بيروت ـ أحمد منصور
اعتبر الوزير السابق ماريو عون (التيار الوطني الحر) ان لقاء الرابية الذي جمع العماد ميشال عون وكتلته النيابية مع النائب وليد جنبلاط وكتلته يأتي في اطار الانفتاح السياسي، مؤكدا ان المصالحة تمت بين الطرفين، مشيرا الى انه جرى بنتيجتها تنفيس الاحتقان السياسي، مشددا على ان الموضوع هو طي صفحة الماضي الأليم وفتح صفحة جديدة من الصراحة السياسية والكلام السياسي والاجتماعي ما بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر.وقال عون في حديث لـ «الأنباء»: «ان الجو كان مريحا جدا وكان انفتاحيا، حيث تم التداول في عدد من المواضيع والقضايا، لاسيما موضوع ملف المهجرين وكيفية تأمين الاموال اللازمة لاتمام العودة واستكمال المصالحات في بعض قرى الجبل التي لم تجر فيها المصالحات حتى الساعة».واضاف «تم التطرق ايضا الى وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان حيث جرى التأكيد على ضرورة اجراء بعض التحسينات الخدماتية فيها كي لا تبقى مخيمات بؤس وينتج عنها احتقان سياسي وتكون مصدرا لردات فعل سلبية على لبنان ككل».
لقاء وليس تحالفا
وقال: «اننا لا نريد ان نذهب بعيدا من خلال هذا اللقاء الذي تم في الرابية لنقول اننا اصبحنا في وضع تحالفات سياسية، فهذا غير صحيح، الموضوع هو طي لصفحة الماضي»، مشيرا الى ان الوقت مازال مبكرا للحديث عن تحالفات في الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة، مرجحا حصول بعض التعاون في هذا المجال، لافتا الى ان هذا الموضوع قد يبحث في اللقاء الثاني الذي سيعقد بين الجانبين في المختارة عندما يقوم العماد عون برد الزيارة لجنبلاط، مؤكدا ان موعد اللقاء لم يتحدد بعد ولكنه مطروح بشكل جدي وطبيعي ويتم التحضير له.
ورأى عون ان انعكاسات اللقاء تكمن في عودة الأمل الى نفوس مهجري الجبل، لاسيما في مجال العودة، مشددا على ان تلك العودة لا تتم بكبسة زر وبشكل سريع، مؤكدا ضرورة تأمين متطلبات العودة وفي الدرجة الاولى دفع التعويضات، معتبرا ان العودة معنوية اكثر منها طبيعية وحقيقية، لافتا الى ان اللقاء بين عون وجنبلاط خلق اجواء من الفرح والتلاقي على الصعيدين الاجتماعي والانساني ما بين الدروز والمسيحيين.
إلغاء الطائفية السياسية
وفي موضوع إلغاء الطائفية السياسية قال: «نحن وفي ظل اجواء المصالحات السياسية نريد الدولة المدنية، ولكن في الوقت الحاضر التوقيت ليس مناسبا لطرح موضوع إلغاء الطائفية السياسية لان هذا الامر يتطلب توافقا وطنيا شاملا حوله، لذا ندعو الى عدم العجلة في هذا الامر مهما طال الزمن، معتبرا ان اي انقسام وطني في الوقت الحاضر يجب ان نبتعد عنه».
وعن حركة جنبلاط السياسية رأى عون ان خروج جنبلاط من قوى 14 آذار ادى الى نوع من الخلط السياسي على صعيد المشهد السياسي العام في لبنان، معتبرا انه لم يعد هناك ما يسمى 14 أو 8 آذار.ولفت الى انه مازال من المبكر تحديد الاطر التي سنصل اليها بنتيجة ذلك، ولكن مما لا شك فيه انه سيؤدي الى صفحة جديدة بالنسبة للتحالفات السياسية والمواقف والفرز السياسي في لبنان، مشيرا الى ان جنبلاط وعون اخذا قرارا بتثبيت الانفتاح السياسي نحو الفرقاء اللبنانيين بغية تنفيس الاجواء السياسية، معربا عن أمله ان تعالج اللقاءات والمصالحات جميع القضايا والملفات المختلف عليها.