بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلتي المستقبل النيابية ولبنان أولا النائب عمار الحوري ان اكثر ما يحتاجه لبنان في موضوع تعيينات الفئة الأولى من الموظفين وما دونها من الفئات هو اعتماد الكفاءة والخبرة والنزاهة وان تأتي التعيينات ضمن الأطر الدستورية والقوانين المرعية الاجراء وذلك بعيدا عن منطق التجاذبات السياسية والحزبية، معتبرا ان ما يثار عبر الوسائل الاعلامية وما يشهده الوسط السياسي من ابتكارات هنا وفذلكات هناك يتضارب جملة وتفصيلا مع مبدأ تحسين الاداء الاداري والمؤسساتي للدولة، لافتا الى ان المطلوب على المستوى المذكور هو ضرورة تفاهم مجلس الوزراء على آلية وطنية صحيحة يعين على اساسها موظفي الفئة الأولى، وعلى تفعيل دور مجلس الخدمة المدنية لاختيار الموظف المناسب للوظيفة المناسبة والشاغرة.
الإصلاح الإداري
ورد النائب الحوري في تصريح لـ «الأنباء» سبب خروج موضوع التعيينات الادارية من مجلس الوزراء المكان الوحيد الصالح للبت به، الى التداول فيه في الوسطين السياسي والاعلامي، رده الى محاولات البعض لتحسين حصتهم السياسية وتفعيل دورهـم في الادارات الرسمية.
ولفت النائب الحوري الى ان مشروع الاصلاح الاداري ليس مجرد خطوة عابرة من خطوات الحكومة، انما رحلة طويلة ومعركة متواصلة لابد من خوضها لإنهاء الفساد المتواجد داخل ادارات الدولة، معتبرا ان التعيينات الادارية قد تكون بداية الرحلة المشار اليها، وتأتي في سياق الاصلاح الاداري والمؤسساتي، الامر الذي يتطلب ضرورة ابتعاد الجميع عن منطق المحاصصة السياسية والمحسوبيات، واعتمادهم في المقابل الكفاءة انما ضمن التوزيعات الطائفية، مطالبا الطوائف اللبنانية بترشيح افضل من لديها لملء الشواغر في وظائف الدولة لاسيما وظائف الفئة الأولى منها.
واشار النائب الحوري الى ضرورة وصول موضوع التعيينات الادارية الى بر الأمان في اقرب وقت ممكن، خصوصا في ظل وجود الكثير من الشواغر في الوظائف العامة، وفي ظل اقتراب وظائف اخرى من الوقوع في الشغور خلال الايام القليلة المقبلة.
روحية جديدة بكلام الأسد
اما في العنوان السياسي الأبرز المتجسد بكلام الرئيس السوري بشار الأسد الذي قال فيه ان «زيارة الحريري لسورية تؤكد الا عودة الى ما قبل العام 2005 حين كان اساس السياسة اللبنانية يحدد في دمشق»، رحب النائب الحوري بكلام الرئيس الأسد وبروحيته الجديدة، لافتا الى ان الكلام المذكور يعطي الكثير من الاشارات الايجابية على مستوى اعادة صياغة العلاقات بين الدولتين، مشيرا الى ان الأسابيع القليلة المقبلة ستكشف عن المزيد من الايجابيات ليس فقط في موضوع العلاقات اللبنانية ـ السورية انما في جميع الملفات المطروحة بين البلدين.
ووصف النائب الحوري كلام الرئيس الاسد اعلاه بالمدماك الاساسي في اعادة بناء الثقة بين الطرفين اللبناني والسوري.
على صعيد آخر، وردا على سؤال، اكد النائب الحوري ان قوى 14 آذار لا يمكن ان تنتهي كما يشتهي البعض لها، كما وصفها بالتحرك العفوي الذي دعا اللبنانيين جميعا الى استعادة الحرية، وإلى العبور الى الدولة والتأكيد على سيادتها واستقلالها، معتبرا حديث البعض عن انتهاء قوى 14 آذار ودورها، كمن يتحدث عن انتهاء الدولة اللبنانية، معربا عن اعتقاده بان الأحداث الماضية قد تسببت بنوع من الاحباط لدى جمهور القوى المذكورة، خاصة اثر اعادة تموضع بعض القيادات فيها واعادتها النظر في بعض التفاصيل السياسية.
التهجم على القوات اللبنانية
وفي موضوع تكثيف التهجمات مؤخرا على القوات اللبنانية ختم النائب حوري معتبرا ان اسباب تهجم البعض على القوات مرده الى وضوح الانتماء الوطني لديها، لافتا الى ان القوات اللبنانية هي من صميم العملية السياسية في لبنان وهي متحالفة ومنسجمة سياسيا ووطنيا وشعبيا مع مكونات قوى 14 آذار خصوصا مع تيار المستقبل فيها، مؤكدا الا قدرة لدى احد في لبنان تمكنه من عزل اي فريق سياسي فيه او الغائه او حتى فرض رأيه على الآخرين، وهو ما اثبتته الاحداث عبر التاريخ اللبناني، وما استخلصه اللبنانيون من عبر في الاطار المذكور، وبالتالي فإن القوات اللبنانية هي احد مكونات المجتمع السياسي والشعبي في لبنان تتفاعل معه ومع الكثير من الفرقاء اللبنانيين.