بيروت ـ عمر حبنجر
حسم الرئيس ميشال سليمان موضوع اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، مشددا على اهمية الحفاظ على تقاليدنا الديموقراطية.
الرئيس سليمان وفي حديث بجريدة «المستقبل» قال: ثمة شائعات ولدت انطباعا لدى اللبنانيين في الأيام القليلة الماضية ان هناك احتمالا لتأجيل الانتخابات، لكن ذلك غير صحيح وغير وارد، وقد قلت هذا الكلام في جلسة مجلس الوزراء اثناء مناقشة هذا الموضوع، وأنا متأكد من ذلك وأؤكد للبنانيين لأن حصول هذا الاستحقاق بحد ذاته هو خطوة اصلاحية. وردا على سؤال حول مطالبة البعض (العماد ميشال عون) بتقسيم بيروت الى دوائر عدة في الاستحقاق البلدي قال الرئيس سليمان ان هذا الامر غير مطروح، وان أحدا لم يطرح هذه الفكرة في مجلس الوزراء. وأضاف البعض يسعى الى تصوير انني لا أحبذ اجراء الانتخابات البلدية لأسباب تتعلق بمنطقتي او تجنبا لخسارة مقربين مني في هذا الاستحقاق، لكن هذا الاعتقاد ليس في مكانه لسببين، الأول لأنني متمسك بمبدأ تداول السلطة ولا يمكن ان أسجل على نفسي خللا في هذا الشأن، والثاني انني لا أصنف نفسي مع الخاسر او الرابح في منطقتي، مادمت اعتبر كل اهل عمشيت اهلي وكل اهل جبيل اهلي ايضا ايا كانت النتائج. وعن التعيينات الادارية التي سيبحثها مجلس الوزراء الثلاثاء قال سليمان: لابد من التوصل الى آلية معينة لاقرار التعيينات ولا يجوز ان تبقى الدولة في ظل ادارة منقوصة.
ليس قلقاً من عدوان إسرائيلي
الرئيس سليمان في الحديث عينه بدا اقل قلقا حيال تعرض لبنان لعدوان اسرائيلي، وقال انه رغم وجود مخاطر «استبعد حصول عدوان اسرائيلي على لبنان»، واضاف ان جهوده وجهود الرئيس سعد الحريري متواصلة من اجل منع ذلك والحؤول دون حصوله، وبالتالي ثمة اعتبار لا يقل اهمية، يحول دون ذلك وهو تضامن اللبنانيين مع بعضهم البعض في هذا الموقف والأهم هو الاتكال على الجيش بشكل اساسي وبالتالي على دعم الشعب والمقاومة، كما جاء في البيان الوزاري، وقال ان البلد انتقل الى مرحلة الاستقرار، ان استقرار البلد هو ما يريحني بالنتيجة ويرضي ضميري. وفي هذا السياق يلتقي الرئيس سليمان مع الملك عبدالله الثاني الذي استبعد العدوان الاسرائيلي في حين حذر منه رجب طيب أردوغان، رئيس الحكومة سعد الحريري الذي حمل مخاوفه الى الرئيس الفرنسي ساركوزي.
ولقد حرصت باريس على التعبير للحريري عن وقوفها بقوة الى جانب حكومته ودعمها للصيغة اللبنانية الجديدة في ظل حكومته وعلاقاته الاقليمية والدولية، وقد استقبلت بترحاب بالغ اختياره باريس كعاصمة أوروبية وغربية اولى في تحركه الخارجي.
واكتسب توقيع فيون والحريري اتفاق التعاون في مجال الأمن الداخلي والادارة بعدا رمزيا ابرزه فيون عندما اشار الى ان الاتفاق الاول يوقعه الحريري بنفسه، وقال ارى في ذلك رمزا للعلاقات السياسية والتاريخية والثقافية بين البلدين، موضحا ان بوسع الرئيس الحريري ان يعتمد على دعم فرنسا ومساندتها في العمل الضروري للإصلاح الداخلي، لافتا الى انه بعدما اصبح لبنان عضوا غير دائم في مجلس الأمن يتعين عليه ان يواصل تطبيق قرارات الامم المتحدة وخصوصا القرار 1701 لوضع حد للخلاف مع اسرائيل، كما اعتبر فيون ان تطبيع العلاقات بين لبنان وسورية يشكل فرصة للمنطقة وللبنان كاشفا عن زيارة سيقوم بها الى سورية الشهر المقبل.
