بيروت ـ عمر حبنجر
مازالت الانتخابات البلدية الشاغلة لجلسات مجلس الوزراء، عالقة في عنق زجاجة قانونها العصي على التعديل والتطوير، بحكم اختلاف وجهات النظر بين الوزراء الموزعين بين مطالب بالتعديل والتحديث من اجل انتخابات سليمة ومنتخبين جديدين، وبين مزايد في التعديلات على عمل عرقلة إجراء هذه الانتخابات لاعتبارات سياسية معروفة.
وتلعب الأجواء الإقليمية الغامضة الأبعاد، دورها في ترجيح كفة التأجيل، وقد جاء خطاب الأمين العام لحزب الله امس الأول والذي رفع فيه قبضة قوية بوجه التهديدات الإسرائيلية معززا لمخاوف الخائفين من ان تشغل الانتخابات البلدية اللبنانيين عن متابعة الأخطار الإسرائيلية المحتملة في توقيت الانتخابات إبان الربيع المقبل.
معادلة العين بالعين والسن بالسن
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رفع سقف المواجهة المحتملة مع إسرائيل بتحديده معادلة جديدة لأي مواجهة محتملة فتوعد الإسرائيليين بضرب مطار بن غوريون في تل أبيب، حال استهدافهم مطار رفيق الحريري الدولي.
كما هدد الإسرائيليين بإصابات دقيقة وبأن وظيفة الصواريخ لن تكون خدش بعض الجدران، بل تدمير هذه الأهداف تدميرا كاملا، ما يشير الى امتلاك الحزب نوعيات جديدة وحديثة من الصواريخ.
وفي رد ضمني على بعض الكلمات التي ألقيت في ذكرى 14 فبراير، توقف نصرالله عند الكلام الذي اعتبر ان وجود المقاومة هو حجة كافية لشن العدو حربا، وقال: هناك لغة جديدة بدأت تظهر في مكان ضيق ومحدد تقول ان وجود المقاومة حتى لو لم تتحرك هو حجة كافية ليشن العدو الاسرائيلي حربا على لبنان، وهذا الكلام خطير جدا، فبالحد الأدنى يعني تبريرا كاملا لأي عدوان إسرائيلي، ولكن اذا توسعنا اكثر بالسؤال فهل يكون هذا استدعاء للحرب؟ هل نحن أمام ظروف 1982 جديدة؟
وأمام هذه اللغة سأل نصرالله الدولة، هل تسكت عمن يقدم تبريرا كاملا للعدوان على لبنان وشعب لبنان وأرض لبنان كما يهدد الإسرائيلي؟
غير ان موفد الأمين العام للأمم المتحدة مايكل ويليامز، عاكس تقديرات الأمين العام نصرالله للمخاطر العدوانية الإسرائيلية حينما أكد لصحيفة «النهار» البيروتية امس ان لا حرب إسرائيلية على لبنان في المدى المنظور، واصفا بعض المواقف الإسرائيلية بأنها موجهة الى الداخل.
على اي حال، التخوف من اعتداءات إسرائيلية على لبنان هذا الصيف، او في الربيع الذي يسبقه، كان دائما محط كلام كبار المسؤولين اللبنانيين مع ضيوفهم الأميركيين او الأوروبيين.
بيد ان الحكومة اللبنانية، مصرة على متابعة البحث في قانون البلديات، كما حدث في اجتماعها الأسبوعي امس، وكأن هذه الانتخابات ستحصل في موعدها.
مجلس الوزراء
وهكذا تابع مجلس الوزراء امس مناقشة ما تبقى من بنود في مشروع قانون الانتخابات البلدية والاختيارية مع ترجيح تأجيل هذا الملف الى جلسات لاحقة، بحسب اوساط وزارية.
النقاط العالقة كما هو معروف هي النسبية وانتخاب رئيس البلدية ونائبه من الشعب مباشرة وتشكيل هيئة للإشراف على الانتخابات.
وطبقا للمعلومات، فإن الرئيس ميشال سليمان الذي ترأس الجلسة استهل بطرح موضوع النسبية، حيث تساءل عما اذا كان للأطراف الوزارية من غيّر رأيه حيالها بما يبرر فتح النقاش حولها، والا فإنه سيعتبر الا جدوى من تجديد الحوار حولها مادامت النقاشات السابقة اظهرت نوعا من التعادل بين الوزراء الرافضين او المؤيدين، علما ان الرئيس لن يطرح «النسبية» على التصويت ما لم تكن اكثرية الثلثين مضمونة لها.
هنا لاحت ملامح تعديل في موقف وزراء «المستقبل» من موضوع النسبية، وفي هذا السياق اكد الوزير جان اوغاسبيان قبل جلسة مجلس الوزراء امس ان الرئيس الحريري مستعد للسير بالنسبية شرط ان تأتي في سياق حل وفاقي وان تعمم على كل المناطق، لأن اقتصارها على مناطق دون الأخرى يتعارض مع المساواة.
الوزير وائل أبوفاعور عضو كتلة جنبلاط توقع من جهته جلسة اخرى من جلسات «التمرين النظري» والتخطيط البلدي، موضحا ان الحزب التقدمي الاشتراكي يؤيد النسبية مادامت طرحا اصلاحيا مجردا، لكن ما نخشاه هو استخدامها في الصراع السياسي القائم للمزايدة، او لتحسين المواقع، أبوفاعور رفض فكرة انتخاب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية ونبه الى ان بعض الفرقاء لا يريدون اجراء الانتخابات البلدية، واصفا ما يحصل بـ «المهزلة الكبيرة» وعملية «الغش الموصوفة»، مؤيدا ما يرتئيه مجلس الوزراء من اصلاحات لأن المهم اجراؤها في موعدها.
عودة عون وجنبلاط من الدوحة
وتأمل المصادر الحكومية ان تساهم عودة العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط من الدوحة امس، كل في طائرة خاصة، في تسهيل عملية انضاج قانون الانتخابات البلدية، في ضوء ما يكون قد توافقا عليه خلال محادثاتهما الثنائية في العاصمة القطرية.
وبالمناسبة، عاد الى بيروت امس قادما من واشنطن وزير الدفاع الياس المر بعد زيارة دامت اياما عدة وارتبطت بمباحثات تتناول تسليح الجيش اللبناني.
واقرأ ايضاً:
زوار بعبدا لـ «الأنباء»: الرئيس مُصِرّ على إجراء «البلدية» في موعدها
مصدر لـ «الأنباء»: المفترض ان تكون معطيات «الإثيوبية» اكتملت منطقياً
أخبار وأسرار لبنانية
شمعون لـ «الأنباء»: عون انتظر انعطافة جنبلاط لدخول الجبل!
ماذا لو طُرحت المشاركة في «قمة ليبيا» على الحكومة اللبنانية للتصويت؟