تقوم استخبارات الجيش بتكثيف مراقبتها لمناطق في الجنوب اللبناني خوفا من عمليات إرهابية قد تستهدف القوات الدولية من قبل جماعات متطرفة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» تسللت مؤخرا الى لبنان وموضوعة تحت مراقبة شديدة.
وعلم في هذا الإطار ان مخابرات الجيش أوقفت قبل أيام أحد أهم المطلوبين من عناصر منظمة «فتح الإسلام» الذي يعد «صيدا» سمينا نظرا الى خطورته ومشاركته في أعمال إرهابية سابقة.
وقد دهم منزل في منطقة عائشة بكار وأوقف المطلوب فيه بعد تعقبه ومتابعته طوال 8 اشهر.
وأفادت المعلومات الأمنية بأن الموقوف الذي لم يكشف اسمه كان يعد للقيام بأعمال إرهابية جديدة وهو فلسطيني مقيم في لبنان.
وقبل نهاية العام الماضي تم إلقاء القبض في أحد أحياء بيروت على إرهابي وصف بأنه خطر، وكان يتوقف في بيروت بطريقه من أثينا الى العراق.
ثم تم أخيرا إلقاء القبض على إرهابي خطر، يحمل اسما غير عربي، وكان سجل تنقلات مهماته اللوجستية قد شمل غزة ومصر والعراق وأفغانستان.
وبحسب المعلومات، فإن الإرهابي المذكور هو من تابعية دولة أجنبية، ولكنه من أصل عربي. وفي أحدث التطورات على هذا الصعيد تم رصد واعتقال إرهابي أصولي من تابعية دولة غربية من أصل عربي، وكان يقوم في لبنان بجولة استكشافية طالت مخيمات فلسطينية ومجموعة أهداف حيوية، إستراتيجية، وقد تم تسليم الإرهابي الى الدولة التي يحمل جنسيتها لاستكمال التحقيق معه، وكشف كامل ملابسات انتمائه لتنظيم «القاعدة». وخلال الأشهر القليلة الماضية رصدت الأجهزة الأمنية اتصالات بين أشخاص موجودين في لبنان، ومفاصل أساسية تابعة لـ «القاعدة» تقيم في تركيا واليونان ودول خليجية عربية مختلفة.
وما يجمع بين هؤلاء الإرهابيين هو وصفهم بأنه أشخاص خطرون، ولديهم مواقع مفصلية في الشبكات العالمية الرئيسية التابعة لـ «القاعدة»، والأمر الثاني الذي يجمع بينهم هو انهم جميعهم تقريبا يستخدمون لبنان كمحطة توقف بين نقطة انطلاق من اليونان في الغالب، وبنقطة وصول و«ساحة الجهاد» هي العراق وأفغانستان. والأمر الثالث هو ان جميع هؤلاء خلال وجودهم في لبنان قاموا بمهمات رصد لمجموعة من الأهداف أهمها: المخيمات الفلسطينية وبخاصة عين الحلوة والبداوي، مواقع تابعة للجيش اللبناني، وأخرى تابعة لقوات «اليونيفيل» في الجنوب، وبخاصة طرق الإمداد التي تستخدمها. وتتوقف محافل أمنية عند ملاحظات عدة تشكل هاجسا أمنيا خلال المرحلة المقبلة، الأمر الذي يطرح سؤالا عما اذا كان للـ «القاعدة» مشروع للاستثمار الأمني والعسكري في المرحلة المقبلة في الملف الفلسطيني في لبنان.
وأشارت تقارير أمنية الى تسلل مجموعات أصولية من تنظيم «القاعدة» الى مخيم عين الحلوة برئاسة مسؤول فلسطيني لقبه «أبوإسراء» وهو من خبراء التفجير، وسبق ان كان من الناشطين البارزين في القاعدة في مناطق ديالى والأنبار في العراق. وأبدت التقارير مخاوفها من ان يكون تسلل العناصر الأصولية الى عين الحلوة بهدف افتعال أحداث داخلية في المخيم، والقيام باغتيالات وتكرار تجربة مخيم نهر البارد. ولوحظ ان الأجهزة الأمنية العائدة لحركة «فتح» أعلنت منذ شهر استنفارها لرصد التحركات السرية للخلايا والمجموعات الأصولية والإرهابية داخل المخيمات.