بيروت ـ عمر حبنجر
عقد مجلس الوزراء اللبناني جلسته الأولى هذه السنة في السراي الكبير وبرئاسة الرئيس سعد الحريري غروب أمس وعلى جدول أعماله 46 بندا، من اصل 47، بعدما جرى سحب أحد البنود الذي يتضمن مضاعفة عقوبة القدح والذم الواقع على القضاة.
وقد بادر الأمين العام لرئاسة الحكومة د.سهيل بوجي الى سحب المشروع الذي تقدم به وزير العدل ابراهيم نجار، بعد مراجعة مسؤولي الصحافة ووسائل الإعلام للرئيس سعد الحريري، الذي يغادر اليوم الى الاردن في زيارة ليوم واحد، حيث يلتقي الملك عبدالله الثاني ويجري مباحثات مع رئيس الوزراء سمير الرفاعي.
وتناول مجلس الوزراء مشروع اتفاق قضائي مع سورية يلحظ نقل المحكومين بالسجن من مواطني البلد الآخر، الى بلدهم، حينما يتبقى من عقوبتهم 6 أشهر وما فوق. وأثار وزراء من 14 آذار موضوع التفجير الذي حصل في مقر حماس في الضاحية الجنوبية وملابساته الغامضة، اضافة الى الاشتباك بين عناصر من فتح وأخرى من جند الشام في عين الحلوة. وكان المكتب السياسي لحزب الكتائب استنكر ما أسماه «عملية التفجير الغامضة في مركز حماس في قلب المربع الأمني لحزب الله». وغابت التعيينات الأمنية والإدارية عن جدول أعمال مجلس الوزراء ما كشف عن سجال سياسي صامت بين المرجعيات الرسمية حولها. وتحدثت أوساط عدة عن تباين في وجهات النظر بين الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فرئيس الجمهورية يفضل التعيينات بالتتالي ومن داخل المؤسسات المعنية، بينما يريد الرئيس بري اجراء التعيينات في سلة واحدة مقرونة بـ «المداورة» في الوظائف الأساسية وهو ما يتحفظ عليه الآخرون في الوقت الحاضر.
غير ان بيانا صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس المجلس لاحقا، ينفي الأخبار عن التباين بينه وبين رئيس الجمهورية في موضوع التعيينات الإدارية، قابله تصريح للنائب عمار حوري من كتلة المستقبل، اعتبر فيه ان اقتراح بري تشكيل هيئة قضائية للإشراف على التعيينات، خارج نطاق صلاحياته كرئيس لمجلس النواب، وفيها ما يسلب من صلاحيات رئيس مجلس الوزراء.
وقال حوري ان هذا الاقتراح يربك القضاء في مهمة ليست من اختصاصه، مؤيدا وجهة نظر رئيس الجمهورية الداعي لاعتماد مجلس الخدمة المدنية. ويعني كل ذلك بنظر النائب وليد جنبلاط، ان مبدأ «المحاصصة» سيرعى عملية إصلاح الإدارة، آملا، اي جنبلاط اقران «المحاصصة» بالكفاءة الشخصية للموظف.
واعتبر جنبلاط ان الدخول في ملف التعيينات الإدارية يتطلب توافقا عريضا على ضرورة منح الكفاءات الشابة، فرصة الدخول الى الإدارات العامة، او التقدم من داخلها. وتساءل جنبلاط، في تصريح لجريدة «الأنباء» الناطقة بلسان حزبه: لماذا توضع دائما المحاصصة على نقيض الكفاءة؟ ودعا جميع الفرقاء الى ترشيح الكفاءات التي لديها القدرة على النهوض بالإدارة العامة وعصرنتها وتحديثها، اذا كان لا مهرب مما يسمى «محاصصة».
جنبلاط الذي أمل ان تسرع الحكومة في معالجة مجموعة من الملفات المزمنة، وفي طليعتها الملفات الاقتصادية والانمائية والمعيشية والمطلبية، يعقد غدا الخميس الاجتماع الثاني بين رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط والعماد ميشال عون، رئيس التيار الوطني الحر في منزل الأخير في الرابية.
وكان اللقاء الأول حصل في القصر الجمهوري بدعوة من الرئيس ميشال سليمان، وقد استتبعته اتصالات مفتوحة بين معاوني الرجلين. وقال القيادي في التيار آلان عون ان هذا اللقاء سينتج ايجابيات على مستوى العلاقات في الجبل، وسيسهم في إزالة رواسب الماضي، والمهم ان يكون هناك تواصل وحوار.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت العلاقة بين العماد عون وجنبلاط تسبب الإزعاج لحلفاء جنبلاط المسيحيين في الأكثرية (قوات لبنانية وكتائب وأحرار) قال عون: ان علاقاتنا ليست موجهة ضد احد، ولم نتعاطى يوما مع اي استحقاق وكأنه على حساب أحد، وهذا اللقاء كان حلقة ناقصة في شبكة الأمان الوطني، وها قد استكملت الآن.
كما ان الحزب التقدمي الاشتراكي عندما يمارس السياسة، لا يمارسها من باب النكاية بأي طرف آخر. وفي سياق متصل أكدت مصادر صحافية عن إمكانية توقيع وثيقة تفاهم بين التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي تكون أبرز بنوده عودة المهجرين إلى الجبل.
ويفترض ان تعقب زيارة جنبلاط الى الرابية جولة للعماد ميشال عون في قضاءي الشوف وعالية، ومعقل جنبلاط في المختارة خصوصا، وردا على سؤال قال مصدر في تيار عون ان تحديد موعد هذه الجولة، هو قرار العماد عون، والنائب جنبلاط، وحدهما، وهي قيد التحضير، من حيث المبدأ.