بيروت ـ عمر حبنجر
عدة استحقاقات متلاحقة او متداخلة كانت امام الحكومة اللبنانية في جلستها امس، والتي كانت مخصصة لانجاز ما يمكن اعتماده بالنسبة لقانون البلديات الذي بدأ يبدو صعب التعديل في ضوء تسارع المهل القانونية الفاصلة.
ويضاف الى جلسة الامس الجلسة النيابية التي قررها رئيس المجلس نبيه بري يومي 22 و23 الجاري والمخصصة لانتخاب اعضاء المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، فضلا عن مشاريع القوانين الصادرة عن حكومة السنيورة الاولى والتي وافق بري على تمريرها.
والبند الخلافي على جدول اعمال الجلسة التشريعية لمجلس النواب يتمثل بمشروع تعديل المادة 21 من الدستور لخفض سن الاقتراع في لبنان من 21 الى 18 عاما بناء على الحاح رئيس المجلس.
ومن خارج الدائرة الرسمية تدخل زيارة النائب وليد جنبلاط على جدول الاهتمامات السياسية بعدما دقت ساعتها في دمشق لاول مرة من خلال نشر الاعلام السوري لتصريحات جنبلاط المطولة الى جريدة «السفير» التي انطوت على تفسيرات لمواقفه السابقة من سورية تبلغ مرحلة الاعتذار.
الحريري: لا لتقسيم بيروت
وكان رئيس الحكومة سعد الحريري استبق الجلسة باعلان رفض تقسيم بيروت الى دوائر بلدية، كما رفض اسقاطها في لعنة الانقسامات الاهلية من جديد.
وقال في احتفالات لعائلات بيروت، ان بيروت هي رمز لوحدة لبنان، واللبنانيون قرروا ان تكون بيروت عاصمة لهم واحدة موحدة، لا شرقية ولا غربية، تعبر عن جوهر العيش المشترك بين اللبنانيين وعن قرارنا معا مسلمين ومسيحيين ان نبقى موحدين ان نبقى موحدين الى ابد الآبدين، خيارنا المناصفة والتضامن في سبيل رفعة العاصمة وتقدمها.
وكان الحريري حاسما في قوله ان لا مكان في بيروت للفرز الطائفي، وقال: قسموها الى شرقية وغربية والى احياء اسلامية ومسيحية لكنها طردت من ساحتها اسلحة التقسيم واستعادت روح الوحدة والعيش المشترك، وهذا ما اراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهذا ما نريده.
النسبية لا تضمن المناصفة
الوزير جان اوغاسبيان (المستقبل) قال قبل الجلسة الحكومية ان مناخ الجلسات هادئ وكل وزير يعبر عن رأيه مع الاسباب الموجبة لكن هناك بعض التباينات حول عدد معين من الاصلاحات التي اقترحها وزير الداخلية، وحول الاستعارات الحاصلة من بعض الدول قال اوغاسبيان: اليوم كل شعب يسعى لنظام معين، ولا يمكن تعميم نظام صحيح في بلد ما على باقي الدول، لذلك علينا كلبنانيين اختيار الافضل وفق الاحتياجات الداخلية.
وعن تقسيم بيروت بلديا وهل تكون النسبية بديلا، قال: النسبية لا تضمن المناصفة داخل المجلس البلدي وتمنع الافراد الذين لديهم قدرات عالية من الوصول الى المجلس البلدي لأن النسبية تفترض اللوائح المقفلة، والآن الاولوية لتعزيز المصالحة والشراكة بين اللبنانيين والانتخابات مقررة في يونيو والوقت الفاصل لا يكفي لالغاء الانقسامات قبل حصولها.
جنبلاط شريك أساسي للأكثرية
وفي غمرة تصاعد التحضيرات لذكرى 14 فبراير يبقى لغز الطائرة الاثيوبية شاغلا بال اللبنانيين، وقد اعلن وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي في مؤتمر صحافي عقده في مطار رفيق الحريري الدولي امس، وقدم فيه كتب تنويه لموظفي برج المراقبة الذين تابعوا الطائرة الاثيوبية منذ لحظة اقلاعها حتى انقطاع الاتصال بها، اعلن انه لا يمكن اعلان اي شيء رسمي بشأن التحقيقات الجارية قبل الوصول الى ذاكرة تسجيل الصندوق الاسود الثاني المفقودة.
