بيروت ـ أحمد منصور
تمنى امين سر حركة اليسار الديموقراطي النائب السابق الياس عطا الله الا تصل حركة 14 آذار الى المرحلة التي وصلت اليها هذا العام، مشيرا الى انها حركة شعبية ومازالت قوية على الرغم من التفكك، مؤكدا ان موقفها كان سيكون سلبيا في حال لم يتم اقامة احتفال في 14 فبراير ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري. وقال عطا الله في حديث لـ «الأنباء»: «ان النائب وليد جنبلاط لديه اجتهاد سياسي، وهو يجد المبررات له، لكن هذه المبررات قد لا تتواصل مع منطق تفكيرنا في قوى 14 آذار، فهواجس جنبلاط - وعلى مشروعيتها - كان يمكن ان تناقش وليس بالضرورة ان تكون مولدة لعداوات جديدة او خصومات، كان هناك امكانية في قوى 14 آذار من ان نتشارك مع جنبلاط الذي كان من ابرز قيادات 14 آذار في الايام الصعبة، ولكن اعتقد انه ما من احد بعيد عن التواصل والبحث لان الجميع عندهم هواجس الحفاظ على السلم الاهلي وتجنيب البلاد المخاطر والاقتتال».وتابع عطا الله «لقد تمكنت سياسات الامر الواقع والضغوط والتحولات الداخلية والتي منها تمكنت مواقف جنبلاط من ان تنتج واقعا اعتبر خطوة الى الوراء في عملية تشكيل الحكومة، على الرغم من الايجابية من وصول الرئيس سعد الحريري الى سدة رئاسة الحكومة، ان هذه الحكومة لا تستند الى نصوص دستورية حقيقية، فهي زرعت نوعا من البلبلة، فهناك تخوف من ان يكون هناك تحول في التقاليد غير الدستورية في تشكيل الحكومات، فهذه الحكومات لا يجوز ان يطلق عليها كلمة الوفاق الوطني بل ائتلاف وطني، وهذه الحكومة لن تتمكن من حل القضايا الاساسية في لبنان، لذا ستبقى هذه القضايا معلقة ومطروحة، كثنائية السلاح والثلث المعطل وتنظيم العلاقات مع النظام السوري».
وقال عطا الله: «ان الانتخابات النيابية الاخيرة جرت تحت عنوان العبور الى الدولة، فمعطيات العبور الى الدولة تتمثل في انه في لبنان امر واقع هو خارج الانضباط في الدولة كسلاح حزب الله الذي يشكل حالة موازية، فمنطق العنف هو منطق السلاح، والذي استخدم السلاح مرة في الداخل اللبناني يمكن ان يستخدمه مرة اخرى، فالمطلوب ان يكون السلاح مع الدولة وان تبسط الدولة سيادتها على ارضها ووحدة اللبنانيين هي اهم عامل واهم سد في وجه اي اعتداء اسرائيلي، وعلى الجميع ان يكونوا خلف الدولة لرد اي عدوان اسرائيلي، ضمن القدرات الممسوكة من الشرعية اللبنانية».
واضاف عطا الله «اننا نطالب الجميع بحذر استثنائي، وهذا الامر يتطلب وحدة قرار من خلال مؤسسات الشرعية، لان لجنة الحوار لم تثبت حتى الآن جديتها في متابعة قراراتها، ونذكر هنا بسلاح المقاومة خارج المخيمات الفلسطينية والذي عاد من جديد يطل علينا بوجوه تتحدث عن ان هذا السلاح معزول وانه مرتبط بالصراع العربي ـ الاسرائيلي، الناس عندها قلق وخوف من ان تواجه صعوبات في وقت نحن بأمس الحاجة الى الاستقرار والتضامن تحت سقف الشرعية، فالمسألة ليست مسألة مصالحات او تبويس لحى، انما هي مسألة الاحتكام للقانون والعودة الى مرجعية السلطة»، منتقدا السلطة لأنها لا تسعى بشكل جدي لبسط هيبتها على التراب اللبناني.
وعلق على زيارة العماد ميشال عون لسورية والاحتفال بعيد مار مارون في سورية فقال: ان عون لن يقوى دوره في لبنان بل سيقوى في سورية، وكان عليه وبالحد الادنى ان يحتفل بهذه المناسبة مع اللبنانيين في وطنه، معتبرا ان الشخصية اللبنانية التي ذهبت الى سورية وشاركت في احتفال عيد مار مارون يبدو واضحا على جباهها ختم الانتماء والولاء.