بيروت ـ أحمد منصور
رفض النائب السابق مصباح الأحدب استخدام مدينة طرابلس كصندوق بريد للرسائل الأمنية الاقليمية، مشددا على ان نجاح الرئيس سعد الحريري هو نجاح للبنان، ومشيرا الى وجود حواجز داخل الحكومة وتقهقر في قيادة قوى 14 آذار، داعيا اياها الى تقييم المرحلة السابقة ووضع رزنامة جديدة للعام 2010.
وقال الاحدب في حديث لـ «الأنباء»: «ان قوى 14 آذار باتت اليوم بحاجة الى وضع رزنامة جديدة للعام 2010 مع الاخذ بعين الاعتبار ضرورة ان يكون هناك آلية لاخذ القرارات وتختلف عن الآلية السابقة التي تسببت بسوء ادارة طويل على مر السنوات الخمس لأنه من غير المنطقي الاستمرار بهذا الاسلوب، فلا احد يعلم من يأخذ القرارات في قوى 14 آذار».
واضاف: منذ خمس سنوات ونحن نسكت كي لا نتسبب بانقسام داخل 14 آذار، ولكن اليوم وصلنا الى مرحلة كادت ان تقسم بها قوى 14 آذار الى قوى مسيحية واسلامية، اننا امام هذا الواقع لا ندري الى اين نحن ذاهبون؟ اذا كان لقاء البريستول بالأمس هو لدعوة الجماهير للمشاركة في 14 فبراير «ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري»، فالمواطنون ليسوا بحاجة لهذه الدعوة، فالجميع سيذهب لتقديم التحية لشهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري، ولكن هذا لا يعني ان الجميع سيقف بطريقة عمياء وراء القيادات السياسية دون ان يعلم الى اين هو ذاهب، لاسيما اننا رأيناهم ومن خلال الممارسة في السنوات الخمس الماضية انهم ضربوا عرض الحائط برأي أغلبية اللبنانيين، على الرغم من اننا ربحنا الانتخابات، ولكنهم تصرفوا كخاسرين، واليوم يطلبون الدعم لهذا التصرف، فهذا غير مقبول.
المصالحة مع سورية
ورأى الاحدب ان المصالحة مع سورية كنا نأمل ان تتم منذ البداية، مشيرا الى ان زيارة الرئيس الحريري لسورية هي خطوة شجاعة وتنازل فيها عن امور شخصية وتجاوز بها الخلاف الشخصي، لكن ما جرى ليس مصالحة بين لبنان وسورية.
14 ألف اسم على الحدود
وقال: «ان الرئيس الحريري لا يستطيع ان يتصالح ويعتبر الـ 14 ألف اسم الموضوعين على الحدود بين لبنان وسورية انهم تصالحوا هم ايضا ويعودون الى مرحلة اضطهاد ومطاردة، فهذا غير مقبول، لذا لابد من صياغة رزنامة جديدة ووضع آليات جديدة لوضع حد لهذا الانحدار المستمر». وحول الحركة السياسية للنائب وليد جنبلاط قال الاحدب: «اني لا افهم لماذا يلام وليد جنبلاط على خروجه من قوى 14 آذار عندما تحدث البعض مباشرة بعد الانتخابات النيابية عن ان القرارات لا تؤخذ الا بالاجماع، فهذا يعني انه لم يعد هناك اغلبية، واقلية وغير ذلك، مؤكدا على التقهقر الكبير في قيادة 14 آذار».
من جهة اخرى اشار الاحدب الى انه ليست هناك معالجة فعلية للوضع الامني في طرابلس، معتبرا ان الاشكالية ليست في القوى الامنية التي تنفذ اوامر القيادة السياسية، مشيرا الى ان القيادة السياسية في لبنان لا تأخذ قرارات واضحة، وان النشاط الوحيد الذي يعمل عليه اليوم هو وضع الجمعيات الاسلامية تحت رعاية المفتي وكأن هذا الامر سيكون قرار طرابلس، فهذا غير واقعي، هناك قوى سياسية موجودة لكنها مغيبة تحت غطاء ان هناك احادية في تمثيل القوى المعتدلة الاسلامية، وهي تيار المستقبل، فقد اثبت تيار المستقبل انه غير قادر على ادارة هذه الامور، والوقائع تثبت انه لا يستطيع ان ينقل موظفا.
واضاف «ان السنة ليسوا بصدد العداء مع سورية، فعندما كانت هناك تصاريح معادية لها التزمنا الصمت، لان هذا غير مقبول ولا يؤسس لمرحلة جديدة، المطلوب ان يكون هناك وضوح واحترام ونية بالتواصل الفعلي القائم على رغبة الشارع اللبناني».