بيروت ـ عمر حبنجر
انعقد مجلس الوزراء اللبناني في السراي الكبير مساء امس، برئاسة سعد الحريري، وكان موضوع الطائرة الاثيوبية المنكوبة ومأساة ضحاياها من اللبنانيين المغتربين خصوصا والاجراءات المتخذة لانتشال هيكل الطائرة وجثامين الركاب العالقين بداخله، فضلا عن الجهود المبذولة لسحب الصندوق الاسود في صدارة مناقشات الجلسة، التي تناولت ايضا ما انعقدت من اجله اساسا، وهو المقترحات المتعلقة بقانون الانتخابات البلدية والاختيارية وآلية التعيينات الادارية الملحة.
وقد اطلع الحريري الوزراء على نتائج زيارته الى القاهرة، ولقائه الرئيس حسني مبارك الذي اعلن رفضه التهديدات الاسرائيلية للبنان، فيما اعتبر الحريري اي تهديد اسرائيلي لاي كان في لبنان، وفي اي موقع او مكان تهديدا موجها للحكومة اللبنانية ويقصد حزب الله.
وكان الحريري ترأس اجتماعا وزاريا امنيا في السراي الكبير امس الاول، خصص لعرض آخر المعلومات المتعلقة بسقوط الطائرة الاثيوبية، والجهود المبذولة في عمليات البحث والانقاذ.
وزير الاعلام طارق متري حدد المسار الرسمي المعتمد لعمليات البحث عن هيكل الطائرة وصندوقها الاسود، مشيرا الى ان التحقيق الفني مازال مستمرا بمشاركة خبراء لبنانيين وفرنسيين واميركيين كون الطائرة صنعت في اميركا.
واوضح متري: تعلمون انه تم التقاط ذبذبات من قبل المدمرة الاميركية (يو إس إس فامرج) وهذا ما اكده سلاح الجو اللبناني الذي التقاط ايضا مثل هذه الذبذبات، واستنادا الى ذلك حددت منطقة على بعد 14 كلم من الشاطئ بأعماق متفاوتة بين 100 متر و1500 متر.
في هذا الوقت تقوم الباخرة «أوشن الور» بمسح شامل لتلك المنطقة من اجل تحديد مكان الحطام المتبقي من الطائرة والصندوق الاسود بدقة، وبعد المسح تنزل غواصة خاصة الى هذا العمق لالتقاط الصور تسمح بمعرفة موقع الطائرة ووضعها والصندوق الاسود، مما يساعد بالطبع على معرفة مصير المفقودين واماكن وجودهما المحتملة وبعدئذ، ننتقل الى المرحلة اللاحقة، بحيث يستعان بغواصة مؤهلة للنزول الى الاعماق وانتشال ما يجب انتشاله.
المعلومات المشوشة حول الصندوق الاسود وهيكل الطائرة لاحقت اللبنانيين طوال يوم امس الاول، ما اضطر وزير الاشغال والنقل غازي العريضي الى تصويب كل الاخبار المهمة، بالتأكيد على انه لم يتم التوصل بعد الى موقع الطائرة، انما تم تحديد المساحة الجغرافية التي تصدر منها الذبذبات المساعدة على تحديد موقع الصندوق الاسود.
مصدر عسكري ابلغ اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله ان العمل مازال مركزا حتى بعد ظهر امس على تتبع الاشارات الصادرة عن الصندوق الاسود الذي امكن تحديد مكانه على عمق 1300 متر، ولفت الى ان القطع البحرية قادرة على الوصول الى مكان الصندوق والتقاط صور له وتشخيص حالته، وعلى ضوء ذلك ستتحدد امكانية سحبه من قاع البحر ام لا.
وفي حال تعذر على القوى العاملة سحب الصندوق، يتعين البحث عن معدات اكثر تطورا تكون قادرة على سحب الصندوق والوصول الى هيكل الطائرة.
واعلن وزير الصحة محمد خليفة عن توجه بعثة صحية لبنانية الى اديس ابابا امس للقيام بفحوصات الحمض النووي في اطار تحديد هويات جثامين الضحايا الاثيوبيين الخمسة الذين انتشلت جثثهم، وهم الحارس الامني وفتاتان يعتقد انهما مضيفتان وشخصان آخران.
وفاة والد أحد ضحايا الطائرة
وتوفي صباح امس والد الضحية البير عسال نتيجة «ذبحة قلبية».
وكان الاب المتوفى جرجي عسال تسلم جثمان ولده الذي سقط مع الطائرة الاثيوبية حيث جرى له تشييع حاشد في بلدته البترون (شمال لبنان) اول من امس، ويبدو ان قلب الوالد لم يتحمل ثقل المأساة فقضى بالنوبة القلبية.
في هذه الاثناء، جرى تشييع اثنين من ضحايا الطائرة هما انا محمد عبس في طرابلس وعلي احمد جابر في النبطية.
كما ناقش المجلس مشروع القانون الذي قدمه وزير الداخلية زياد بارود حول تعديلات مقترحة على قانون الانتخابات البلدية.
وقال الوزير بطرس حرب، في تعليق على بند الاصلاحات المطروح على مجلس الوزراء، انه في حال عدم التوصل الى اتفاق على سائر التعديلات المطروحة، فإن القرار سيكون اجراء الانتخابات البلدية على اساس القانون القديم، مشددا على عدم تأجيل الانتخابات وفق ما يسعى اليه البعض كما يبدو.
على اي حال، يبدو واضحا ان جلسة امس الوزارية كانت اقرب الى اختبار نيات بالنسبة للقوى المتجاذبة حول الانتخابات النيابية وحول تشكيل هيئة الغاء الطائفية السياسية مع وجود بنود ومقترحات يعتبرها البعض «مفخخة» وهادفة الى عرقلة الاستحقاقات.
وفي اطار الاستعدادات لاحياء ذكرى 14 فبراير، وجهت المنظمات الشبابية والطالبية في قوى 14 آذار دعوة الى شباب لبنان للتوجه الى ساحة الحرية في 14 فبراير وفاء لدماء الشهداء وتأكيدا لمسيرة بناء الدولة.