بيروت ـ داود رمال
شكل عثور مغاوير البحر في الجيش اللبناني على ذاكرة الصندوق الأسود الثاني الذي يحتوي على التسجيلات الصوتية لقمرة القيادة في الطائرة الإثيوبية المنكوبة الفصل الأخير الذي يستكمل عبره كل المعطيات المؤدية الى كشف حقيقة هذه الكارثة وتحديد طبيعة الحادث ان كان تقنيا او خطأ بشريا او اي احتمال آخر.
وقال مصدر واسع الاطلاع ومعني بمجريات البحث عن الحطام والأشلاء لـ «الأنباء» ان «انجاز العثور على ذاكرة المحادثات الصوتية في الصندوق الأسود الثاني يسجل لمغاوير البحر اذ ان التصميم على هذا الأمر رغم عدم كشفه عبر التقنيات حقق الهدف، اذ ان هذه الذاكرة كانت مركونة تحت الحطام ويصعب كشفها بالعين الإلكترونية او المجردة».
وأوضح المصدر «ان عملية الكشف عن الذاكرة جاءت بعدما شكل مغاوير البحر سلسلة بشرية قامت بالغطس والمسح الدقيق بالمتر المربع الواحد في منطقة البحث وعثرت على الذاكرة تحت الحطام وما كان لذلك أن يتم لولا التفاني والإصرار والعزيمة لدى المغاوير».وقال المصدر «ان سفينة البحث الأولى «أوشن اليرت» غادرت منطقة البحث وباشرت سفينة البحث المتطورة جدا «اوديسيه اكسبلورر» امس عمليات البحث في المياه الاقليمية ومهمتها البحث التفصيلي والدقيق في موقع حطام الطائرة مع توسيع رقعة البحث تدريجيا». واشار المصدر الى انه «وبعد العثور على الصندوقين الأسودين من المفترض ان تكون معطيات الحادث قد اكتملت منطقيا والتركيز الآن هو على جمع الأشلاء والجثث الكاملة وغير الكاملة، وحسب التقديرات ان معظم هويات الأشلاء والضحايا قابلة للتحديد، واي جزء من الأشلاء يمكن الاعتماد عليه في تحديد الهوية وإعلان الوفاة»، علما انه تم التعرف امس على اشلاء جثتي ياسر اسماعيل وجمال علي خاتون. وأكد المصدر ان التركيز هو على كشف جميع الجثث والأشلاء وانتشالها وحده هو الأولوية، اما بقية الحطام للطائرة الموجودة تحت الماء فإن مسألة انتشالها امر خاضع لقرار لجنة التحقيق اذا وجدت ضرورة لذلك بناء على معطيات الصندوقين الأسودين مع الإشارة الى ان «اوديسيه اكسبلورر» مجهزة بتقنيات تمكنها من انتشال حطام من أعماق سحيقة وبأوزان كبيرة تصل الى الأطنان». وعلمت «الأنباء» ان مسجل الصندوق الأسود الثاني تم شحنه الى باريس على متن طائرة رئيس الحكومة الخاصة وبمعية أعضاء لجنة التحقيق.