خطة تعبوية: وضعت 14 آذار خطة سياسية ـ إعلامية بغية استنهاض الرأي العام الاستقلالي، علما أن التخوف من قلة الاحتشاد استنادا إلى أن الناس محبطون في غير محله، ففي حقيقة الأمر الناس مستاءون من أداء قوى 14 آذار، لاسيما بعد الانتخابات النيابية، وبالتالي هذا الاستياء أو الاحتقان سيولد ردة فعل عكسية تتجسد في مشاركة استثنائية، خصوصا أن الفترة الفاصلة بين البريستول أمس الأول والذكرى الخامسة (14 شباط) ستشهد نشاطات مكثفة إلى درجة أن 14 آذار ستحتل الحيز الأكبر من المشهد السياسي: مؤتمرات صحافية، زيارة الأضرحة، مهرجانات مناطقية، وفود تجول على المرجعيات الروحية والفعاليات الاقتصادية، نداءات سياسية وغيرها.
علاقة الحريري بجنبلاط تغيرت: لوحظ ان العلاقة بين القواعد الشعبية للرئيس الحريري والنائب جنبلاط، وبالأخص في اقليم الخروب والتي بلغت ذروتها في التنسيق سابقا، بات يسودها الفتور حاليا بسبب التموضع الحالي لجنبلاط، بالاضافة الى اللقاءات التي حصلت مؤخرا بين قيادة الحزب الاشتراكي ورابطة الشغيلة التي يرأسها النائب السابق زاهر الخطيب، اضافة الى اللقاءات مع الحزب السوري القومي الاجتماعي، هذه اللقاءات التي أدت الى تململ في صفوف تيار المستقبل في أكثر من منطقة يتواجد فيها. كما ان ثمة عقبات وأمورا شائكة قد تعترض جنبلاط بسبب قراره بالعزوف عن العمل السياسي الذي قد يكون في الأول من مايو المقبل وتفرغه للكتابة وترك منصبه لنجله تيمور. وهذا ما أكدته بعض الأوساط المقربة من جنبلاط شخصيا.
زيارة بري الى الحريري «مهمة»: زيارة الرئيس نبيه بري الى منزل الرئيس سعد الحريري (بيت الوسط) والتي دامت أربع ساعات وانتهت الى «تفاهم سياسي عام»، توقف عندها مراقبون سياسيون باهتمام. ففي الشكل نادرا ما يزور الرئيس بري رئيس الحكومة، وهو يزار ولا يزور الا رئيس الجمهورية، وفي التوقيت جاءت هذه الزيارة بعد سلسلة نكسات تعرضت لها مشاريع وخطوات بري من مشروع تشكيل الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية، الى مشروع خفض سن الاقتراع. وكان موقف الرئيس سعد الحريري سببا أساسيا من الأسباب التي أدت الى تعثر خطوات بري سياسيا ونيابيا. أما في المضمون، فإن البحث تطرق الى كل المسائل المطروحة، من التعيينات الادارية والانتخابات البلدية ومواضيع الطائفية وسن الاقتراع، الى التطورات الاقليمية ونتائج زيارة الحريري الى فرنسا ومصر. مصادر الرئيس بري تفيد بان اللقاء كان ممتازا، وان رئيس المجلس شرح لرئيس الحكومة الاعتبارات الدستورية التي جعلته ملزما بوضع مشروع تخفيض سن الاقتراع على جدول أعمال الهيئة العامة لمجلس النواب، نافيا أن يكون هناك أي رابط بينه وبين مسألة اقتراع المغتربين التي تم إقرارها وستدخل حيز التنفيذ بدءا من انتخابات عام 2013، علما أن وزير الخارجية باشر في إعداد الآليات اللازمة لذلك. ولفت بري الانتباه إلى أنه بإمكان مجلس النواب إقرار مشروع قانون تخفيض سن الاقتراع الى 18 عاما، وذلك في موازاة الاتفاق على المباشرة في تطبيقه ابتداء من انتخابات 2013، إذا لم تتوافر رغبة شاملة في جعله ساري المفعول في الانتخابات البلدية المقبلة. واعتبر أن احتمال أن تبادر الحكومة الى سحب المشروع او عدمه «هو أمر يخصها ولا يعنيني بتاتا».
ضغوط سياسية وإعلامية: لوحظ ان جهات بادرت الى شن حملة ضغوط سياسية واعلامية على شركة «الميدل ايست»، خصوصا على رئيس مجلس ادارتها محمد الحوت، بالتزامن مع انطلاق حملة مطالبة بعد حادثة سقوط الطائرة الاثيوبية بفتح خطوط طيران مباشرة الى افريقيا بمعزل عن الجدوى الاقتصادية. وتقترح أوساط الجالية اللبنانية في أفريقيا تنظيم خطوط «الميدل ايست» بحيث يستطيع هؤلاء الانتقال بيسر الى لبنان بدل سلوك طرق جوية بعيدة المدى عبر أوروبا أو المغرب أو الإمارات العربية أو اثيوبيا. ويطرح هؤلاء بداية تنظيم رحلتين إضافيتين أسبوعيا فقط، واحدة الى السنغال سيراليون (وتشمل غامبيا وليبيريا وغينيا)، وثانية الى الزائير انغولا (وتشمل معظم دول الجوار)، على أن تستمر رحلاتها الى نيجيريا وشاطئ العاج وغانا كالمعتاد، باعتبارها تحوي كثافة للمغتربين اللبنانيين.
سليمان والحريري والبحث عن التطمينات: حاول الرئيسان ميشال سليمان وسعد الحريري ان يحصلا على أجوبة واضحة وصريحة من رؤساء الدول والحكومات التي زاراها حول احتمال قيام اسرائيل بشن حرب على لبنان، حيث لمسا وقوفا فرنسيا الى جانب لبنان، بمنع وقوع عدوان عليه، وتوجيه تحذير قوي الى اسرائيل بألا تقوم بأي عمل عسكري. وعاد الرئيس الحريري بتطمين مصري أبلغه إياه الرئيس حسني مبارك، نقلا عن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، الذي صودف وجوده في زيارة مصر قبل يوم من وصول رئيس الحكومة اللبنانية. والتطمينات الفرنسية الأوروبية وأخيرا المصرية، ليست هي ضمانات كافية، اذ ان الادارة الاميركية لها الكلمة الأخيرة، تضغط في موضوع سلاح المقاومة، وتطالب الحكومة اللبنانية بإجراءات، وان أي عدوان اسرائيلي سيكون من خلال ضوء أخضر اميركي. مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان سئل في حديث صحافي: هل هو قلق من التهديد الاسرائيلي بحرب ضد لبنان؟ فقال: «بصراحة أنا قلق، ليس لأننا لدينا معلومات حول التفكير الاسرائيلي في هذا المجال، فالواقع ان ليس لدينا أي فكرة. ولكن ما يقلقني هو أنني شاهدت التقارير التي تتحدث عن أنواع وكميات الأسلحة، التي مازالت تصل الى حزب الله ونعتقد انها تذهب الى الجنوب، خلافا لما ينص عليه قرار الأمم المتحدة الرقم 1701 والذي صمم من أجل نشر الاستقرار في الجنوب وقيام منطقة منزوعة السلاح والتقليل من فرص الحرب، ولكننا لا نجد أي جدية في تنفيذ هذا القرار في الجنوب اللبناني، وهذا بصراحة مصدر قلق».