?التحدي الابرز: اذا كانت القمة العربية المقبلة في ليبيا تشكل التحدي الأبرز للبنان في سياسته العربية لجهة مشاركته في القمة أو عدم المشاركة، أو لجهة مستوى المشاركة اذا قررت. فإن موضوع العقوبات المحتمل فرضها على ايران في مجلس الأمن يشكل التحدي الأبرز للبنان في سياسته الدولية وفي فترة عضويته في مجلس الأمن.
وفي هذا المجال تكشف مصادر ديبلوماسية فرنسية ان هذا الموضوع بحثه المسؤولون الفرنسيون مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري خلال زيارته الأخيرة الى باريس، بموازاة بحث جار مع دول أخرى في مجلس الأمن قريبة نسبيا من ايران مثل البرازيل.
وتقول هذه المصادر ان باريس ترجح في نهاية الأمر ان يتخذ لبنان موقف الامتناع عن التصويت في حال طرح مشروع العقوبات ضد ايران على التصويت في مجلس الأمن، معتبرة ان لبنان موجود في وضع «دقيق وحساس»، فهو من جهة لا يستطيع التصويت ضد مشروع العقوبات خشية ان يضيع فرصة الدعم الدولي له بما في ذلك المساعدات الاميركية العسكرية والمساعدة الفرنسية والأوروبية الاقتصادية.
وهو من جهة ثانية لا يستطيع مجاراة الدول الغربية في التصويت لصالح العقوبات خشية الإضرار بالاستقرار السياسي الهش في البلاد واثارة غيظ ايران وسورية.
?موفد اشتراكي إلى دمشق: تقول مصادر متابعة لزيارة جنبلاط الى دمشق ان المواقف التي عبر عنها جنبلاط أو أرسلها عبر القناة الوحيدة الموثوق بها بينه وبين الرئيس السوري وهي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم تنطو على رسائل مقدار ما أكدت اقتناعاته بالعودة الى الخيارات التي كان قد أرساها مع سورية بين 1977 و2000.
عزز اعتقاد دمشق باستعادة هذه الاقتناعات الدور الذي اضطلع به نصرالله لدى الرئيس السوري، وثقته بثبات جنبلاط على تلك الخيارات التي لا تعني بأي حال الا الوقوف على طرف نقيض مما تقول به قوى 14 آذار.
وقد تأكد لدمشق خروج جنبلاط نهائيا من قوى 14 آذار، وابقاؤه «علاقة وفاء» برئيس الحكومة سعد الحريري تستمد دوافعها من وفائه للحريري الأب. تأكد لها أيضا خروج جنبلاط من المشروع السياسي لقوى 14 آذار، وخصوصا ما يتصل بمواقف أفرقائها من القرار 1559 وسلاح حزب الله.
وكان جنبلاط قد بادر قبل نحو أسبوعين تجاه سورية، عبر إيفاد المسؤول العسكري السابق في الحزب التقدمي الاشتراكي، غنام طربيه، إلى دمشق في زيارة عائلية ولقائه اللواء رستم غزالة (لم تحصل زيارة للوزير العريضي، وما تردد عن لقائه مع اللواء محمد ناصيف).
وأبلغ طربيه غزالة بوضوح أن الاشتراكيين يريدون المحاربة إلى جانب سوريا في وجه إسرائيل في حال حصول أي حرب، مشيرا إلى أن هناك معطيات عن جدية العدوان الإسرائيلي.
لكنه أضاف جملة إلى غزالة، كما نقل بعض زوار دمشق، هي: إذا كان هناك جزء من الطريق بيننا وبينكم لم يعبد بعد، فأبلغونا لكي ننجزه.
?تباينات واضحة في مجال التباينات السياسية سجل: تباين بين الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون في موضوع الانتخابات البلدية: سليمان لا يرى رابطا بين «اقرار الاصلاحات واجراء الانتخابات التي يمكن ويجب ان تجرى سواء أقرت الاصلاحات أم لم تقر. وعون يطرح الاصلاحات شرطا لإجراء الانتخابات.
تباين بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط حول شعار «لبنان أولا»: الحريري جدد في مهرجان 14 فبراير لبنان أولا هو شعار وعنوان هذه المرحلة وكل المراحل، وان لا مصلحة للبنان بدخول سياسة المحاور الاقليمية.
وجنبلاط يكرر ان نظرية لبنان أولا «لا تركب معي»، معتبرا ان حماية لبنان هي العروبة وسورية وحزب الله.
?طاولة الحوار مجددا: في موضوع اعادة تشكيل طاولة الحوار الوطني تبرز صعوبة في التوفيق بين معيار التمثيل النيابي ومعيار التمثيل الطائفي.
والمثال الأوضح على ذلك مسألة مشاركة النائب ميشال المر الذي يقف خارج المعادلة النيابية ولا ينتمي الى كتلة يحق لها التمثيل في بعبدا، ولكن من الصعب شطبه من المعادلة الأرثوذكسية.
وبالاجمال فإن أبرز المرشحين للخروج من طاولة الحوار هم النائبان ميشال المر وبطرس حرب والنائبان السابقان ايلي سكاف وغسان تويني، وأبرز المرشحين للحلول مكانهم هم: فريد مكاري وسليمان فرنجية وميشال فرعون وغسان مخيبر.
?حضور مستقبلي لافت: ترى مصادر في تيار المستقبل ان الحضور الكثيف لتيار المستقبل ومن كل المناطق في مهرجان 14 فبراير نزع مقولة البعض بأن جمهور الرئيس الحريري لم يهضم زيارة زعيمه لدمشق، مع الاشارة الى ان رئيس الحكومة سبق ان التقى بكوادر التيار وكان صريحا معهم للغاية وناقشهم بالزيارة الدمشقية وتفهموا كل الظروف التي أحاطت بها وبالتالي انها صبت لمصلحة البلدين.
وترى مصادر مراقبة من خلال عرض القوة لجمهور تيار المستقبل خلال مهرجان أمس الأول، ان زعامة سعد الحريري مازالت ثابتة ومتينة برغم كل التحولات التي طرأت على خطابه السياسي، بل يمكن القول ان رئيس الحكومة أثبت انه يستطيع ان يذهب الى سورية ويعانق الرئيس بشار الأسد ويتناول طعام العشاء معه وينام في أحد أجنحة القصر الرئاسي في دمشق، من دون ان تضعف قيادته للشارع السني الذي حضر بقوة الى وسط بيروت.