بيروت ـ أحمد منصور
حمل الوزير السابق وعضو التيار الوطني الحر البارز ماريو عون على رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، فاعتبر انه مازال يعيش في السياسة الضيقة التي حصلت في فترة من الفترات في تاريخ لبنان الحديث، واصفا زيارة رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون للشوف بـ«العرس الوطني الجامع» الذي أرسى السلام، مشيرا الى مرحلة سياسية جديدة في العلاقات مع الحزب التقدمي الاشتراكي في الشوف، كاشفا ان العماد عون بصدد زيارة منطقة إقليم الخروب في الأسابيع المقبلة خصوصا بلدة الدامور ودير المخلص (ساحل الشوف ووسطه).
وقال عون في حديث لـ «الأنباء»: «ان زيارة العماد عون للشوف تاريخية وهامة وهي تساعد بشكل كبير على إتمام ملف عودة المهجرين في الجبل الذي هو قلب لبنان. وعلينا ان نستذكر دائما الماضي بغية عدم تكرار ما حصل، فهذه رسالة مهمة وجهها النائبان وليد جنبلاط والعماد ميشال عون من خلال لقائهما في منطقة الشوف، حيث يعمل الزعيمان لما فيه مصلحة الشوف بشكل خاص ولبنان بشكل عام».
وأضاف عون «لا شيء يمنع من التعاون والتنسيق بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر. ان العلاقات تأسست على قواعد صلبة، وعلى هذا الأساس نرى انه ليس هناك من مانع في المستقبل ان تتحول تلك العلاقات الى تعاون على الصعيد السياسي، وهذا الأمر سنتركه للمستقبل الذي سيحدد لنا إطار هذا الموضوع، وهذه الزيارة ليست الأخيرة للعماد عون، بل سيتبعها في الأسابيع المقبلة زيارة الى منطقة إقليم الخروب وبلدة الدامور للقاء الأهالي والوقوف عند أوضاعهم».
وتابع عون «المرحلة المقبلة هي مرحلة سياسية بامتياز وفيها الكثير من التطورات، لاسيما في موضوع الانتخابات البلدية التي ستكون المحطة الرئيسية المقبلة فيما لو أقرت تلك الانتخابات والتي سنرى من خلالها مدى إمكانية التعاون بين الحزب الاشتراكي والتيار الوطني الحر».
وأكد عون ان الجبل عرف عبر التاريخ بانه مثال للعيش المشترك بين الدروز والمسيحيين، معتبرا ان لقاء عون وجنبلاط في المختارة هو عودة الى قواعد العيش المشترك في الجبل بين الدروز والمسيحيين، لافتا الى ان هذا الأمر تجلى بوضوح من خلال اللقاء الكبير الذي جمع المسيحيين الموارنة والكاثوليك في بيت الدين في حضور جنبلاط والعماد عون.
واستبعد عون ان تكون زيارة العماد عون تأتي في اطار تثبيت الثنائية السياسية في الشوف والجبل مع جنبلاط، لافتا الى انه عندما يكون هناك ترجمة وقراءة سياسية متقاربة جدا على مواضيع مهمة تهم مستقبل لبنان، فان هذا الأمر يؤسس لمرحلة تعاون سياسية وقد تكون خلطا لأوراق سياسية على صعيد التحالفات السياسية، وقد تكون في إطار ممارسة الديموقراطية بأفضل حال.
وحول ما جرى في دير القمر عندما منع أنصار حزب الأحرار العماد عون من زيارة لضريحي الرئيس كميل شمعون ونجله داني، قال ماريو عون: «ان ما جرى ليس مبررا من رئيس حزب الأحرار دوري شمعون، فزيارة العماد عون كانت وطنية لدير القمر ولضريحي الرئيس شمعون والشهيد داني، وهي كانت بمثابة التقاء ما بين أصحاب العقيدة الواحدة والنضال الواحد الذين ذاقوا الأمرين في الزمن الأسود الذي مرّ على لبنان، فالعماد عون كان يرغب بزيارة الضريح لأنه يعتبر الرئيس الراحل كميل شمعون رفيق السلاح في المرحلة السابقة، وداني عندما أعلن شهيدا أصبح يخص لبنان، لذا ما كان على السيد دوري ان يتصرف هكذا في دير القمر، واني اعتقد ان داني وهو في عالم الغيب طلب لشقيقه دوري المغفرة.
وختم عون «ان العماد عون قام بانفتاح كبير باتجاه عائلة شمعون، فهذه العائلة هي الأساس في التاريخ الحديث للبنان، واني اعتقد اننا أخذنا الجواب من كريمة الشهيد داني التي ردت بشكل قاس على عمها دوري حول ما قام به في دير القمر، وما تصرف به دوري أمر مؤسف خصوصا اننا في زمن المصالحات الكبرى.