أيد النائب وليد جنبلاط في حديث صحافي تقسيم العاصمة بيروت الى ثلاث دوائر «لأن هذا موجود في كل مدن العالم الكبرى مثل باريس واسطنبول». وهذا الموقف يتعارض كليا مع موقف الرئيس الحريري الذي يرفض تقسيم العاصمة ويدعو الى التوافق كما حصل في دورتي 98 و2004.
تقسيم العاصمة انتخابيا كان طرح العماد عون الذي يطمح لرد الاعتبار لما منيت به قوة التيار من انكسار على الاقل في الدائرة الاولى في الاشرفية، الرميل والصيفي. اضافة الى ذلك فإن احد اهم الأسباب التي دفعت التيار الى تبني مشروع الدوائر الثلاث يعود الى حالة الاعتراض المسيحية الاخيرة على توظيفها المجلس البلدي، حيث غلب عليها الطرف المسلم ولم تتجاوز نسبة التوظيف في الطرف المسيحي اكثر من 20% فيما العرف السائد يدعو الى المناصفة في كل شيء.
ويلمح الثنائي حزب الله وأمل الى رفضهما المبطن لتقسيم بيروت، ولكن مع عدم وجود نية لدى أي منهما لاستخدام هذا الموضوع في السجال الداخلي بعد ان جاء طرحه من جانب حليفهما العماد عون.
ويضاف للخلاف على الانتخابات البلدية والقانون الذي سيسري عليها مشاكل اخرى بين الحريري وجنبلاط بدأت تظهر على ابواب احياء الذكرى الخامسة لاستشهاد رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في 14 فبراير المقبل. ففيما اشارت اوساط تيار المستقبل الى ان موضوع مشاركة جنبلاط بالذكرى مازال موضع دراسة وتشاور لناحية مشاركته كخطيب وبخاصة بعد اعادة تموضعه السياسي، اشارت مصادر اخرى الى ان المستقبل يخشى ان تكون الذكرى منبرا لاعتذار جنبلاط من سورية، وهو ما قد لا يتقبله جمهور 14 آذار.
وفي هذا السياق، طُرح سيناريو لطريقة مشاركة جنبلاط في المهرجان، بزيارته ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووضع اكليل من الزهر ولا ينضم الى المهرجان الخطابي ولا يلقي كلمة في المهرجان.
وترجح اوساط متابعة للنقاشات الجارية بشأن احياء الذكرى ان تقتصر الكلمات على كلمة واحدة جامعة وطنية يلقيها الرئيس سعد الحريري، خصوصا في ظل وجود رأيين: رأي يعتبر انه لا يجوز اتاحة الفرصة لجنبلاط لاستغلال منصة 14 آذار التي قال انه خرج منها، خصوصا ان من شروط زيارته الى دمشق ان يعتذر من سورية رئيسا وشعبا من الساحة ذاتها التي هاجمها منها وامام الجمهور ذاته الذي صفق له. ورأي آخر يعتبر انه من الافضل عدم إلقاء كلمات سياسية من قادة 14 آذار المسيحيين سيكون من الصعب ضبطها وضمان انسجامها مع المرحلة الجديدة ومناخها وضروراتها.
من جهة اخرى، ومتابعة لما نشرته «الأنباء» عن لقاء الحريري بكوادره، طلب الحريري من النواب والكوادر في تيار المستقبل عدم التطرق بطريقة سلبية الى العلاقة مع زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، وعدم محاولة الخوض في علاقات واتصالات جانبية معه، مضيفا: موضوع وليد بيك اتركوه لي شخصيا.