بيروت ـ أحمد منصور
أبدى نقيب الغواصين اللبنانيين محمد السارجي استغرابه لعدم السماح لوحدة الانقاذ البحري في الدفاع المدني ونقابة الغواصين بالمشاركة في اعمال الغوص وانتشال جثامين ضحايا الطائرة، مؤكدا ان النقابة لديها الامكانيات والقدرات والتقنيات للغطس الى اعماق البحر حتى 100 متر ودون اي مقابل مادي، سائلا: لماذا يسمح للفرنسيين والأميركيين ولا يسمح لنا؟
وقال السارجي في حديث لـ «الأنباء»: نحن مغاوير البحر نعتبر انفسنا فريقا واحدا فالبحر بالنسبة لنا مشترك، نحن لدينا مئات الغواصين المتطوعين على طول الشاطئ اللبناني ولدينا قدرات الغطس في اعماق البحر، فهذه مهنتنا وعملنا، واننا نلفت الانتباه الى اننا قمنا في العام 2006 بانتشال 500 طن من البقايا النفطية من قاع البحر في الجية بعد العدوان الاسرائيلي على خزانات الفيول في معمل الجية الحراري على ايدي 50 غواصا من النقابة، بينما جاء وقتها الايطاليون وانفق ثلاثة ملايين دولار ولكنهم لم يفعلوا شيئا، فنحن لدينا التجارب العملية بشكل يومي وحتى وصولا الى اعماق 100 متر فالغواصون يعملون بظروف قاسية وأصعب من ظروف الطائرة، ولقد عرضنا المساعدة واتصلنا بوزير الاشغال العامة غازي العريضي منذ ايام ولم نتلق اي جواب حتى الساعة، كذلك طالبنا وزارة الدفاع باعطائنا الإذن للمساعدة والاستفادة من خبراتنا وتجاربنا في اعماق البحر بالتعاون والتنسيق وتحت امرة الجيش اللبناني لرفع جثامين الضحايا، ولكن لم نتلق اذانا مصغية وانما سمح لنا فقط بالتجوال مع وحدة الانقاذ البحري التابعة للدفاع المدني على الشاطئ في الزوارق ومنعنا من الاقتراب من موقع اعمال البحث والتفتيش في مكان سقوط الطائرة.
وأضاف السارجي: يبدو وكأن المطلوب منا ومن وحدة الانقاذ البحري ان نكون كشافة فقط ونجمع بقايا الطائرة على الشاطئ، فهناك عامل اساسي يجب العمل عليه وهو كيفية التعاطي مع العدو، فالبحر بالنسبة لنا العدو الذي اخذ الضحايا، وهذا البحر لا يعطيك الفرصة للعمل، فهو يتحكم بك ولا يسمح لك بالعمل بسبب العواصف والتيارات البحرية وتحرك الرمال، حيث كان يفترض ان يتم استغلال انحسار العاصفة والتركيز على عمليات الغطس في الاعماق لا الاتكال على السفن التي تم استقدامها، فهناك كارثة انسانية لا يمكننا ان نقف مكتوفي الأيدي ازاءها.
واستغرب نقيب الغطاسين عدم تجاوب وزير الاشغال غازي العريضي بينما اعطى الثقة الكاملة لـ «سفينة مرتزقة» جاءت للقيام بنزهة سياحية وليس لديها المعدات اللازمة للعثور على الصندوق الاسود، فلديها فقط معدات المسح بـ «السونار» وجهاز يضعونه في اعماق البحر «كالمغناطيس» هدفه التفتيش عن المعادن، بالاضافة الى آلة تصوير، وهذه السفينة مخصصة للتفتيش والتنقيب عن الذهب في البحر، بينما كان يفترض الاتيان بآلات حديثة للكشف عن الذبذبات التي تصدر من الصندوق الأسود.
وتابع السارجي: نحن قلنا لهم عدة مرات ان الطائرة يرجح سقوطها مقابل شاطئ الناعمة لعدة اسباب ولو سمح لنا وقتها بالقيام بأعمال المسح بدءا من الشاطئ عبر الغواصين لكنا عثرنا على موقع سقوط الطائرة مبكرا.
وقال السارجي: على الرغم من الاستعانة بالسفن الاميركية والفرنسية والبريطانية الا انه لم يعثروا على شيء، وان القدرة الإلهية تدخلت وأرسلت الغطاس الضحية البير عسال الذي هو عضو بالنقابة وكان على متن الطائرة المنكوبة حيث عامت جثته على وجه المياه مقابل الناعمة وكشفها احد الصيادين الذي ابلغ الجيش بالأمر فأنزل غواصين في الموقع وعثروا على حطام الطائرة، وقد حاولت شخصيا الاتصال بوزير الدفاع الياس المر ولكن فوجئت بأنه في اميركا.
واستغرب السارجي عدم السماح لوزير الداخلية بإنزال وحدة الانقاذ البحري الى البحر والمشاركة في اعمال الغطس، معتبرا ان الحادثة كان يفترض ان توحد عمليات الانقاذ البحري بين مغاوير البحر والدفاع المدني ونقابة الغواصين، وقال: بالنسبة لنا الجيش خط احمر فنحن عيون الجيش في البحر وعلى تعاون كبير معه ونقدم له كل اخبار البحر ويبدو ان وراء ابعادنا قرارا سياسيا تتحمله القيادة السياسية، فنحن نتحدث عن تاريخنا وخبرتنا في البحر وضرورة الاستفادة منها مجانا ودون اي مقابل.