قالت مصادر وزارية ان الموقف التركي بالحرص على استقرار لبنان ودعمه الذي عبر عنه أردوغان، شجع الحريري حين اجتمع مع الرئيس التركي عبدالله غول، على أن يتمنى عليه أن ترفع تركيا عدد جنودها وضباطها المشاركين في قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) كخطوة تكرس هذا الحرص التركي على أمن لبنان وعدم استهدافه من إسرائيل، وذكرت المصادر أن الجانب التركي لم يعط جوابا إزاء هذا التمني من الحريري، لكنها قالت إن الخطوة إذا تحققت فسيكون لها بعد رمزي وسياسي يؤكد رفض المس بلبنان.
المصادر الوزارية نفسها قالت إن هناك بعدا آخر لنجاح الزيارة ونتائجها يتعلق بموقعها في إطار العلاقات السورية ـ اللبنانية، فدمشق كانت في السابق لا تبدي ارتياحا لتعميق العلاقات اللبنانية ـ التركية، لكن زيارة الحريري ربما تكون أنجح زيارة للخارج يقوم بها رئيس حكومة لبنان منذ أوائل التسعينيات لأنها تأتي في ظل التحسن الكبير في العلاقة التركية ـ السورية، وانفتاح دمشق الأخير على عدد من الدول.
ويرى مصدر ديبلوماسي لبناني ان ردة الفعل الإسرائيلية الهستيرية على المواقف التي أعلنها كبار المسؤولين الأتراك تجاه لبنان تؤكد على نجاح المحادثات التي أجراها الرئيس الحريري والوفد المرافق، وهي محادثات تهدف أولا الى مخاطبة تركيا حاضنة الحلف الأطلسي، والتي تحتل موقعا مرموقا في المعادلة الأميركية في المنطقة لا يمكن تجاوزه، وتهدف ثانيا الى مخاطبة تركيا التي وقفت منذ الحرب الإسرائيلية على غزة موقفا منددا بسياسة اسرائيل وممارساتها.