الحريري في حينه بالقول: انا من يشكل الحكومة، بالتشاور مع الرئيس عون، ولا أحد سواي!
والراهن ان التيار الحر يأخذ على جنبلاط الاستئثار بالحصة الدرزية كلها، فيما هو، اي التيار، مستأثر مع «القوات اللبنانية» وبموجب ما تكشف عنه بنود تفاهم معراب، بالحصص المسيحية كلها، موارنة وارثوذكس وكاثوليك وأقليات، باستثناء الخرق الوحيد لهذا الثنائي من جانب «المردة»، لاعتبارات أبعد من القناعات الذاتية، وكما يحاول تيار المستقبل الاستئثار بمقاعد السنة.
الوزير جبران باسيل رد على قول جنبلاط «ان التيار الحر يستولي على الدولة اللبنانية قائلا: «كفى هلوسة، عودوا الى الحقيقة واقبلوا نتائج الانتخابات من دون الانقلاب عليها».
اما عن التسوية العونية ـ الحريرية، وهل يمكن اعتبارها سقطت نهائيا، قال باسيل: «التسوية باقية وستتعزز اكثر..».
مصادر القوات اللبنانية أكدت عبر إذاعة «لبنان الحر» دعمها الرئيس المكلف سعد الحريري وجهوده التي لم تتوقف منذ تكليفه، ودعت جميع القوى السياسية إلى تسهيل مهمته.
المصادر قالت ان بعض الانجازات ما كانت لتتحقق لولا استبعاد الملفات الخلافية، وفي طليعتها ملف العلاقة مع النظام السوري، وفي رد ضمني على حديث الرئيس عون حول تحريك هذه العلاقة، قالت القوات ان لا احد له مصلحة في عودة الانقسام العامودي حول هذا الموضوع والذي يهدد الاستقرار السياسي القائم.
واعتبرت القوات ان أي كلام عن عودة الحياة السياسية بين لبنان وسورية سابق لأوانه ومؤجل الى ما بعد انتهاء الحرب السورية، واحلال السلام وقيام الدولة التي تحظى بالشرعية السورية والعربية والدولية.
الحزب التقدمي الاشتراكي رفض من جانبه اعادة تقويم العلاقات اللبنانية ـ السورية، وقالت مصادر الحزب لجريدة الجمهورية: ها هو وزير الخارجية يطلق مواقف لا تعبر عن سياسة الحكومة اللبنانية مجتمعة.
وفي النهاية الحكومة آتية، تقول القناة «البرتقالية» مهما تأخر الرئيس المكلف في انجازها، وقالت انه، أي الرئيس الحريري، أقر لرئيس تكتل «لبنان القوي» الوزير جبران باسيل، بأن التيار ليس مسؤولا عن التأزم الحاصل، في وقت تؤكد المصادر المواكبة لهذه القناة، بأن العقدة الأكبر درزية، وحلها بيد وليد جنبلاط، المصر على الاستيلاء على المقاعد الثلاثة الدرزية، في سابقة لم تحصل في أي وقت.
قناة التيار الحر، ربطت تشكيل الحكومة بمد جنبلاط يده الى المرجعيات المعنية، متخطية الاعتبارات الاقليمية والدولية، التي ستترتب على قمة هلسنكي الاميركية الروسية ومدى انعكاساتها على لبنان، علما أن «حزب الله» مطمئن إلى أن هذه القمة، انتهت لصالح الرغبة الروسية بأولوية الهدوء على الساحة السورية.
واستدلت قناة «المنار» على وفرة الحصاد الروسي من حقل هذه القمة، بالاشتباكات المندلعة داخل البيت الأميركي.