بيروت ـ عمر حبنجر ـ داود رمال
اعتمد مجلس الوزراء اللبناني نظام الاقتراع النسبي في انتخابات المجالس البلدية في لبنان بعد نقاشات حادة ومريرة، وكلف وزير الداخلية والبلدية زياد بارود وضع صيغة تنفيذية للإصلاحات المعدلة لقانون البلديات تمهيدا لإقرارها في جلسة 27 الجاري، حيث تقول الحكومة كلمتها الأخيرة في هذا الموضوع.على ان اعتماد هذه الطريقة في احتساب نتائج الانتخابات البلدية لم يقنع أطرافا كثر بجدواها، سواء أكان لجهة التعقيدات التي ستطرحها، ام لجهة الإخلال بالموازين السياسية وأحيانا الطائفية التي ستترتب عليها، خصوصا ان أكثر من جهة سياسية تعتبر ان الظروف الإقليمية السائدة لا تشجع على إجراء انتخابات بلدية في لبنان خلال هذا الربيع، او الصيف المقبل، وبعض هذه الجهات تستند في موقفها الى إشارات سورية وسعودية ترى ان المرحلة الراهنة ليست مناسبة، ولا تتحمل الخضات الانتخابية في لبنان.
مجلس النواب
وعلى هذا الأساس يراهن المراهنون على تجميد مشروع القانون الجديد في مجلس النواب عند وصوله إليه، مما يفرض حكما تأجيل الانتخابات لفترة محددة، ريثما يخرج المشروع من خرم إبرة المجلس الذي لا يبدو ان رئيسه نبيه بري مقتنع بضرورة إجراء الانتخابات البلدية في هذا الوقت الإقليمي المأزوم، لا بل ان ثمة من يطرح التأجيل لـ 3 سنوات مرة واحدة، كي تأتي الانتخابات البلدية متزامنة مع الانتخابات النيابية، ما يسهل على القوى السياسية الكبرى عقد تحالفاتها على الاستحقاقين معا.
وتقول مصادر نيابية ان الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري يصران على إجراء الانتخابات البلدية، كي لا يقال انهما أخفقا في خوض هذا الاستحقاق الدستوري وكلاهما في بداية انطلاقة عهده، لكن لا يبدو ان احدهما مستعد لخوض مواجهة مع مجلس النواب اذا توافق الرأي فيه على انه لا ضير ان تأجلت هذه الانتخابات.
مجلس الأمن والقمة العربية
وحسب المصادر لـ «الأنباء»، فإنه الى جانب النوايا العدائية الإسرائيلية حيال لبنان، هناك حزازات سياسية داخلية ستفرض نفسها على المشهد الحكومي في القريب العاجل.
ومنشأ هذه الحزازات مصدران، الأول موقف لبنان لجهة مستوى تمثيله في قمة بنغازي بليبيا والثاني موقفه من العقوبات الاضافية المرتقبة على ايران في مجلس الأمن حيث ان لبنان عضو غير دائم في المجلس الأممي ممثلا لدول الجامعة العربية.
والاستحقاقان متداخلان، اذ كيف يغيب لبنان عن قمة الجامعة العربية التي يمثلها في مجلس الأمن، وماذا عليه ان يفعل في حال الغياب، اذا ما وجد نفسه مطالبا في مجلس الأمن بموقف من موضوع العقوبات الجديدة على ايران.
موسى: لبنان سيشارك في القمة
وفي الموضوع الأول اكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان امس ان لبنان سيشارك في القمة العربية المقبلة التي ستنعقد في ليبيا ولا نزاع على هذا الأمر، انما كيف»، قال ان «مستوى التمثيل هو مسألة متوقفة على الوضع اللبناني ولدينا الوقت الكافي لهذا الأمر».
ورأى ان مشاركة لبنان مسألة ضرورية بالمستوى الرفيع او المستوى المسؤول، لأن الأوضاع جادة وخطيرة في المنطقة ومنها مواضيع تتعلق بلبنان، اضافة الى العنصر المهم الذي طرأ على الموقف وهو ان لبنان عضو في مجلس الأمن وعليه مسؤوليات كبيرة في تمثيل المجموعة العربية في مجلس الأمن الذي قد نضطر للذهاب اليه بالبناء على العناصر والاجتماعات العربية على المستويات كافة ومنها مستوى القمة وما ستقرره.