واضاف: كل ما توصلنا اليه هو امامكم وما يمكن قوله عن التقرير الاول هو ما أشرت اليه لجهة سلامة العمل في المطار وبرج المراقبة ومن الناحية الثانية كل اجهزة الطائرة كانت تعمل بشكل سليم حتى لحظة سقوطها، وهذا يستبعد فرضية الانفجار والعمل التفجيري.
وقال: لهذا السبب لا يمكن اعلان اي شيء رسمي قاطع حوله قبل الوصول الى ذاكرة الصندوق الأسود الثاني، نافيا كل ما أشيع حول عمل السفن الأميركية والفرنسية العاملة على الموضوع.
من جهته، قال الوزير جان أوغاسبيان: لا يجوز التفريط بالجهود والتضحيات التي قامت بها الدولة اللبنانية والجيش اللبناني.
واضاف في بلاد العالم البحث عن الغرقى يتوقف بعد 72 ساعة، وأمس الرئيس سعد الحريري الذي يتابع الموضوع ومجلس الوزراء قرر متابعة البحث واعتبر منطقة سقوط الطائرة منطقة عسكرية.
الحريري: لا لتسييس الحادث
وكان عثر على الصندوق الاسود الثاني، امس الاول لكنه كان فاقد الذاكرة «الداتا» حيث تبين ان مسجل قمرة القيادة مفصول عن الصندوق.
وتشكل مكتب مشترك بين وزارتي العدل والخارجية لمتابعة مسألة التعويضات العائدة لذوي الضحايا.
ودعا رئيس الوزراء في الاجتماع الوزاري الأمني امس الاول الى وضع حد لأي جنوح نحو تسييس كارثة الطائرة، وأعطى توجيهاته بمتابعة البحث عن الضحايا في بقعة مقفلة يفترض ان تكون الجثث فيها، في مهلة زمنية مفتوحة.
التعرف على زوجة السفير الفرنسي
الى ذلك، تم امس العثور على مجموعة من الاشلاء البشرية التي ستخضع للفحوص المخبرية، واوضح مدير المستشفى د.وسيم الوزان انه تم التعرف على ست جثث: اثنتان منها تعودان للبنانيين والاربعة الاخرى لأجانب، مؤكدا انه لا يمكن تسليم الجثث الى ذويها قبل موافقة القضاء.
واشار الى ان الكيس الواحد من الاشلاء التي يجري التقاطها لأكثر من جثة وان الفحص النووي هو الذي يظهر الحقيقة. وحضر امس الى المستشفى الحكومي السفير الفرنسي ديمتياتو وتعرف مرافقوه على جثة زوجته التي كانت على الطائرة، من خاتم كان لايزال في اصبعها اضافة الى الجزء الباقي من ثوبها. وتم امس تسليم جثة المواطن طارق جورج بركات، فيما تنتظر عائلة المواطن خليل كرست النتائج الاخيرة للفحص كي تتسلم جثته، ويجري التحقيق في هوية الضحية هيفاء وزني.
لاءات ثلاث للحريري
في غضون ذلك تتواصل الاستعدادات لإحياء الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد غد الاحد، وقد حدد الرئيس الحريري الخطوط العريضة لهذه المناسبة بالقول ان اللبنانيين سيقدمون للعالم مشهدا وطنيا لبنانيا يجدد الثقة بالمحكمة الدولية وبالمسار الذي اختارته اكثرية اللبنانيين.
وأطلق الحريري لاءات ثلاثا غير قابلة للتسوية، ما أنجزناه على طريق الحقيقة والعدالة يستحق ان نواصل النضال في سبيله وان نقدم للعالم مشهدا وطنيا لبنانيا يجدد الثقة بالمحكمة الدولية وبالمسار الذي اختارته اكثرية اللبنانيين لتحقيق العدل بتقديم المسؤول عن كل جرائم الاغتيال.
واضاف: لا تسوية على المحكمة الدولية ولا تسوية على دماء رفيق الحريري والشهداء ولا تسوية على الحقيقة وعلى العدالة لأنه لا تسوية على الحق وانتم حراس الحق.
واقرأ ايضاً:
مصدر مطلع لـ «الأنباء»: جنبلاط التقى نصر الله ويزور سورية بعد 14 الجاري
نائب أكثري لـ «الأنباء»: ارتفاع مؤشرات الحرب والانتخابات البلدية قد لا تحصل
جنبلاط أكمل الطريق إلى دمشق
أخبار وأسرار لبنانية