ارتياح فرنسي: فيما ينتظر ان يلتقي الرئيس ميشال سليمان نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في اجتماع خاص السبت المقبل أثناء الزيارة التي سيقوم بها سليمان الى فرنسا، علم ان الرئيس سعد الحريري سيلتقي ساركوزي في 22 يناير المقبل خلال زيارة رسمية يقوم بها الى فرنسا في 20 من الشهر نفسه، حيث يلتقي كبار المسؤولين الفرنسيين لإجراء محادثات حول العلاقات الثنائية والوضع الاقليمي. وأشارت مصادر الى ان الحريري سيزور باريس للمرة الأولى رئيسا للحكومة مترئسا وفدا وزاريا، وسيوقع اتفاقات لاتزال قيد التحضير. ونقل عن الرئيس ساركوزي ارتياحه الى التطورات الايجابية على اكثر من مستوى، وقوله: «لقد تجاوب معي الرئيس السوري بشار الأسد في المطالب من اجل لبنان ابتداء من انتخاب رئيس للجمهورية وانشاء العلاقات الديبلوماسية ونتائج زيارة الحريري لدمشق دون التقليل من اهمية دور خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز».
طاولة الحوار في حلتها الجديدة: في صدارة المشهد السياسي في السنة الجديدة طاولة الحوار الوطني في «حلتها» الجديدة بعد الانتخابات النيابية واستنادا الى نتائجها، ومعها العنوان الكبير: السلاح والاستراتيجية الدفاعية. وفي إطار مناقشة مواضيع طاولة الحوار، من المتوقع أن يلقى سليمان معارضة من بعض القوى إذا قرر فتح الجلسات أمام الملفات العالقة على المستوى الوطني. فيشدد قسم من فريق 14 آذار، في مقدمتهم حزبا القوات والكتائب وما بقي من لقاء قرنة شهوان، على حصر الحوار بملف سلاح المقاومة، فيما لا يرى القسم الأكثري الآخر (الحريري وجنبلاط) مانعا في التطرق إلى قضايا أخرى. مع العلم بأن ثمة «حديثا عن إدراج عدد من القضايا المختلفة على الطاولة، كما يقول زوار بعبدا، بما معناه أن ثمة مشروعا لتوسيع آفاق هذه الهيئة الحوارية.
وفي إطار استعدادات الكتل للمشاركة في الحوار، بات شبه محسوم خروج كل من الوزير بطرس حرب والوزير السابق إيلي سكاف والنائب السابق غسان تويني، فيحل النائب سليمان فرنجية محل حرب (المقعد الماروني الرابع) ويحل فريد مكاري محل تويني (المقعد الأرثوذكسي الأول) ويحل الوزير ميشال فرعون مكان النائب السابق ايلي سكاف الذي خسر الانتخابات وشرعيته التمثيلية.
لبنان تحت مظلة التفاهم السوري ـ السعودي: يقول ديبلوماسي عربي ان لبنان دخل في رحاب «ستاتيكو» جديد مظلته التفاهم السعودي ـ السوري الذي يوفر له «فترة سماح» مديدة، حدودها قد تكون القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، او الحرب الاسرائيلية غير المستبعدة والتي يشاع ان الربيع المقبل قد يكون ساحتها اللاهبة. فالتفاهم السعودي ـ السوري الذي أنتج حكومة الوحدة الوطنية وأقنع الحريري بزيارة سورية سينعكس مهادنة داخلية طويلة الامد ينتظم في اطارها الجميع من دون ان تلغي «المناوشات» السياسية على غرار الاستحضار الدائم لسلاح «حزب الله» على الطاولة والتراشق حول القرار 1559 واندلاع السجالات في شأن مسائل تتعلق ببناء الدولة وما شابه.
زخم أميركي في بيروت: الشهر الاول من السنة سيشهد زخما أميركيا ودوليا وعربيا كثيفا، وسيزور بيروت وفدان من الكونغرس الاميركي في الرابع من يناير والثامن منه، ومعاون وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى السفير جيفري فيلتمان الذي لم يحدد موعده بعد، والمبعوث الخاص المكلف باجراء الاتصالات بين الفلسطينيين والاسرائيليين جورج ميتشل ضمن جولة له في المنطقة. كذلك سيصل الى بيروت وزيرا خارجية النمسا مايكل شبندلغر وقبرص ماركوس كبريانو لمقابلة رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة ونظيرهما علي الشامي.
العريضي في زيارة خاطفة لدمشق: أشارت معلومات الى زيارة سياسية خاطفة قام بها الوزير غازي العريضي في الـ 48 ساعة الماضية الى دمشق عندما كان النائب وليد جنبلاط موجودا في ليماسول.
وترجح مصادر ان يكون العريضي منسق الاتصالات وترتيبات زيارة جنبلاط المحتملة الى دمشق، وهو الذي حافظ على وتيرة هادئة لمواقفه ازاء دمشق في السنوات الأربعة الماضية ولم يقطع معها «شعرة معاوية».
تحسن علاقة الميشالين: سجل تحسنا ملموسا في العلاقة بين الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون، وهذا التحسن بدأ في فترة تشكيل الحكومة عندما دعم سليمان الموقع التفاوضي لعون مع الحريري بتأييده توزير جبران باسيل واتخذ أشكالا واضحة بعد الحكومة، ومن جهة عون الذي دعم زيارة سليمان الى واشنطن ردا على انتقادات وحملات مسبقة شنت على هذه الزيارة ومن أوساط المعارضة. والذي حضر للمرة الأولى قداس عيد الميلاد في بكركي وأشار بوضوح الى انه حضر لأن الرئيس موجود.
ميقاتي يستغرب: توقفت أوساط سياسية مراقبة عند موقف الرئيس نجيب ميقاتي الذي أبدى فيه استغرابه من عدم انعقاد جلسة لمجلس الوزراء بداعي سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، لافتا الى «أن التذرع بغياب رئيس الجمهورية لعدم عقد جلسة لمجلس الوزراء، هو طرح يتنافى والدستور (الذي ينص في الفقرة السادسة من المادة 64 منه، على أن رئيس مجلس الوزراء هو الذي يدعو المجلس إلى الانعقاد ويضع جدول أعماله ويطلع رئيس الجمهورية مسبقا على المواضيع التي يتضمنها وعلى المواضيع الطارئة التي سيبحثها، فيما المادة 53 من الدستور حددت دور رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء الذي يرأسه عندما يشاء من دون أن يشارك في التصويت، كما له أن يعرض أي أمر من الأمور الطارئة من خارج حدود الاعمال، فضلا عن حقه في الدعوة الى جلسات استثنائية كلما رأى ذلك ضروريا بالاتفاق مع رئيس الحكومة»). هذا الموقف المميز والمتمايز يندرج في سياق نهج سياسي يلتزمه الرئيس ميقاتي ويقوم بتظهيره كلما دعت الحاجة على النحو الذي حصل في تحفظه على الطريقة التي تم بها تشكيل الحكومة. والمفارقة هنا ان الرئيس ميقاتي الذي يتصرف من خلفية حرصه على موقع رئاسة الحكومة وعدم الانتقاص من دورها وصلاحياتها، تقابل ملاحظاته وانتقاداته بامتعاض وتأفف لدى أوساط الرئيس سعد الحريري.