تحرك زيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في بيروت ليومين يجري خلالهما محادثات مع المسؤولين اللبنانيين تخلله حفل تكريمي اقامه منتدى الطائف مساء أمس، موضوع مقاطعة لبنان أو مشاركته في أعمال القمة العربية التي ستعقد في ليبيا في 27 و28 مارس المقبل، وحيث لن يكون من السهولة بمكان ان يشارك لبنان في هذه القمة في ظل الموقف الحاد والمتصلب للطائفة الشيعية الذي عبر عنه الرئيس نبيه بري والمجلس الشيعي الأعلى اللذان يدعوان الى مقاطعة القمة لأنها تنعقد في ليبيا المسؤولة عن تغييب الإمام موسى الصدر منذ أغسطس 1978 ومن المفترض ان يتخذ قرار مشاركة لبنان بعد التشاور ضمن مجلس الوزراء الذي يضم 6 وزراء شيعة ويضم حلفاء أقوياء للثنائي الشيعي يجعلهما يمتلكان أكثر من نصف الأصوات بخصوص هذه القضية بعد المواقف الأخيرة للنائب وليد جنبلاط، علما انه لا الرئيس سليمان ولا الرئيس الحريري في وارد طرح الموضوع على التصويت ويفضلان الوصول الى صيغة ما بشأنه نظرا الى حساسيته، والى موقف من فريق آخر يقول بعدم جواز غياب لبنان لأن القمة العربية تنظمها الجامعة العربية وهي رئاسة دورية بالأحرف الأبجدية، وخصوصا ان ملفات مهمة للغاية مطروحة على جدول أعمالها، ويمكن لبنان ان يدعو القمة الى اتخاذ موقف حاسم من التهديدات الاسرائيلية المتزايدة للبنان ولشمولية العدوان عليه في حال حصوله.
وتذهب مصادر شيعية الى حد اعتبار حضور لبنان القمة «اساءة» الى مشاعر فريق من اللبنانيين له وضعه وموقفه على الساحة اللبنانية، علما ان عدم المشاركة وفقا للمصادر نفسها لن يبدل في الواقع العربي شيئا لاسيما ان لبنان ودولا عدة غابت في مناسبات مختلفة عن قمم عربية عقدت، والعقيد معمر القذافي نفسه غاب عن قمة بيروت وأوفد وزير خارجيته آنذاك علي عبدالسلام التريكي الى لبنان للمشاركة في أعمال القمة عام 2002 وفيما تصر المرجعيات الشيعية على عدم القبول بأي «دعسة ناقصة» تصدر عن المسؤولين اللبنانيين، تدعو مصادر ديبلوماسية الى التعاطي مع هذا الاستحقاق بواقعية من دون اغفال الدور الوطني الذي لعبه الإمام الصدر في الحياة اللبنانية منذ ترؤسه للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وذلك من خلال النظر الى ان القمة العربية المنعقدة في ليبيا، تدعو اليها جامعة الدول العربية التي تمثل كل الدول العربية، وتطرح منها مسائل وقضايا مهمة قد لا يكون من المفيد ان يغيب لبنان عن المشاركة في مناقشتها واتخاذ موقف منها.
اضافة الى ذلك، فإن لبنان الذي بات عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي يمثل المجموعة العربية في هذه المناسبة الدولية، وبالتالي لا يمكنه ان يقاطع قمة قد ترسم سياسة الدول العربية في الآتي من الأيام، ويكون عليه أي لبنان ترجمتها في أهم هيئة دولية منبثقة عن الأمم المتحدة، وهي مجلس الأمن الدولي.
وتتحدث مصادر عن «حل وسط» يتم التحضير له وتسويقه ويقضي بأن يكون الوفد اللبناني في القمة برئاسة وزير الخارجية بالوكالة طارق متري، وان تتضمن كلمة لبنان أمام القمة اشارة الى قضية الصدر، وان كانت هذه النقطة لاتزال موضع بحث وتشاور نظرا لدقتها. (ثمة من يقترح خفض مستوى التمثيل اللبناني ليكون عبر القائم بالأعمال في السفارة في ليبيا).