بيروت ـ عمر حبنجر
الملفات المطروحة على مسرح السياسة اللبنانية الداخلية هي عينها: الانتخابات البلدية اصبحت على نار حامية، تشكيل الهيئة الدارسة لكيفية الغاء الطائفية السياسية، بدأ يتوارى في غياهب النسيان، اما التعيينات الادارية والأمنية، فلازالت اسيرة التفاوت في الرغبات السياسية، بين المحاصصة والكفاءة، بين مصلحة الدولة ومصالح الزعماء.
كل هذه الاستحقاقات عادت الى الواجهة السياسية، بعد انكفاء تحت تأثير الزيارات الدولية والاقليمية، التي شغلت المواعيد الرسمية في بيروت طوال الايام الثلاثة الماضية، وابرزها زيارة مستشار الأمن القومي الاميركي جيمس جونز، وزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وعجقة المؤتمرات المرتبطة بدعم القدس، والمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.واستعاد أمس ملف التعيينات الادارية بريقه، ومثله ملف الاستعداد لاجراء الانتخابات البلدية، مع تراجع ملحوظ لطرح رئيس مجلس النواب نبيه بري تشكيل الهيئة العليا لدراسة كيفية الغاء الطائفية السياسية، تحت ضغط المعارضة السياسية وحتى الدينية.
جولة للحريري
وسيعرض مجلس الوزراء في جلسته الثلاثاء المقبل ملفي التعيينات والانتخابات البلدية المعقدين.
وتسبق هذه الجلسة زيارة يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى دولة الامارات اليوم تستمر يومين، يلتقي خلالها رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وكبار المسؤولين الاماراتيين ويبحث معهم تقوية العلاقات الثنائية، ثم يعود الى بيروت الثلاثاء لحضور جلسة مجلس الوزراء، وفي الحادي والعشرين من يناير يزور باريس لمدة يومين ويلتقي الرئيس نيكولا ساركوزي، ويعود الى بيروت ليغادر في 26 منه الى القاهرة للقاء الرئيس حسني مبارك وكبار المسؤولين.وتحضيرا لجلسة الثلاثاء اجتمع الحريري في بيت الوسط مساء الجمعة ووزير التنمية الإدارية محمد فنيش وعرض معه الآلية التي وضعها الأخير لإجراء التعيينات الإدارية، في ضوء اهتمام رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بطرح المعايير المحددة في آلية التعيينات في جلسة الثلاثاء.
الانتخابات البلدية
على صعيد الانتخابات البلدية، سلم وزير الداخلية والبلديات أمس، الأمانة العامة لمجلس الوزراء تقريرا متكاملا عن الانتخابات البلدية تمهيدا لإدراجه على جدول أعمال جلسة بعد غد واتاحة المجال أمام الوزراء للاطلاع عليه.
بارود أكد في تصريح لـ «النهار» اللبنانية استعداد وزارته لهذا الاستحقاق الانتخابي، موضحا ان القوائم الانتخابية بدأ إعدادها في 15 ديسمبر الماضي وهي تأخذ في الاعتبار من بلغوا 21 عاما والوفيات ومن صدرت في حقهم أحكام توجب عدم إدراج أسمائهم، وذلك تمهيدا لنشر أسمائهم عبر المخاتير ومأموري النفوس، والأقراص المدمجة والموقع الالكتروني لوزارة الداخلية الذي زاره 5 ملايين مواطن داخل لبنان وخارجه السنة الماضية، وتمكنوا بواسطته من متابعة الأسماء التي يهتمون بها.
وتوقع بارود ان تقوم وزارته بين العاشر من فبراير والعاشر من مارس بتلقي طلبات التصحيح وإحالتها الى لجان القيد الانتخابية التي عليها إصدار قراراتها قبل 30 مارس وتحيلها الى المديرية العامة للأحوال الشخصية كي تدرج التصحيح النهائي قبل الثلاثين من مارس.وفي تقديرات وزارة الداخلية ان هناك 283 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و21 سنة، يمكن اضافة أسمائهم الى القوائم قبل أسبوعين من العاشر من فبراير، شرط ان يسبق ذلك صدور قانون بتعديل المادة 21 من الدستور لإجازة خفض سن الاقتراع، وهو ما يبدو متعذرا.
نهاية اليوم الأميركي الطويل
في غضون ذلك، انتهى اليوم الأميركي الطويل يوم أمس الأول الجمعة، بسفر مستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز والوفد المرافق، بعد لقاءات مكثفة مع كبار المسؤولين اللبنانيين.
مصادر لبنانية مواكبة ذكرت لـ «الأنباء» ان التحديات الإقليمية كانت وراء زيارة الجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومي الأميركي الى المنطقة، حيث أمضى أسبوعا اختتمه بزيارة للبنان حيث التقى الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ثم قفل مغادرا الى تركيا.
جونز بحث في الفرص المتاحة أمام تحريك عملية السلام، لكن المسؤولين اللبنانيين فاتحوه بملفات أميركية – لبنانية، وأمل سليمان بتسريع وتيرة المساعدات العسكرية والأمنية للبنان إسهاما في تمكين الجيش والقوى الأمنية من حفظ الأمن والاستقرار، وقد أظهر جونز استجابة لكل ذلك، مشيرا الى ان أمر المساعدات العسكرية سيبحث تفصيلا خلال زيارة وزير الدفاع الياس المر لواشنطن الشهر المقبل.
وبعد زيارة جونز قائد الجيش العماد جان قهوجي صدر بيان عن السفارة الاميركية حول دعم مهمات الجيش في تنفيذ جميع قرارات مجلس الامن ذات الصلة بلبنان وحماية جميع المواطنين اللبنانيين، وتعزيز مؤسسات الدولة، مؤكدا ان الجهود المبذولة على صعيد عملية السلام لن تكون ابدا على حساب لبنان.
ميتشيل في الطريق إلى بيروت
بعد جونز تستقبل بيروت الموفد الاميركي بعملية السلام جورج ميتشيل في اطار جولته في المنطقة، والذي يصب جام اهتمامه على تحريك المسارين الفلسطيني والسوري في التفاوض مع اسرائيل، وتأتي زيارته الى لبنان تأكيدا من ادارته على محورية الدور اللبناني في كل ما يعني منطقة الشرق الأوسط.
من جهة أخرى أعرب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عن تقديره للرئيس ميشال سليمان في تحصين الجبهة الداخلية اللبنانية وترسيخ اجواء الوفاق بين اطياف المجتمع اللبناني، مؤكدا دعم بلاده لوحدة لبنان وسيادته.وذكر المكتب الاعلامي التابع لرئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان له ان «نائب الرئيس الايراني محمد رضا ميز تاج الديني نقل للرئيس سليمان رسالة شفوية من نظيره الايراني محمود احمدي نجاد تتناول العلاقات الثنائية وتعزيزها في شتى المجالات».
بدوره، رحب الرئيس سليمان بنائب الرئيس الايراني لافتا الى العلاقات الجيدة بين لبنان وايران في مختلف الميادين، مشيرا الى التنسيق بينهما في مجلس الامن ومحملا تاج الديني تحياته الى الرئيس نجاد وتمنياته للشعب الايراني بالازدهار والاستقرار.