بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب عبدالمجيد صالح ان القمة العربية المرتقب انعقادها في 27 و28 مارس المقبل في ليبيا ستفسد الود بين لبنان ومن يدعوه الى حضورها من المسؤولين العرب، خصوصا ان القضية هي قضية الإمام موسى الصدر الذي كان له صولات وجولات في ترتيب البيت العربي ووحدته، وأكد صالح ان القمة العربية في ليبيا لن يكون لها لون ولا طعم في ظل التئام القادة العرب على اراضي دولة تخفي في أقبية معتقلاتها الإمام الصدر ورفيقيه، اضافة الى ان المضيف الليبي للقمة أبعد ما يكون عن شؤون الأمة العربية وتحديدا عن قضيتها الأم فلسطين المحتلة، وقال ان الأمة العربية دبّ فيها الصدأ بعد ان تجاهلت «لاءات» قمة الخرطوم الثلاث (لا تفاوض، لا اعتراف، لا سلام)، ووصلت الى حد ترك غزة تحترق بنار العدوان الاسرائيلي وأوصلت الشعب الفلسطيني الى ما وصل اليه من ضعف في المواقف ومن تنكيل مستمر به.
وتمنى النائب صالح في تصريح لـ «الأنباء» على من بشّر ويبشّر بمشاركة لبنان في القمة العربية الشعور أقله بالخجل السياسي، أمام أوسع شريحة من اللبنانيين مسلمين ومسيحيين يرفضون مشاركة لبنان في قمة يتحدى مضيفها احكام القضاء اللبناني، معتبرا انه كان من الأجدى لهذا المبشّر التعليق ولو بشكل متواضع على اصرار زعيم النظام الليبي على التنكر لقضية الإمام الصدر والاحتفاظ به مع رفيقيه، معتبرا ان الحديث عن مشاركة لبنان في القمة يوحي للمستمعين اليه وكأن الإمام الصدر من كوكب خارج هذا العالم، ولم يكن له الفضل الأكبر في اطلاق المقاومة اللبنانية ـ العربية الأولى ضد الاحتلال الاسرائيلي، وفي جمع الامة العربية للاعتصام بحبل الله دون تفرق.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال خلال لقائه المسؤولين اللبنانيين امس ان لبنان سيشارك في القمة ودعاه الى ان يتمثل فيها بمستوى رفيع.
وعن التباين في الموقف بين الرئيس ميشال سليمان ورئيس المجلس نبيه بري من المشاركة في قمة ليبيا، بحيث ظهر هذا التباين من خلال اعلان عمرو موسى من قصر بعبدا مشاركة لبنان في القمة اثر لقائه سليمان، مما يشير الى موافقة الرئيس على المشاركة والا لما كان موسى قد اعلن عنها، ومن خلال اعلان بري منذ فترة وجيزة ومن قصر بعبدا ايضا عن رغبته في مقاطعة القمة، قال صالح ان الإمام الصدر لم يكن للطائفة الشيعية وحسب، انما ايضا كان للطائفة المارونية والسنية والدرزية على حد سواء، معتبرا ان الرجال العظام هم الذين يحتفظون بحكمة عالية في قضية الإمام الصدر وانعكاساتها على الواقع السياسي في لبنان، مؤكدا ردا على سؤال ان ليس المقصود بكلامه هذا توجيه رسالة الى الرئيس سليمان، انما المقصود هو اثارة ما ينتظره اللبنانيون من انتظار في المواقف اللبنانية لدى جميع المرجعيات السياسية الوازنة في لبنان صاحبة الهوى العربي والقومي والمعادي لإسرائيل.
رفض المشاركة على أي مستوى!
وعن مستوى المشاركة في القمة العربية اكد ان اللبنانيين لا يساومون في رفضهم حضور القمة على مستوى التمثيل اللبناني لتحويله من مستوى الفئة الأولى او الثانية الى مستوى الفئة الثالثة او الرابعة، لافتا الى ان مشاركة لبنان مرفوضة بالأساس وبكل أوجه التمثيل حفاظا على كرامته وعلى كرامة اللبنانيين الى اي مذهب او طائفة انتموا، معتبرا ان حضور لبنان في قمة ليبيا ايا يكن مستوى التمثيل وأيا تكن الشخصية الممثلة للدولة اللبنانية هو بمثابة اعطاء صك براءة للرئيس الليبي وتغييب الإمام الصدر مرتين وقتل قضيته ألف مرة.
وختم النائب صالح متوجها بالكلام الى كل اللبنانيين المتحمسين لمشاركة لبنان في القمة، داعيا اياهم الى التساؤل عما سيكون موقفهم تجاه اي احتجاز لأي شخصية روحية لبنانية من المستويات الأولى، مذكرا اياهم بأن الإمام الصدر مرجعية روحية وعملاق من عمالقة لبنان وشخصية تخطت الطائفية والمذهبية بكل ابعادها الدنيوية، وما الدليل على ذلك سوى رسمه تحت الصليب في كنيسة الكبوشية المارونية، مطالبـــا مجلس الوزراء باتخاذ الموقف المشــــرف للبنان واللبنــانيين حيال موضوع المشاركــــة في قمة ليبيا وذلك عملا بالبيـــان الوزاري.