بيروت ـ عمر حبنجر
الاهتمامات اللبنانية توزعت امس خارجيا وداخليا في الخارج كانت زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى الفاتيكان ولقاؤه البابا بنديكتوس السادس عشر على طريق والده الشهيد محل متابعة.
حيث ابلغ الحريري البابا بالاهمية التي يوليها للوجود المسيحي ليكون لبنان مثالا عالميا للتعايش يحتذى، اما البابا فقد شدد على ان لبنان دائما في باله، وهو يرفع الصلوات دوما من اجل لبنان.
ومن الفاتيكان سيستكمل الحريري جولته الاوروبية على عدد من العواصم مع استكمال جولته العربية ومحطتها التالية الكويت. وذلك بموازاة استعداد الرئيس ميشال سليمان للطيران الى الكرملين يوم الاربعاء المقبل، الى جانب انشغاله بحل عقدة اشتراك لبنان في قمة سرت العربية في ليبيا، حيث المسؤولية العربية تملي حضوره، وقضية تغييب الامام موسى الصدر مؤسس حركة امل تفرض عليه مراعاة مشاعر فريق من اللبنانيين، وهو ما بدأ يميل إليه الرئيس سليمان من خلال السؤال الذي طرحه امام زواره امس بقوله: اين الامام الصدر؟
كما سيزور سليمان السعودية في السادس من مارس وفي السادس من ابريل سيكون في الدوحة.
أما على الصعيد الداخلي، فقد تصدرت زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الى الشوف من بوابة المختارة التي دخلها امس لأول مرة منذ العام 1975 حينما كان لايزال ضابطا صغيرا.
هذا الاجتماع كان الخامس، بين رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر الأول كان في باريس اثناء وجود عون في المنفى والثاني بعد عودته الى لبنان في القصر الجمهوري وبرعاية الرئيس سليمان في 29 نوفمبر، والثالث في الرابية والرابع في الدوحة، والخامس هو الذي تم امس في المختارة والشوف.
استقبال نخبوي دون حشد جماهيري أعده له رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط زعيم الشوف بلا منازع في قصر المختارة فضلا عن اللقاء الشعبي الذي عقده في بلدة دير القمر قاعدة الوجود الماروني في الشوف، والذي نغصه مقاطعة نائبي دير القمر دوري شمعون وجورج عدوان. وجمهور حزب الوطنيين الأحرار والقوات اللبنانية.
شمعون: نرفض التوظيف السياسي
والى جانب المقاطعة للزيارة نظم حزب الوطنيين الاحرار برئاسة دوري شمعون حلقة بشرية حول مدفن والده الرئيس الراحل كميل شمعون ونجله داني الذي قضى اغتيالا مع زوجته واطفاله، لمنع دخول عون الى الضريح ووضع اكليل من الزهر، بدعوى أن عون الذي كان يعتبر داني شمعون حليفا لم يزر ضريحه منذ عودته الى لبنان قبل خمس سنوات، وبالتالي فإن العائلة ترفض توظيف الزيارة في خدمة الاهداف السياسية.
والقوات تقاطع
أما القوات اللبنانية فقد قلل نائبها جورج عدوان من اهمية الزيارة العونية على صعيد المصالحة المسيحية ـ الدرزية، التي بدأت مع زيارة البطريرك الماروني، نصر الله صفير الى المختارة عام 2001 واستكملت مع التفاهم الذي تم بين جنبلاط وجعجع عام 2005.
عون: المواجهة واقع يجب ألا يتكرر
العماد عون اكد في كلمة ألقاها لمستقبليه في كنيسة سيدة التل في دير القمر ان زيارته للشوف ليست لإقامة مهرجانات سياسية او انتخابية بل الهدف منها لقاء اكبر واوسع لمواجهة واقع يجب ألا يتكرر ولإنهاء حقبة تاريخية وبداية حقبة اخرى مشددا على حرصه على تنفيذ كل ما يريد.
واضاف ان الزيارة هي لكل الشوف ولإعادة التناغم بين المسيحيين والدروز مستذكرا رئيس حزب الوطنيين الأحرار السابق المرحوم داني شمعون، معتبرا ان شهادته كانت من اجل سيادة لبنان واستقلاله.
وفي غمز ضمني من قناة النائب دوري شمعون الذي قاطع الزيارة وجيش الأنصار لمنع وصول عون الى مدافن العائلة، قال عون ان داني شمعون كان الأجرأ ولا يمكن ان نمحوه من فكرنا فهو شهيد الوطن ودير القمر.
في المختارة
من دير القمر توجه عون ومرافقوه الى بلدة المختارة، حيث مقر النائب وليد جنبلاط الذي استقبله عند المدخل الخارجي لدارته، حيث ضريح والده الشهيد كمال جنبلاط الذي وخلافا لما كان مقررا في السابق وضع عون اكليلا على ضريحه.
وداخل باحة القصر كان رؤساء البلديات ومخاتير الشوف الى جانب نواب اللقاء الديموقراطي عدا النواب المسيحيين في اللقاء: فؤاد السعد وهنري حلو وانطوان سعد اضافة الى دوري شمعون الذين اعلنوا مقاطعتهم للزيارة تضامنا مع زميلهم جورج عدوان الذي اشترط عون ألا يكون في استقباله، إضافة الى عدم التشاور معهم قبل الزيارة.
عون: لقاء إقامة السلام
وبعد «خلوة» ثنائية بين عون وجنبلاط استبقتها مأدبة غداء، تحدثا بعدها الى وسائل الإعلام فقال العماد عون: نحن اليوم في لقاء استثنائي، ولا نستطيع ان نقول لقاء مصالحة لأن المصالحة تمت من زمان، ولا لقاء مصارحة لأن المصارحة تمت أيضا، نستطيع ان نقول اننا اليوم في لقاء إقامة السلام، ونحن في بداية مرحلة جديدة من حياتنا الوطنية، ستؤسس لقرون من السلام وليس لعشرات السنين بل لقرون، لأننا أدركنا جميعا عبثية الحروب، وأدركنا أيضا ان المدفع لا يبني أوطانا. وأشار الى ان التنافس السياسي هو جزء من الحياة الديموقراطية والتنافس غير الاختلاف.
وسئل عن رأيه بتوقع د.سمير جعجع ان يعيد إليه جنبلاط اجراس بعض الكنائس فأجاب: الآن نسأل وليد بك اذا كانت عنده نقول له اعطنا اياها. وأضاف ضاحكا: لو كانت موجودة لأعادها إلينا.
النائب جنبلاط رد مؤيدا ما قاله العماد عون، المصالحة تمت والمصارحة تمت وهذا اللقاء هو لتثبيت خط المصالحة والمعارضة والسلام، لقد مرت علينا ومر على هذا الجيل مآس، علينا نحن والعماد عون والجميع ان نورث الأجيال سلاما ومحبة ضمن التنوع الوطني اللبناني.
من المختارة الى مطرانية بيت الدين، قاد جنبلاط سيارته وإلى جانبه العماد عون وجلس في المقعد الخلفي تيمور وليد جنبلاط حيث استقبلهم.
واقرأ ايضاً:
تقرير المراقب الجوي اللبناني يثبت خطأ طيار «الإثيوبية»
فياض: المهم ما بعد زيارة جنبلاط لسورية وستتم في «الوقت الملائم»
أخبار وأسرار لبنانية
«عقدة» التعيينات.. مسيحية!
مصدر أكثري: لا شبه بين الموقف من قمتي دمشق 2008 وليبيا 2010