الحريري اكد على ضرورة وضع حد للانتهاكات الاسرائيلية للقرار 1701 ولتصعيد التهديدات تجاه لبنان وحكومته.
عقدة إسرائيل الساركوزية
لكن في المحصلة النهائية لزيارة الحريري الى باريس، يتبين ان باريس الساركوزية اعطت الزائر اللبناني المميز الكثير الا ما يتعلق بإسرائيل، فرئيس الوزراء فيون اكثر ما يعنيه وضع حد للخلاف بين لبنان واسرائيل، ووزير الخارجية الصريح كوشنير، مستعد لتبرير اي عدوان اسرائيلي، اذا كان بذريعة هروب حزب الله الى الأمام، اما عن المساعدات العسكرية للجيش، وبالتحديد تزويد مروحياته بالأسلحة الصاروخية المناسبة، فإن العسكريين الفرنسيين يشترطون لهذا عدم وقوع من قد يستخدمها ضد اسرائيل.
وبالعودة الى الملفات الداخلية اكد العماد ميشال عون مجددا انه مع الغاء الطائفية السياسية، لكنه لا يرى وقتها الآن، ويجب تهيئة الظروف لها مشددا على ان الفرد هو قيمة بحد ذاته، ويقدر من خلال شخصه لا من خلال طائفته.
وقال في مؤتمر صحافي اعقب اجتماع كتلته، انا المؤسس الاول لالغاء الطائفية السياسية في لبنان، وليس بوعظة يجب الا نكون طائفيين، علينا ان نعيش عدم الطائفية. واعطى العماد عون مثالا تركيا مرة اخرى، وقال بموجب بيان فوقي اصدره كمال اتاتورك، فحول تركيا الى دولة علمانية، والآن لنر اين اصبحت العلمانية في تركيا؟ انهم يحافظون على اطارها الخارجي لان لهم مصلحة مع اوروبا ان تبقى على هذا النحو، لكن العلمانية سقطت في تركيا، لان الشعب ليس علمانيا.
جعجع: لا تأجيل إلا لأسباب قاهرة
من جهته رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، قال انه بصدد تحضير رد مفصل على طرح الرئيس نبيه بري حول الغاء الطائفية السياسية، وقال في حديث لموقع «ليبانون فايل» ان تسمية الطائفية السياسية قد تكون خطأ.
وعن التعيينات الادارية شدد على الكفاءة والنزاهة، وطالب باخضاع المعينين للامتحانات، وعن تأجيل الانتخابات البلدية كما يردد البعض قال من غير المفروض تأجيلها، الا لاسباب قاهرة، مؤكدا على احترام العمل الدستوري والقانونية. وعن وضع قوى 14 اذار، قال ان وضعها صلب، وعن علاقته بوليد جنبلاط، قال: في السياسة لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، لكن جنبلاط لم يعد يعتبر نفسه من 14 اذار.
امتحان الاثنين
في النتيجة هناك اجماع على اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، وايضا على خفض سن الاقتراع، وان ربطه البعض بآلية واضحة لاقتراع المغتربين، واذا كان الحال هكذا، فمن يطالب بالتأجيل، ومن يريد اجراء الانتخابات؟ واضح ان جلسة الاثنين النيابية ستكشف عما اغفل النواب عن اعلانه، فبعض الغموض مازال يعتري الانتخابات البلدية، والامور ليست واضحة تماما بشأن اتمامها في موعدها رغم حسم الرئيس ميشال سليمان الامر، كونه ابقى نافذة للمفاجآت، والرئيس يدرك ان النوايا لا تنطبق على الكلام المسموع من السياسيين عادة، والتمديد شهرا للمجالس البلدية، كما صدر عن مجلس الوزراء، قد لا يكون كافيا لاجراء التعديلات القانونية، وهي كثيرة، اضافة الى التعديل الدستوري الضروري لخفض سن الاقتراع.