وردا على سؤال لـ «الأنباء» حول امكانية ان تقوم الجامعة العربية بجهود مع القيادة الليبية لكشف مصير الامام المغيب السيد موسى الصدر ورفيقيه اوضح موسى بالقول انا استمع وأفهم الموقف والحساسيات القائمة وموقف شريحة مهمة من الشعب اللبناني، وهذه مسألة يجب ان تؤخذ في الاعتبار، انما مناقشة هذا الأمر عبر وضعه على اجندة النقاش الاعلامي قد لا يكون مفيدا.
ودعا موسى الى التحسب والحذر من التهديدات الاسرائيلية في المنطقة ككل، لأن المنطقة تقف على سقف من صفيح ساخن وواجب الحذر، وانما اهم عناصر القوة العربية هي ان نجلس معا وندرس هذا الموقف ونجري الاتصالات اللازمة ونحدد موقفنا من الآن لمثل هذه الاحتمالات.
بيرنز يسأل ولا جواب قاطعا
وفي الموضوع الثاني فإن معلومات «الأنباء» تفيد بأن مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية وليم بيرنز الذي زار بيروت والتقى الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وشخصيات سياسية من قوى 14 آذار وغيرها، باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري، طرح على من التقاهم سؤالا حول موقف لبنان العضو غير الدائم في مجلس الأمن، في حال طرح على التصويت في المجلس موضوع فرض عقوبات إضافية على ايران؟
وقالت المصادر لـ «الأنباء» ان الديبلوماسي الأميركي لم يلق جوابا قاطعا، انما قيل له: ربما يتبنى لبنان موقف جامعة الدول العربية.
وفي سياق متصل، تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالا من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد جدد خلاله وقوف ايران الى جانب لبنان ودعمه في شتى المجالات وعلى كل المستويات في مواجهة التهديدات الاسرائيلية المتواصلة ضده.
وشكر سليمان لنظيره الايراني اتصاله وعاطفته، مشددا على ان هذه التهديدات تواجه بتعزيز الوحدة الوطنية والجهوزية العسكرية وتضافر القدرات الوطنية لصد اي اعتداء.
كما اتصل نجاد بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مؤكدا دعمه للمقاومة وحثه على البقاء في جهوزية تامة والتصدي لأي عدوان جديد.
استقبال ساخن من بري إلى موسى
وربما أيضا لهذا، اســتقبل بري عـــمرو موســى بخطاب ساخن مجددا التأكيد على وجوب مقاطعة لبنان القمة العربية في بنغازي.
وعلى هذا قال فارس سعيد منسق «14 آذار»: بداية يجب ألا تقاطع حكومة لبنان أي حضور أو اجتماع للجامعة العربية الذي هو عضو مؤسس فيها. وتاليا لأن لبنان هو الممثل الوحيد للعالم العربي في مجلس الأمن، وكيف يمكن للبنان ان يدافع عن قضايا العرب في مجلس الأمن، اذا لم يشارك في قمة الجامعة العربية؟!
مطلوب موقف من مجلس الوزراء
وأضاف سعـيد: هناك فريق من اللبنانيين يتهم ليبيا بإخفاء السيد موسى الصدر، ويعتبر أي اتصال مع ليبيا الرسمية بقيادة القــذافي هو عدم احترام مشاعر هذه الشريحة من اللبنانيين، وهذا الأمر يتطلب موقفا في مجلس الوزراء، اذ لا يجوز ان يغيب عن أي قمة تعقد ولا يجوز أيضا ان يذهب الى القمة رغم مشاعر بعض اللبنانيين، فإذن الموضوع موضوع مشاعر يجب ان يعالج بطريقة معــــينة واذن الموضوع موضوع سياسي وعربي، ولبنان يمثل العرب في مجلس الأمن فكيف له ان يغيب عن قمة الجامعة العربية؟
وتساءل سعيد: غدا سيطرح موضوع العقوبات على ايران فماذا سيكون عليه موقف لبنان؟
وأضاف: الموقف اللبناني يجب ان يكون موقف الجامعة العربية، فكيف يستطيع اعتماد هذا الموقف اذا لم يكن مشاركا بفاعلية في قمة الجامعة العربية.