بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلة التنمية والتحـــرير النائب د.قاسم هاشم، انه بالرغم من كل التطـــورات الايجابية على المستوى اللبناني الداخلـــي، فمازال هناك فريق داخل قوى 14 آذار يغرد خـــارج سربه ويعيش خارج الزمن الذي اعادت فيه حكومة الوحدة الوطنية اللحمة بين اللبنانيين، وتعيد بحرص ودقة صياغة العلاقات اللبنانيـــة ـ العربية، لاسيما اللبنانية ـ السورية منهـــا، مشيرا الـــى ان الفريق المذكور (غامزا من قنــاة مسيحيي قوى 14 آذار) يعتبر نفسه متضررا مـــن الواقع اللبناني المستجد ومن الانفتاح على سورية بعــد ان تمكنت منه سياسة الانطواء والانعزال والرؤية الأحادية بعيدا عن مشاركة الآخرين فـــي الوطن، لافتا الى ان هذا الفريق مازال بالرغم من انفتـــاح حلفائه يعــمل وفق أجندة معينة وينفذ ما يملى عليه من الخـــارج ويراهـــن علـــى متغيرات اقليمية لن تتحقـــق ســـوى فـــي أحلامه.
عواطف القواعد الشعبية
ولفت النائب هاشم في تصريح لـ «الأنباء» الى ان الوثيقة التي سيعلنها الفريق المشار اليه اعلاه، لن تجد لها صدى في برية الوفاق الوطني والعلاقات المميزة مع سورية، معتبرا ان الوثيقة ليس لها سوى هدف واحد أوحد الا وهو التركيز على عواطف قواعدهم الشعبية من الخلفية المذهبية لإعادة شد العصبيات وانتاج حالة انعزالية لن تخدمه بشيء سوى في ابقائه خارج حلقة التوافق والتناغم اللبناني ـ اللبناني، مذكـــرا اصحاب الوثيقة والطعن بأن اللبنانيين قد توافقوا على التلاقي وانهاء ترددات وذيــول السنوات العجاف الفائتة التـــي عاشوها بمرارة وأسى، وبالتالي توافقوا على الانفتاح على سورية الى اقصى الحدود وفق ما يقتضيه اتفاق الطائف، الأمـــر الذي ان اكد شيئا ما فهو يؤكد ان تحركات هذا الفريق ســـواء من خلال وثيقته او من خلال تقديم الطعون لن يعوق مسار اللبنانيين التوافقي ولن يعيد عقارب الساعة الى الوراء.
وأعرب النائب هاشم عن امله في خروج الجميع مما وصفه الرئيس بري بـ «أتون الطائفية القاتلة» سواء للوطن أو للمواطنية، معتبرا ان الطائفية والمذهبية لا تقل خطورة عن العدو الاسرائيلي وأطماعه في لبنان والعالم العربي ككل، كون الطائفية تفتك بالجسم الوطني كمرض عضال تؤدي به الى التفكك وبالتالي الى الموت الحتمي والأكيد، مشيرا الى ان البعض في لبنان لا يستطيع الاستمرار في العمل السياسي سوى من خلال اثارته للمذهبية السياسية وللعصبيات الطائفية لتحقيق موقع سياسي معين، مشيرا الى انه من غير المقبول العودة الى الماضي الأليم والى التقوقع الطائفي الذي كان احد الاسباب الرئيسية في اندلاع الحرب الأهلية العبثية واستمرارها طيلة خمس عشرة سنة متواصلة، مؤكدا ان الرئيس بري انطلق في مطلبه تشكيل «الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية» من حرصه على سلامة المستقبل اللبناني وذلك ايمانا منه بأن استمرار الطائفية السياسية لن يوصل اللبنانيين الى بناء الوطن المنشود بل سيؤدي الى تفككه وبالتالي الى تفكك اللبنانيين معه.
إيجابيات سياسية
وختم النائب هاشم معربا عن امله ان تحمل معها الايام المقبلة، بعد ان حط العام المنصرم رحاله على مناخ كبير من الايجابيات السياسية، مزيدا من التطور في العلاقات اللبنانية ـ العربية ومزيدا من اللحمة بين اللبنانيين، كي يتسنى لهم القيام بلبنان القوي والمقاوم والرادع للأطماع الصهيونية فيه، وذلك لاعتباره ان القرارات الدولية والمجتمع الدولي لن يستطيعا وضع حد للاعتداءات الاسرائيلية وللخروقات الجوية شبه اليومية التي ينفذها العدو فوق الأراضي اللبنانية، بل على العكس يعتبر النائب هاشم ان المجتمع الدولي يغض الطرف عن التصرفات الاسرائيلية تسهيلا له في تنفيذ مصالحه ومآربه على حساب لبنان وسورية والعالم العربي ككل.