على ما يبدو ان الإشارات السورية الايجابية بدأت تضيء باللون الأخضر باتجاه المختارة، وهذا ما تناقلته تقارير صحافية عن زوار دمشق حرصا سوريا على العلاقة مع النائب وليد جنبلاط وتصريحا بأن استقباله سيكون مميزا، إذ يرى هؤلاء أن جنبلاط قادر على القيام بدور مهم في اللعبة اللبنانية، داعين رئيس اللقاء الديموقراطي الى «أن يصم أذنيه عن الكلام السلبي، ولا يسمع إلا للسيد حسن نصر الله».
وتضيف المصادر ان لحفاوة الاستقبال المنتظرة اسباب عديدة:
لا تريد دمشق أن تشعر الطائفة الدرزية بأن هناك إذلالا يتعرض لها زعيمها الأول، لما في الأمر من انعكاسات سلبية على العلاقة المستقبلية، وخصوصا أن تجربة الرئيس سعد الحريري لاتزال ماثلة أمام الأعين.
تعرف دمشق أنه في حساب المصالح، العلاقة مع النائب وليد جنبلاط ضرورية، بسبب الدور الذي يستطيع أن يقوم به، كحاضن للحريري وكمهذب لقائد القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي يصفه أحد زوار دمشق بأنه الوحيد القادر على حمل مشروع معاد في لبنان.
يقول السوريون إن «زعلهم كان على وليد جنبلاط لا من وليد جنبلاط». يضيف زوار دمشق أن جنبلاط تعرض للغش عندما نقلت إليه معلومات خاطئة وضلل فسار في المشروع الأميركي، وحصل هذا الأمر ممن كان مكلفا بالعلاقة، والمقصود هنا نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام وفريقه.
إن ما قاله وليد جنبلاط بدد الكثير من غضب الشعب السوري الذي بات قادرا على مسامحته على الكلام المسيء في حقه وحق رئيسه، ويشير الزوار إلى إعلان جنبلاط أنه يقف إلى جانب سورية في أي اعتداء تعرض له. يضاف إلى هذا الكلام، ما نقله أحد أهم القادة العسكريين الاشتراكيين، غانم طربيه، لدمشق، وخصوصا أن الأخير محط ثقة في دمشق وعند حزب الله.
وهناك أمر يكرره عارفو دمشق، وهو أنها قادرة على المسامحة عندما تكون في موقع القوي، وهي اليوم أقوى من أي وقت مضى، وقد عبر عن ذلك في جريدة «الوطن» السورية، في افتتاحية كتبها وضاح عبد ربه، تحدث فيها عن أن الحريري «تذوق طعم الضيافة السورية الاستثنائية وعرف تسامح الرئيس بشار الأسد وكل السوريين، مع كل ما جرى ويجري على الساحة اللبنانية، واكتشف كبر قلبهم».
لذلك (يتابع المصدر) عندما سيزور جنبلاط سورية ويلتقي رئيسها، سيجد نفسه أمام احتضان سوري كبير وأمام ود وتقدير، وذلك لأن «الرئيس الأسد يحترم ويقدر الدروز في لبنان وفلسطين وسورية كثيرا، وموقع وليد جنبلاط في هذه المعادلة الطائفية كبير، كما العلاقة التاريخية معه».
وهناك رهان على دور يمكن أن يؤديه جنبلاط في اللعبة الداخلية، إلى جانب المقاومة في لبنان.