بيروت ـ عمر حبنجر
اعاد اللقاء الجامع لقادة 14 آذار الزخم السياسي المطلوب لهذه الكتلة السياسية الرافعة للواء السيادة والاستقلال، في وقت توزع الاهتمام في لبنان امس بين متابعة مجلس الوزراء الاستثنائي الذي انعقد مساء في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان وحضور الرئيس سعد الحريري لمشروع التعديلات على قانون الانتخابات، وملاحقة عمليات البحث عن هيكل الطائرة الاثيوبية وركابها وصندوقها الاسود. فقد اعطى لقاء البريستول لقوى 14 آذار اشارة الانطلاق تحضيرا للذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 فبراير في ساحة الشهداء، حيث ضريحه.
غياب جنبلاط ونايلة تويني
وكان اللافت غياب رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط فضلا عن النواب واعضائه، عدا منهم مروان حمادة الذي كانت محاولة اغتياله شرارة العمليات الارهابية الدامية ضد القوى السيادية في لبنان، وقد سجل حضوره في خانة المبادرة الشخصية، كما غابت النائبة نايلة جبران تويني لاسباب لم تتضح. هذا الغياب الجنبلاطي طرح علامة استفهام حول امكانية ان يكرس موقف جنبلاط من 14 آذار الافتراق الحاصل مع هذه القوى رغم حضوره المقرر لاحتفال 14 فبراير وفاء للرئيس الشهيد.
اللقاء شدد على التزام المبادئ والشعارات التي اطلقت قبل 5 سنوات، وقد طالب رئيس القوات اللبنانية بتشكيل لجنة لاعادة صياغة البيان الذي كان اعد سلفا باعتبار ان الاجتماع مخصص لمناقشة الامور السياسية وليس لتلاوة البيان فقط.
بيان أشد لهجة
ويبدو ان لهجة البيان كانت معتدلة بأكثر مما توقع جعجع، وهذا ما اكد عليه (على الاعتدال) النائب مروان حمادة الذي لاحظ انها الى جانب الاعتدال فهي واضحة تماما.
حمادة اعتبر ان اهم المهم هو الاستمرار في وحدة الصف والسعي الى مناسبة وطنية جامعة.
وكان لرئيس الحكومة سعد الحريري مداخلة ركز فيها على مرحلة الاستقرار والتهدئة التي يجتازها لبنان والتي يفترض في الجميع العمل على تكريسها. وابلغ الحريري الحاضرين قوله: سعد الحريري لم يتغير، ولن يتخلى عن اي طرف وقف الى جانبه، ولن يتخلى عن 14 آذار وقياداتها ووحده الموت يفرقه عنها.
جعجع يشيد بالسنيورة
وأيد جعجع تثبيت الاستقرار والهدوء واشاد بدور الرئيس فؤاد السنيورة وحكومته السابقة، مشددا على اتباع استراتيجية في هذه المرحلة تراعي كون حكومة الوحدة الوطنية الراهنة هي حكومة الضرورة لأن المشكلة هي في النظرة الى حقيقة لبنان وهي نقطة الخلاف الجوهرية في الصراع. وعن برنامج احتفال 14 فبراير، تقرر ان يتناوب على منبر الخطابة الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة او النائبة بهية الحريري والرئيس امين الجميل ود.سمير جعجع ولا توجد كلمة لجنبلاط الذي من المرجح ان يحضر شخصيا على رأس اللقاء النيابي الديموقراطي. جنبلاط امل ان يتسم الاحتفال بالطابع الوطني انسجاما مع الظرف المختلف بعد تسوية الدوحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، واضاف: لا يزايدن احد علي من اقرب الناس في موضوع رفيق الحريري والمشاركة في احياء ذكراه. وفي حديث لجريدة «الشرق الاوسط»، قال جنبلاط انه لن يعتذر لسورية في حال كان مطلوبا هذا الشرط الذي يروج له الاعلام اللبناني، بحسب جنبلاط.
وفي سياق التحضير لاحياء ذكرى الحريري، برز سجال كبير بين القوات اللبنانية وحركة امل، وتعليقا على قول منسوب لرئيس مجلس النواب نبيه بري انه مستعد للمشاركة باحتفال 14 فبراير والقاء كلمة بالمناسبة، لاول مرة، اذا ما اتسم الاحتفال بالطابع الوطني الجامع، قال النائب زهرة: كلا، نريد الاعتذار، لأننا لسنا جاهزين لاستقبال بري في 14 فبراير على اساس هذه الشروط، فهذه المناسبة هي للجمهور الذي اجتمع في 14 آذار ردا على 8 آذار. واضاف: طبعا نحن لا نحتكر تضحيات الشهداء، ولا نحتكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري لكن من الضروري التذكير ان الشهيد الحريري سقط نتيجة الواقع السياسي وليس لأي سبب آخر، لذلك فإن تحرك 14 آذار كان رد فعل على عملية اغتيال سياسي.
كلام زهرة جوبه برد سريع من عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي حيث اكد أن «اللبنانيين سئموا من المرجعيات السياسية التي تعزف على وتر الفتنة والمذهبية والطائفية»، متسائلا «بلسان من يتكلم النائب زهرة، قائلا «يا عيب الشوم على هيدا الحكي»، مشددا على أننا «لا ننتظر اذنا من النائب زهرة لاتخاذ هذا القرار»، معتبرا أنه «وبغض النظر عن الصفة التي تكلم فيها زهرة او الصفة التي خولته التكلم هكذا فزهرة هو آخر الناس التي يمكن ان نستأذنها لحضور تلك المناسبة». وشدد على أن «فاجعة اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري تعني جميع اللبنانيين لذا يريد بري تحويلها الى مناسبة وطنية مجتمعة».
واشار الى أن «قوة الدفع الاساسية لقوى 14 فبراير كانت رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط».
واقرأ ايضاً:
«البلدية» مجدداً أمام الحكومة والدفع باتجاه اعتماد القانون القديم
سعيد لـ «الأنباء»: على الأفرقاء المطالبة بإشراك الجامعة العربية كعضو أساسي على طاولة الحوار
التيارات البحرية تتقاذف الصندوق الأسود.. والانتظار الثقيل سيد الموقف
أخبار وأسرار لبنانية