بيروت ـ عمر حبنجر
تقدمت الاهتمامات الادارية مقاعد المتابعات الحكومية على حساب السياسات العامة والمخاوف التقليدية من المغامرات الاسرائيلية مع حفظ الاعتبار للعلاقات اللبنانية ـ السورية المتحسنة، والتي ضمنها زيارة رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الى دمشق والتي يبدو انها وضعت على وجاق ساخن.
في موضوع الشر الاسرائيلي المبيت للبنان، تعاكست التقديرات بين من يتراءى له ان حكومة نتنياهو تتحضر لقرار عدواني ضد لبنان وتحديدا حزب الله بعد استكمال جهوزيتها السياسية المتمثلة في تشكيل حكومة وحدة وطنية وبين من يرى ان الادارة الاميركية القابضة على الارادة الاسرائيلية والمتورطة في اعجق بؤر للتوتر في العراق وافغانستان لا ترى فسحة للمزيد من الانغماس في الحروب ضد مجموعة اخرى من الدول والجماعات.
اما عن زيارة جنبلاط الى دمشق والتي باتت حدثا سياسيا في لبنان، فجديدها الاعلان عن ارسال وزير الاشغال العامة غازي العريضي الى دمشق لتذليل عقباتها.
تبقى الاستحقاقات الادارية التي ستحتل الجانب الاوسع من جلسة مجلس الوزراء اليوم في واجهة الاهتمامات الاعلامية.
بري: امتحان كبير للحكومة
وقد وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري استحقاق التعيينات الادارية والامنية بأنها «امتحان كبير لحكومة سعد الحريري»، متمنيا ان تبدأ وتنتهي بطريقة شفافة وايصال اصحاب الخبرة والاختصاص والابتعاد عن المحاصصات. وشدد رئيس المجلس على تطبيق هذه القاعدة على نفسه وعلى الآخرين، مقترحا آلية تخرج من مجلس الوزراء وتعتمد هيئة من خمسة او ستة قضاة مشهود لهم في التشريع والنزاهة ليتولوا مقابلة المرشحين وغربلتهم، وان تقدم الاسم الاول للمنصب الى مجلس الوزراء مع شرط الالتزام به. واكد بري انه لا يعارض المداورة في الوظائف شرط الا تشمل القائد الحالي للجيش العماد جان قهوجي لأنه الشخص المناسب في المكان المناسب انما لا تفاصيل لديه حول تبديل طائفة المدير العام للامن العام، بحيث تتولى هذا الموقع شخصية غير شيعية وتوقع حصول «مذبحة» عندما يبدأ البحث الجدي بالاسماء في غياب الآلية العلمية.
موقع مدير الأمن العام
وكانت معلومات تواردت لـ «الأنباء» في هذا السياق تفيد بأن البطريرك الماروني نصرالله صفير امل خلال استقباله الرئيس ميشال سليمان في قداس عيد الميلاد في اعادة هذا الموقع الى الموارنة، وهو يلتقي هنا مع العماد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر الذي يطالب باعادة تصحيح الوضع المسيحي داخل ادارات الدولة، وقد فاتح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في موضوع المدير العام للامن العام الذي لم يظهر الممانعة في ذلك وتردد انه فاتح المسؤولين السوريين بهذا الشأن في زيارته الاخيرة الى دمشق.
ويرد الرئيس بري على هذا بالدعوة الى المداورة في الوظائف الامنية وغير الامنية الكبرى كحل منصف وعادل لهذه العقدة المزمنة، الا ان طرحه هذا لا يختلف عن طرحه تشكيل الهيئة العليا لدراسة الغاء الطائفية السياسية،.
التعيينات الأمنية قبل الإدارية
ويبدو ان التعيينات الامنية ستتقدم على التعيينات الادارية، لأن التعقيدات السياسية المتصلة بالمناصب الامنية المرشحة للتعيينات او المناقلات هي اقل صعوبة من التعيينات الادارية نظرا للعدد المحدود من المناصب المطلوب اشغالها، في حين ان ملء الشواغر في الادارة يشمل عددا كبيرا من المواقع في الفئتين الاولى والثانية، الامر الذي يجعلها اكثر تعقيدا. وقد بدأت القيادات السياسية بتجميع الاسماء كل في منطقته وطائفته تمهيدا للغربلة الاخيرة على طاولة مجلس الوزراء بعد توحيد المعايير المقرر اعتمادها في التعيينات تجنبا لازمة محاصصة تهز التوافق السياسي القائم. القضايا الادارية ستعرض في مجلس الوزراء خلال انعقاده برئاسة الرئيس سعد الحريري في السراي الكبير اليوم ضمن 47 بندا مطروحا على جدول الاعمال وليس فيها تعيينات او مناقلات.