بيروت ـ عمر حبنجر
تباينت ردود الفعل على اسقاط مجلس النواب لمشروع خفض سن الانتخاب في لبنان من 21 الى 18 سنة، وفيما اسف الرئيس ميشال سليمان لعدم اقرار هذا القانون رغم سلوكه الطرق الدستورية، مبديا امله في اعادة طرحه في اقرب وقت مع اعطاء المغتربين الحق بالانتخاب لغايات وطنية، لا طائفية، اعتبر الرئيس سليم الحص سقوط المشروع ادانة لمجلس النواب، بينما وصفته اذاعة النور بالصدمة للفئات الشبابية.
وفي غمرة انشغال اللبنانيين بالسجال الانتخابي لازال وليد جنبلاط بانتظار تحديد موعد زيارته الى دمشق وسينتظر حتى 16 مارس (تاريخ اغتيال والده كمال جنبلاط)، وفي هذا اليوم سيقول آخر الكلام... هذا ما قاله جنبلاط في لقاء خاص مع صحيفة «الأخبار».
لا يعرف الزعيم الدرزي هل ثمة عرقلة في تحديد الموعد وأين؟ يخشى وجود دفتر شروط لتحقيق المصالحة، ويقرن خشيته باستنتاج ما يصل إلى مسامعه. لكنه يقول: «في 16 مارس، في الذكرى الـ 33 لاغتيال كمال جنبلاط، سأقول كلاما أختم به جرحا كبيرا، وسيكون آخر الكلام، لن يكون بعده أي كلام»... وعندما سئل جنبلاط مجددا عن تأخير موعد الزيارة، اجاب بأنه يجهل الأسباب، وعقب: «إذا كانت للرئيس الحريري واسطة أكبر مني في الذهاب إلى هناك، فهذا شأن آخر. ليست عندي واسطة مثله. أنا أمثل أقلية، لكن لها حيثية.
صحيح أن طائفتي، وكذلك المسيحيون على أبواب الانقراض، لكنها تبقى ذات حيثية في جبل لبنان، وكذلك في جبل الدروز مع أنني أفضل تسميته جبل العرب. لابد من احترام هذه الأقلية واحترام نضالاتها عروبيا وإسلاميا. في النهاية كل واحد يخطئ.
حوري: الحريري راعى الهواجس
وبالعودة الى جلسة مجلس النواب امس الاول رأى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عمار حوري ان رئيس الحكومة سعد الحريري، كما كتلة المستقبل، اتخذ موقفه بالامتناع عن التصويت على مشروع خفض سن الاقتراع، بسبب وجود هواجس عند شريحة عريضة من اللبنانيين هي الطوائف المسيحية التي تخشى الخلل الديموقراطي.
ورأى حوري في تصريح لإذاعة «صوت لبنان» انه لم يكن بالامكان التصويت على مشروع خفض سن الاقتراع، ولا ضده، لذلك عبر الرئيس الحريري عن موقف جميع نواب كتلته بقوله: ممتنع مع الأسف.
وقال ان احدا من نواب كتلة المستقبل لم يصوت ضد المشروع بل امتنعوا جميعا عن التصويت.
وأشار الى ان موقف رئيس الحكومة وكتلة المستقبل كسر اي اصطفاف طائفي من خلال عدم التصويت مع خفض سن الاقتراع، وقال اننا منفتحون على كل الاصلاحات على قانون الانتخابات شرط الا تؤثر على موعد اجرائها، مشددا على اهمية تطبيق النسبية في كل لبنان وليس في دائرة واحدة.
سلهب: لا موعد للقاء بري ـ عون
بدوره عضو كتلة الاصلاح والتغيير النائب سليم سلهب اعتبر ان الكتل النيابية صوتت الى جانب مشروع قانون خفض سن الاقتراع او امتنعت عن التصويت، بحسب موقفها السياسي وليس كما كان يحصل في السابق نتيجة ردات فعل. سلهب نفى ما تردد عن اتصالات لتأمين عقد لقاء بين الرئيس نبيه بري والعماد عون، وقال: هناك لقاءات تحصل بين موفدين من الرجلين فقط، ودعا الى الاستفادة من الجو الحواري لانتاج ايجابيات لمصلحة الشعب اللبناني. وأضاف: نحن حاضرون للنقاش مع كل الفرقاء، وفيما يتعلق بالنسبية دعا سلهب الى انتظار جلسة مجلس الوزراء السبت المقبل لنرى ماهية هذا البند.
خلط التحالفات
واثبت التصويت بالامتناع ان التحالفات النيابية يمكن خلطها عن اي منعطف، فالنواب الممتنعون الستة والستون هم من «المستقبل» والتيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» ومسيحيي اللقاء النيابي الديموقراطي بمقابل نواب حزب الله وحركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب البعث والحزب السوري القومي.
وهذا الاصطفاف غير الطائفي يسمح باصطفافات موضوعية وغير طائفية في كل مرة يطرح فيها موضوع بأهمية ما طرح.
وقد اظهرت عملية التصويت توحدا مسيحيا بوجه تعديل الدستور لجهة خفض سن الاقتراع، إذا لم يقترن بآلية تسمح للمغتربين بالاقتراع. ومع سقوط مشروع التعديل الدستوري حول خفض سن الاقتراع، بات متعذرا اعادة طرحه في دورة الانعقاد الحالية التي تنتهي في اول ثلاثاء بعد 15 مارس المقبل. كما انه يتعذر سياسيا، فيما لو طرح مجددا في أي دورة مقبلة، بحسب الخبير الدستوري د.حسن الرفاعي.
وكانت الجلسة سارت في إطار مخرج وضعه معارضو خفض السن، قام على تجنب اللجوء إلى تطيير النصاب الذي قد يعني ابقاء المشروع على قيد الحياة، بل الاطاحة به من أساسه ادراكا من هؤلاء بتعذر نيله حتى ثلث اصوات النواب الذين يتألف منهم المجلس أي 47 نائبا، فاذا بهم لا يتعدون الستة والثلاثين صوتا.
وبالمقابل سجل اصطفاف شيعي مؤيد للتعديل لم يخرق سوى بعض النواب الشيعة المنتمين الى تكتلات نيابية كبرى في الاكثرية والاقلية.
وقد حاول النائب وليد جنبلاط التوفيق بين قناعته وديمقراطيته فألزم نوابه الحزبيين التصويت على المشروع وترك لغير الحزبيين حرية الاقتراع ضده.
واقرأ ايضاً:
عون لـ «الأنباء»: زيارة العماد عون للشوف تؤسس لمرحلة تعاون سياسي مع «الاشتراكي»
أخبار وأسرار لبنانية
عائلة الصدر تدعو سليمان لمقاطعة القمة والاتجاه لتكليف الوزير متري بالمهمة
«تيار التوحيد» في رد على جعجع:هل أخذ تفويضاً من اللبنانيين للذهاب إلى إسرائيل والتعاون مع مخابراتها؟!
لماذا قابلت إسرائيل خطاب نصرالله بـ «التجاهل والتعتيم»؟