بيروت ـ دمشق ـ عمر حبنجر ـ هدى العبود
في بيروت احتفل رأس الكنيسة المارونية الكاردينال نصرالله صفير بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة باليوبيل الـ 1600 لوفاة شفيع الطائفة الذي تحمل اسمه مار مارون بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيسي المجلس والحكومة نبيه بري وسعد الحريري وملك اسبانيا خوان كارلوس وحشود شعبية.
وفي «براد» حلب، في شمال سورية، كان ثمة احتفال آخر في البقعة التي قيل ان قبر القديس مارون موجود فيها بحضور رئيس الجمهورية السابق اميل لحود والعماد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر الذي يزور براد للمرة الثانية والنائب سليمان فرنجية والوزير السابق ميشال سماحة.
من جهته، قال العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح رئيس التيار الوطني الحر في تصريح صحافي ان مجيئنا الى سورية اليوم يرتدي اهمية تاريخية لكونه يطلق مسارا جديدا لإحياء التراث المشرقي الحقيقي للمسيحيين، وهنا كانت الخطوات الاولى للمسيحية، خصوصا كنيسة انطاكيا التي تنتمي اليها كل الطوائف المسيحية الشرقية.
وفي تصريحات للصحافيين قال الرئيس اللبناني السابق اميل لحود ان قوة سورية ولبنان تكمن في التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين حيال مختلف القضايا، مؤكدا ان الاحتفال يعد رسالة واضحة للعيش المشترك بين الشعبين الشقيقين.
في كنيسة مار جرجس للموارنة في وسط بيروت تناول البطريرك صفير في عظته شرحا للمارونية منذ نشأتها، وشدد على ان لبنان هو مركز الثقل لتأمين وحدة الموارنة والمحافظة على تماسكهم وان الاراضي اللبنانية هي ارث تكونت من خلاله وعليه الهوية التاريخية للموارنة.
وسأل صفير في عظته الله ان يؤتينا ايام خير من هذه الايام، وقال ان هذه الكنيسة يشهد لها الله بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، لاسيما على ارض لبنان.
وابتعد صفير في عظته عن السياسة وتوجه بالدعاء الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي كان يتوسط رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وبالتوفيق للجميع.
وغصت كنيسة مار جرجس المارونية بالشخصيات الوزارية والنيابية والديبلوماسية، وابرز الحاضرين وزير خارجية اسبانيا ميغل انخل موراتينوس الذي جلس على كرسي متقدم كممثل للملك خوان كارلوس الذي كان في هذا الوقت يتفقد كتيبة بلاده العاملة مع القوات الدولية في الجنوب.
وشارك قادة قوى 14 آذار بالقداس وفي طليعتهم د.سمير جعجع اضافة الى نوابهم والوزراء، وقد صفق الحضور طويلا لدى دخول البطريرك صفير والرئيس ميشال سليمان الى قاعة الكنيسة.
وسجلت لقاءات جانبية بين رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع، فيما حرص الرئيس سعد الحريري على مصافحة كبار الحضور من الرسميين والاجانب.
د.جعجع علق على ما جرى في براد بشمال سورية في هذا الوقت، بان الاخوان الذين ذهبوا الى براد في سورية لم يذهبوا لاحياء ذكرى القديس مارون بل للافادة من مار مارون لأن لهم علاقة سياسية يخجلون منها ويريدون غطاء مارونيا لتحالفهم السياسي!
بدوره، اعتبر النائب دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الاحرار ان ذهاب البعض الى براد للاحتفال بعيد مار مارون هو لعبة سياسية من اجل الظهور في الصورة والمتاجرة بمار مارون.
وقال شمعون: هناك جماعات لبنانية تحج الى سورية لكسب مساندتها، محاولين اقناعنا بأن لا غنى لنا عنها، تأمينا لوصولهم الى الكراسي. في غضون ذلك، تسارعت وتيرة التحضيرات لاحياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 فبراير وسط بيروت.
وباشرت اللجان التنفيذية المختصة التي تضم نحو ثلاثة آلاف شخص تحضير مكان الاحتفال في ساحة الشهداء حيث الضريح، حيث سيجري بناء مسرحين ضخمين للمناسبة بحسب منسق تيار المستقبل صالح فروخ.
في هذا السياق، دعا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى اوسع مشاركة شعبية في هذه المناسبة السنوية.
وردا على من يقول لماذا ننزل، خصوصا ان قوى 14 آذار لم تعد كما كانت، قال الحريري: انا اقول لهم: كلا، لبنان لايزال كما كان، والناس تعلم ما يحصل في البلد، وهي التي بكت رفيق الحريري وبيار الجميل وجبران تويني وسائر الشهداء، ما احدث وعيا معينا لديها، وانا من بين هؤلاء الناس، وقد فقدت والدي الذي كان بالنسبة الي كل شيء، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن لا ازال افتقده، لذلك سأنزل في 14 فبراير الى ساحة الشهداء وبإذن الله ستنزل الناس ايضا، لأن هذا اليوم لايزال مهما كثيرا، وما جرى خلاله كان وراء كل ما حصل في لبنان.
الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء اللبناني جلستين هذا الاسبوع، الاولى اليوم في السراي الكبير وبرئاسة الرئيس سعد الحريري، حيث تناقش جدول اعمال عاديا من 56 بندا اداريا، والثانية غدا في القصر الجمهوري وبرئاسة الرئيس ميشال سليمان وتخصص لمتابعة البحث بمشروع قانون الانتخابات البلدية والاختيارية لحسم الموقف من اجراء الانتخابات بحسب القانون القديم او الاتفاق على اصلاحات محدودة يعرضها مجلس الوزراء على مجلس النواب لاقرارها.