عواصم ـ هدى العبود ـ وكالات
شهدت عواصم القرار العربية جملة تحركات ديبلوماسية على اعلى المستويات بهدف تحريك عملية السلام الفلسطينية، وتحقيق المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، في مواجهة التعنت الاسرائيلي، وكانت الرياض عنوان هذه الديبلوماسية ومحركها. فبعد استقبالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل، حمل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل رسائل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الى كل من الرئيس المصري محمد حسني مبارك قادما من الكويت، ثم الرئيس السوري بشار الاسد أمس. بموازاة ذلك زار العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الرياض سريعا أمس ايضا وبحث مع خادم الحرمين الملفات المشتركة وعملية السلام والمصالحة الفلسطينية.
وفي القاهرة، أجرى الرئيس المصري حسني مبارك امس مباحثات مع وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل بشأن التحرك العربي الأخير الذي تقوده مصر بهدف إعادة إطلاق عملية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان الفيصل نقل الى مبارك رسالة من خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تتعلق بآخر تطورات الأوضاع في المنطقة وجهود تحريك عملية السلام وتنسيق المواقف العربية منها.
وكشف الفيصل ان محادثاته مع مشعل في الرياض استهدفت بالأساس معرفة ما اذا كانت حركة حماس تقف ضمن الصف العربي ام في صف طرف آخر، في اشارة واضحة الى ايران.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري احمد ابوالغيط بعد لقاء مع الرئيس مبارك طلبت من مشعل ان يوضح لنا اين تقف حركة حماس من القضية الفلسطينية بمعنى هل (تعتبرها) قضية عربية ام هي قضية تتبع طرفا آخر في تلميح شبه صريح الى ايران.
واضاف انه قال لمشعل اذا كانت حركة حماس تسعى لتوحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف مع دولة من الدول (ايران) فلماذا لا تسعى لتوحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف ضد اسرائيل.
واكد الفيصل ان مشعل رد على ذلك بأن اكد علنا عروبة حركة حماس والقضية الفلسطينية وهذا ما كان يبحث عنه الجانب السعودي من مقابلة خالد مشعل.
الحوثيون
من جهته، اوضح وزير الخارجية المصري ان مبارك استمع من الفيصل الى رؤية المملكة فيما يتعلق بالموقف في اليمن والمشكلات التي يثيرها الحوثيون على الحدود بين السعودية واليمن وما يمكن ان يترتب عليه من اي تدخلات اجنبية في هذا الشأن.
واكد الفيصل مجددا ان تدخل بلاده في النزاع مع المتمردين الحوثيين جاء دفاعا عن اراضيها وان الرياض تؤيد الحكومة اليمنية في الدفاع عن اراضيها وشعبها.
وقال الوزير المصري من جهته ان هناك تطابقا في رؤية البلدين لمختلف التطورات الاقليمية مشددا على وقوف مصر الى جانب السعودية ومساندتها وتأييدها في كل الاجراءات والجهود التي تقوم بها للتصدي لأي محاولات لاختراق حدودها وقال مسؤولون مصريون وديبلوماسيون عرب ان البلدين يدرسان الآن الدعوة الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لدراسة اتخاذ موقف عربي موحد لدعم انخراط السلطة الفلسطينية في المفاوضات
من دمشق
وانهى الفيصل زيارته لمصر متوجها الى دمشق حيث تسود حالة توتر بين البلدين على خلفية الملف الفلسطيني.
واستقبل الرئيس السوري بشار الاسد الفيصل في دمشق حيث قالت مصادر ديبلوماسية في سورية مواكبة للزيارة ان مباحثات الجانبين تطول مختلف الملفات الساخنة في المنطقة فضلا عن العلاقات الثنائية. وقالت المصادر في العاصمة السورية ان المباحثات شملت ملف المصالحة الفلسطينية وجهود تحريك عملية السلام الى جانب الأوضاع المتدهورة في اليمن.
واضافت ان ملف المصالحة الفلسطينية تصدر الملفات البارزة في المناقشات بغية البحث في تطوير آلية لدفعها نحو الامام.
وقد بحثا ايضا الوضع في اليمن والعراق وترابط هذين الملفين مع الوضع الايراني بنسب مختلفة.
كما تطرقا الى الوضع اللبناني خاصة بعد زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الى سورية بحسب المصادر المواكبة.
استمرار الاستيطان
وخلافا للجهود العربية لتحريك عملية السلام، صادقت بلدية القدس المحتلة امس على تشييد 4 مبان سكنية لليهود في الشطر الشرقي من المدينة، على ما أفاد المتحدث باسم البلدية.
وقال ستيفن ميلر لوكالة فرانس برس «صادقت دائرة التخطيط والبناء في بلدية القدس (امس الاول) على تشييد 4 مبان سكنية قرب مدرسة بيت اوروت التلمودية» في القدس الشرقية.
وتابع «ستضم هذه المباني 24 مسكنا» بحسب المشروع الذي أطلقته عائلة ايرفينغ موسكوفيتز، رجل الأعمال اليهودي الأميركي الذي يعمل من اجل تهويد القدس الشرقية. واضاف «هذه القضية ليست جديدة».
ونددت السلطة الفلسطينية بقرار بلدية القدس حيث قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الحكومة الإسرائيلية «تصر على الاستمرار في الحديث عن السلام بالكلمات وتستمر في بناء المستوطنات في الأفعال، كما حدث اليوم (امس) في قرار بناء 24 عمارة استيطانية».
وتسبق جولة الفيصل توجه وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط ورئيس المخابرات عمر سليمان إلى واشنطن لطرح الموقف العربي على الإدارة الأميركية قبل طرح رؤيتها الجديدة للسلام.