بيروت ـ زينة طبارة
رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون ان الجزء الأهم من زيارة العماد عون للشوف يندرج ضمن عملية اعادة التموضع السياسي لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط على المستويين المحلي والاقليمي، ويهدف الى تعزيز الجبهة السورية التي يشغل العماد عون جزءا مهما منها مقابل جبهة 14 آذار، معتبرا ان ما استتبع ذلك من استنكار للرئيس الراحل كميل شمعون ونجله داني وبروتوكولات ومهرجان خطابي، كان مجرد غطاء ألقاه العماد عون فوق مضمون الزيارة الحقيقي تحت عنوان المصارحة والمصالحة المسيحية ـ الدرزية وعودة المهجرين، مشيرا الى ان ما تشهده الساحة اللبنانية من اعادة خلط للاوراق السياسية وبناء تحالفات جديدة هو جزء من خطة مدروسة الخطوات لاعادة تموضع سورية على الساحة اللبنانية من خلال اعادة ترتيب وتجميع قواها ومواقعها السياسية المتمثلة بحلفائها اللبنانيين.
ولفت بيضون في تصريح لـ «الأنباء» الى ان التحولات السياسية الجديدة للنائب جنبلاط اوقعته بين مطرقة التيار العوني في الشوف وسندان تيار المستقبل في إقليم الخروب، وذلك لاعتباره ان النائب جنبلاط سيتخذ بناء على نتائج زيارته لسورية قبل نهاية الشهر الجاري الكثير من القرارات السياسية الجديدة، ويبني على مقتضياتها تحالفاته الانتخابية في الشوف والجبل لاسيما الانتخابات البلدية منها كونها الاقرب من حيث المواعيد الدستورية، بمعنى آخر يرى بيضون ان النائب جنبلاط سيكون اثر زيارته لسورية امام خيار محرج لا يحسد عليه، هو التوفيق بين تواصله من الناحية الادبية انتخابيا مع الرئيس سعد الحريري في اقليمي الخروب، وتحالفه الجديد مع التيار العوني في الشوف. هذا واعرب بيضون عن اعتقاده ان سورية قد اصبحت اليوم بموجب الصورة اللبنانية الجديدة، اقوى سياسيا على الساحة اللبنانية مما كانت عليه بعد العام 2005 اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بحيث استطاعت اعادة جمع الكثير من اوراقها وتعزيز مواقعها السياسية من خلال استقطابها للعماد عون الحليف الاهم لديها على الساحة المسيحية، وخروج النائب جنبلاط من قوى 14 آذار وانضمامه ولو شكليا حتى الآن الى صفوف حلفائها، مؤكدا في المقابل ان هذا الوضع الجديد لسورية في لبنان لا يعني اطلاقا انها قد تمكنت من الامساك مجددا بالملف اللبناني كورقة في يدها على غرار ما كانت عليه قبل العام 2005، وذلك لاعتباره ان الصورة الجديدة التي ارتسمت على الساحة اللبنانية لصالح سورية ترتب على هذه الاخيرة مسؤوليات جسام حيال اي تدهور للوضع الداخلي في لبنان، كونها تعهدت امام العرب ودول الغرب باستحداث نمط جديد من العلاقات مع الدولة اللبنانية، قائم على استقلالية القرار في كل من البلدين وعلى الاحترام المتبادل بينهما، مذكرا بان هذا التعهد عاد واكد عليه الرئيس السوري بشار الاسد اثناء زيارة الرئيس سعد الحريري له مطلع السنة الحالية. على صعيد آخر وعلى خط مشاركة لبنان في القمة العربية المرتقبة في 27 و28 من شهر مارس المقبل، لفت بيضون الى ان معارضة البعض مشاركة لبنان في القمة، ليست سوى للمزايدة والمتاجرة بملف الامام موسى الصدر، وذلك لاعتباره ان هؤلاء ليس لديهم ما يطرحونه حيال الملف المذكور سوى المتاجرة به لبضعة ايام من كل عام، متسائلا عن سبب عدم تشكيل المعارضين للمشاركة في القمة ضغوطات عربية اقليمية ودولية على ليبيا اقله للكشف عن مصير الامام الصدر ماداموا حريصين عليه كل هذا الحرص.