بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب عمار الحوري انه لابد من اجراء الانتخابات البلدية في موعدها المحدد دستوريا، اذ لا يجوز تعطيلها مهما كانت الاسباب التي يراها البعض موجبة للتأجيل او الإلغاء الى حين انجاز الاصلاحات على قانون الانتخاب، مؤكدا ترحيب تيار المستقبل بكل الاصلاحات المطروحة بما فيها النسبية شرط ان تنسحب بمفاعيلها على كل لبنان وليس على منطقة دون الاخرى، لافتا الى ان هذا الترحيب يستثنى منه طرح تقسيم بيروت الى دوائر ثلاث، اذ يعتبر النائب حوري ان هذا الطرح هو خارج النقاش ولن يتم تمريره لا اليوم ولا في اي وقت مقبل مهما حاول البعض وسعى جاهدا الى إنفاذه.
ولفت النائب حوري في حديث لـ «الأنباء» الى ان طرح تقسيم بيروت له ابعاد سياسية اكثر منها اصلاحية، رادا خلفيات الطرح المشار اليه الى اعتقاد البعض من الاقطاب السياسية ان تقسيم بيروت قد يمنحهم فرصة للفوز بعدد من المقاعد في احدى المجالس البلدية الثلاثة اضافة الى كسبهم ود شريحة من الناخبين، مؤكدا ان ما غاب عن اذهان هؤلاء التقسيميين الجدد «على حد تعبيره» هو ان بيروت التي انتخبت مجلسها البلدي في العام 1998 والعام 2004 انتخبته على اساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، كتعبير من اهلها عن العيش المشترك وترجمة لاتفاق الطائف، وذلك كان بدعم من الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن جميع القوى السياسية، معتبرا انه اذا كان تقسيمها في الانتخابات النيابية خطأ جسيما، فإن تقسيمها اليوم في الانتخابات البلدية هو خطيئة مميتة.
متمسكون بالمناصفة
واستهجن النائب الحوري كلام البعض ان بيروت مقسمة مذهبيا الى ثلاث دوائر انتخابية، بحيث يغلب الصوت السني في الدائرة الاولى منها والصوت الشيعي في الدائرة الثانية والصوت المسيحي في الدائرة الثالثة، معتبرا ان هذا الكلام لا شأن له سوى العودة الى اشعال فتيل المثالثة الذي اطفأه اللبنانيون، المثالثة التي لن تسمح فعاليات بيروت السياسية والشعبية والاقتصادية بإبراز انيابها لنهش مدينتهم وبالتالي القضاء على العيش المشترك فيها، مؤكدا انه مهما حاول التقسيميون الجدد تجسيد المثالثة ولو بالوجه الانتخابي لها، فإن تيار المستقبل بكل ما يمثل في بيروت وخارجها سيبقى متمسكا بالمناصفة ما بين المسيحيين والمسلمين، المبدأ الذي على اساسه قامت الدولة اللبنانية والذي ستبقى عليه طيلة العهود والعقود المقبلة.
تراجع عون
وعن كلام العماد ميشال عون الاخير الا انتخابات بلدية دون اصلاحات على قانون الانتخاب، لفت النائب الحوري الى ان هذا الكلام ليس سوى وجهة نظر اطلقها العماد عون، وموقف نافر قد يكون تسرع به بعض الشيء، مذكرا بأن النائب في تكتل «التغيير والاصلاح» ابراهيم كنعان عاد واوضح في اليوم التالي لإحدى الشاشات المحلية، موقف التكتل المذكور بأنه لن يكون حجر عثرة امام اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد فيما لو تعذر انجاز الاصلاحات عليها، معتقدا ردا على سؤال ان هذا التوضيح من النائب كنعان هو بمثابة تراجع العماد عون عن موقفه المشار اليه، موضحا من جهة اخرى ان الجميع ودون استثناء يريد الاصلاحات ليس فقط على قانون الانتخابات البلدية انما ايضا على كل ما من شأنه تطوير الحياة السياسية والاجتماعية في لبنان.
وعن خفض سن الاقتراع لفت النائب الحوري الى انه وبالرغم من اجماع المجلس النيابي على تطبيقه كبند اصلاحي، الا انه لا يمكن تفعيله في الانتخابات البلدية دون ان يكون للمغتربين حق الاقتراع ايضا، وذلك لاعتباره انطلاقا من تفهمه لهواجس الآخرين، انه بند يرتبط بموازين القوى الشعبية، اذ لا يجوز ان يؤدي تطبيقه الى خلل في الموازين المذكورة، الامر الذي من اجله يدعو النائب الحوري الى تعديل قانون الانتخابات البلدية وخفض سن الاقتراع على ان تسري مفاعيله في العام 2013 مع سريان الحق نفسه الذي اقره المجلس النيابي في الانتخابات النيابية العامة من العام المذكور.
ثورة الأرز لن تموت
وعن موعد 14 فبراير ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، التي تحل اليوم اكد النائب الحوري ان ثورة الارز والاستقلال تعني كل اللبنانيين، وان الشعب اللبناني هو قائد هذه الثورة التي بدأها في العام 2005 وحمل رايتها ووجه قادة 14 اذار في طريق الاستقلال الثاني.
مشيرا الى ان المعركة التي يقودها جمهور ثورة الارز اليوم هي معركة العبور الى الدولة، مستدركا بالقول ان العبور الى الدولة لا يعني فريقا سياسيا معينا انما يعني كل اللبنانيين بكل طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم كون الدولة تعني الجميع وهي للجميع، متوجها بالكلام الى قافلة الشهداء الذين سقطوا من اجل انجاح ثورة الارز بأن دماءهم لن تذهب هــدرا بل ستبقى الذخيـــرة الحيــة للعبــور بهــا الى الدولة.
وختم النائب الحوري مؤكدا ان ساحة الحريــة ستشهد حشدا جماهيريا لن يكون اقل من الذي شهدته في السنين الخمس السابقة كون الدعوة الى الساحة المذكورة هي كالعادة من الشعب والى الشعب، مرحبا بكل قادة المعارضة الذين يريدون المشاركة في هذه الذكرى تحت السقف السياسي لقوى 14 آذار.