بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب د.سليم سلهب ان لقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، يختلف شكلا ومضمونا عن لقائه مع الرئيس الاميركي باراك أوباما، معتبرا ان زيارته للولايات المتحدة الأميركية كانت من المحضر لها حيث رافقه اليها فريق عمل متكامل لاجراء المباحثات بين الدولتين حول طلب تسليح الجيش والبحث في بعض الملفات الدولية والإقليمية الساخنة، معربا عن اعتقاده بأن إيجابيات زيارة واشنطن ستبدأ بالظهور بعد زيارة وزير الدفاع اللبناني الياس المر الى واشنطن خلال شهر فبراير المقبل لاستكمال ما بدأه الرئيس سليمان حول تسليح الجيش.
هذا وأكد النائب سلهب في تصريح لـ «الأنباء» ان عدم تطرق الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والفرنسي نيكولا ساركوزي الى القرار الدولي 1559 لم يكن من قبيل الصدفة، معتبرا ان الرئيس سليمان قد استقصد استبعاد القرار المذكور عن التداول به مع نظيره الفرنسي وذلك لاعتباره (سليمان) ان ما تبقى منه للتنفيذ قد أحيل الى طاولة الحوار الوطني للبت به على قاعدة التوافق بين اللبنانيين حيال السلاح، مشيرا الى ان زيارة الرئيس سليمان لقصر الشانزليزيه لا تستحق التوقف عندها والتعليق عليها كونها لم تكن مؤكدة وغير مخطط لها مسبقا، لافتا في المقابل الى ان ما يستحق الترقب هو الزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس الحريري التي سيجريها لاحقا الى باريس حيث سيحمل معه جدول أعمال مكثفا قد يعود بنتائج إيجابية على المستويين الاقتصادي والسياسي.
وردا على سؤال أعرب النائب سلهب عن عدم اعتقاده بأن تكون زيارات الرئيس سليمان الى الخارج تتم بالتنسيق مع سورية حيال الملفات المراد طرحها، مؤكدا ان زيارته الى واشنطن لم تظهر في خلفياتها أي تنسيق مسبق مع نظيره السوري الرئيس بشار الأسد وذلك واضح من خلال ما صرح به الرئيسين اللبناني والأميركي اثر انتهاء المباحثات بينهما، مشيرا الى ان ليس هناك من موانع تحول دون التنسيق بين لبنان وسورية حول السياسة الخارجية للدولتين انما ضمن مبدأ الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية ومصلحتها العامة.
على صعيد آخر وعن تطور علاقة تكتل التغيير والاصلاح والتيار الوطني الحر مع تيار المستقبل، أكد النائب سلهب ان التنسيق بين الطرفين جار على قدم وساق وقد قطع شوطا بعيدا باتجاه تقدم المباحثات وترسيخ التواصل بينهما وتطويره، لافتا الى ان الأيام المقبلة ستظهر مدى عمق العلاقة والتماسك السياسي الذي توصل اليه القيمين على تطوير هذه العلاقة، لاسيما لدى إقرار مشروع الموازنة العامة في المجلس النيابي، نافيا ان يكون هناك ورقة تفاهم سياسي واجتماعي على غرار ورقة التفاهم مع حزب الله، تتحضر في الأفق بين العماد عون ورئيس تيار المستقبل رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، مشيرا الى ان المباحثات بين الجانبين تقتصر حتى الآن على عناوين اقتصادية واجتماعية وادارية، وكذلك على عناوين أخرى تتمحور حول السياسة العامة للدولة.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يرى ان الرئيس الحريري مازال ضمن فريق 14 آذار اثر المصالحات والتطورات الايجابية الأخيرة على المستوى الداخلي، رأى النائب سلهب ان للرئيس الحريري سياسته الداخلية الخاصة به، منها ما يلتقي فيها مع العماد عون ومنها مازال قيد التطور وتحتاج الى المزيد من المباحثات للتوصل الى تفاهم حولها، مشيرا الى ان الرئيس الحريري يتصرف بواقعية عالية كرئيس لحكومة كل لبنان ويقف على مسافة واحدة من الجميع أكثر مما يقف على مسافة أقرب الى فريق 14 آذار، خصوصا بعد ان سلم رئاسة تيار المستقبل الى رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، معتبرا ان تنازل الرئيس الحريري عن رئاسة المستقبل لصالح السنيورة بهدف التفرغ لرئاسة الحكومة هو تصرف وطني لابد من الاعتراف به.
وعن العلاقة مع الحزب التقدمي الاشتراكي، ختم النائب سلهب مؤكدا ان اللقاء بين النائب جنبلاط والعماد عون وكذلك اللقاءات الجارية بين مسؤولين من الحزب التقدمي والتيار الوطني الحر ستثمر إيجابيات لصالح المصالحة اللبنانية العامة أكثر مما هو لصالح فريق من الفريقين المذكورين، نافيا أن تكون مصالحة جنبلاط مع العماد عون أحد مفاتيح بوابة عبور الزعيم الاشتراكي الى دمشق للقاء القادة السوريين، معتبرا ان ما سبق ليس سوى كلام إعلامي لا يمت الى الواقع بصلة، مؤكدا ان النائب جنبلاط قد أصبح في الموقع التوفيقي – الحواري أكثر منه في الموقع الاصطفافي – الخلافي.