نقل عن الرئيس ميشال سليمان، في رده على بعض الانتقادات التي يتعرض لها نتيجة جولاته الخارجية قوله: «أنا لا أقوم بشيء تحت الطاولة ومواقفي معلنة، وما أقوم به هو لمصلحة لبنان وسورية». وأكد استمرار تواصله مع الرئيس بشار الأسد حول ما يطرح في الأجواء الإقليمية والدولية، وأن آخر اتصال كان بينهما السبت قبل الماضي إثر عودته من زيارته الخاصة لباريس حيث التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
ويقول مقربون من الرئيس سليمان: تبين للجميع ان نتائج زيارة واشنطن كانت لصالح لبنان والقضايا العربية، والذين انتقدوا زيارة باريس سيكتشفون أيضا بعد مدة وجيزة ان ما قيل في باريس كان من المنطلق نفسه الذي قيل في واشنطن، وحركة الرئيس تراكم انجازات في السياسة الخارجية لصالح وحدة لبنان وسيادته واستقلاله. وينقل هؤلاء عن الرئيس سليمان استياءه من جوقة الانتقادات التي تنبري لملاحقة أي زيارة يقوم بها الى الخارج بأسئلة وشكوك. ويقولون ان رئيس الجمهورية قرر عدم الرد على جوقة منتقدي زيارته، ويجد نفسه غير معني بتقديم تبريرات ومحاضر عن لقاءاته الرسمية الخارجية.
كما يؤكد مقربون من رئيس الجمهورية انه سيقاوم أي محاولة لإغراقه في مستنقع تناتش الحصص على أساس ولاءات شخصية وحسابات فئوية، مشيرين الى انه في حال سلكت الأمور هذا المنحى فإن ذلك سيصيب العهد بانتكاسة حادة. ويكشف هؤلاء ان الرئيس بري شكا مما يعانيه للرئيس ميشال سليمان خلال الاتصال الهاتفي الأخير بينهما منذ أيام، حيث بادر رئيس المجلس الى القول لرئيس الجمهورية بأنه تلقى أكثر من 260 طلباً توظيفاً يريد أصحابها ان يدعمهم، والحبل على الجرار، فأجابه سليمان بأنه لو فتح الباب فإن سيول المراجعات بهذا الشأن ستجتاح أيضا القصر الجمهوري، ولذلك فالمطلوب منا وضع معايير محددة للاختيار على أساس الجدارة والنزاهة، وإلا فإننا سنغرق جميعا.
في هذه الأثناء يدرس الرئيس سليمان إمكان توجيه الدعوات الى مؤتمر الحوار الوطني قبل نهاية الشهر على أن يعقد لاحقا. ويجري سليمان، بحسب ما نقل عنه زواره، مشاورات في شأن تشكيل طاولة الحوار بناء على المستجدات ونتائج الانتخابات والمصالحات، في ظل توجه لإشراك المجتمع المدني فيها. وذكر زوار سليمان أنه لا يعتقد بان عدد أطراف طاولة الحوار سيرتفع كثيرا وسط ترجيح بألا يتعدى 20 شخصية.