بيروت ـ عمر حبنجر
استحوذ اعلان الرئيس ميشال سليمان عن تشكيل الهيئة الوطنية للحوار الاهتمامات الداخلية بتركيز واضح على الاسماء والمعايير المختلفة التي واكبت تسمية البعض من غير الوسط السياسي او من غير المبرر التوازني، بحيث اثارت قوى 14 آذار غلبة الاتجاهات المماثلة للمحور السوري ـ الايراني داخل الهيئة التي يرجح انعقاد جلستها الاولى اواخر الشهر الجاري.
على ان الانشغال بتشكيل هيئة الحوار لم يصرف الاهتمام عن القضايا الاخرى المؤثرة في المشهد اللبناني المحكوم بالقلق من النوايا الاسرائيلية المبيتة، كزيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى الدوحة ومحادثاته مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والتباحث في القضايا الاقليمية وما يتصل منها بالتهديدات الاسرائيلية الى لبنان، فضلا عن العلاقات الثنائية الجيدة بين البلدين اجمالا.
وقبل ذلك اجتمع الرئيس الحريري برئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لأكثر من ساعة، استتبع بمؤتمر صحافي مشترك اكد خلاله الحريري ان العلاقة مع سورية أصبحت أخوية، «وأنا ذهبت الى سورية وهناك علاقة بين دولتين وأيضا هناك علاقة شخصية بنيت بيني وبين سيادة الرئيس بشار الاسد.. اما فيما يخص ايران، فنحن لدينا علاقة طيبة مع ايران، وهذه العلاقة سنجسدها ان شاء الله في مرحلة من المراحل بزيارة رسمية الى طهران قريبا، ومن شأن ذلك تحسين العلاقات بين الدولتين».
بدوره أكد رئيس الحكومة القطرية أن «العلاقات الثنائية بين قطر ولبنان هي علاقات متميزة طبعا ومن الصعب إضافة شيء عليها».
وأعلن الاتفاق على عقد اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين في لبنان آخر ابريل أو اول مايو المقبلين «لتطوير القضايا الاستثمارية والاقتصادية مع لبنان الشقيق».
الاتصالات الهاتفية والسفارة الأميركية
وبالتزامن، برزت قضية الاتصالات الهاتفية الخلوية التي قيل ان السفارة الاميركية في بيروت طلبت رسميا البيانات التفصيلية لقطاعها، ما اثار قلق حزب الله واستياء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد عقدت لجنة الاتصالات النيابية جلسة طارئة بناء على طلب رئيسها النائب حسن فضل الله (حزب الله) لمناقشة الامر، بينما دعا النائب وليد جنبلاط الى التحقق ومن ثم العمل على وقف الانتهاك للسيادة اللبنانية وللاصول الديبلوماسية، في حين وصف النائب نواف الموسوي (حزب الله) السفارة الاميركية في بيروت بأنها باتت دولة داخل الدولة.
بيد ان الزخم السياسي انصب امس على تشكيل هيئة الحوار الوطني التي قصر الرئيس سليمان مشاوراته بشأنها على رئيسي مجلسي النواب والحكومة نبيه بري وسعد الحريري وبعض الفعاليات الرئيسية.
لذلك فقد كان لقوى 14 آذار تحفظاتها على تشكيل الهيئة، خصوصا ان الموضوع لم يطرح عليها الا قبل ايام، وهي كانت طلبت مواعيد من الرئيس سليمان لمناقشة الاسماء معه هذا الاسبوع وحددت لها مواعيد.
ومن هذه الملاحظات تعيين البروفيسور فايز الحاج شاهين ممثلا لزحلة، وهو الذي يمثل بشكل او بآخر، النائب السابق الياس سكاف، وبالتالي فهي تعتبر ان تعيينه في هيئة الحوار يشكل التفافا على نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، التي حملت الفوز الى فريق 14 آذار.
وصب هذا التحفظ في خانة اعتراضات كتلة نواب زحلة والوزير سليم وردة على اختيار الحقوقي الحاج شاهين لتمثيل مدينتهم.
لكن مصادر قريبة من الرئيس سليمان اوضحت ان الاخير لم يشأ تغيب زحلة عن هيئة الحوار بعد انقسام كتلتها النيابية، نتيجة انسحاب النائب نقولا فتوش، وانضمام اعضائها الآخرين الى كتلتي القوات اللبنانية وحزب الكتائب، بحيث اصبحت ممثلة بقيادتها السياسية من خلال الرئيس امين الجميل ود.سمير جعجع وغيرهما.
غير ان كتلة نواب زحلة اصدرت بيانا استهجنت فيه «الاسلوب والطريقة التي اتبعتها رئاسة الجمهورية بتعيين البروفيسور الحاج شاهين ممثلا لزحلة واصفة هذا التعيين بأنه استفزاز للمدينة».
وقال رئيس كتلة زحلة بالقلب طوني ابوخاطر «انه بانتظار ان يصحح الرئيس سليمان الوضع»، مشيرا الى ان الرئاسة استثنتنا حتى من المشاورات، مضيفا ان الحاج شاهين رجل قانون لكنه لا يشكل حيثية سياسية.
الجميل وجعجع: لماذا حردان؟
كما كان هناك تحفظ من الرئيس الجميل ود.جعجع على دعوة النائب اسعد حردان «الحزب السوري القومي» الى المشاركة في مؤتمر الحوار، مع استبعاد النائب والوزير الماروني بطرس حرب، وهو الذي شارك في مؤتمر الحوار الاول.
وثمة دافع آخر لهذا التحفظ وهو اقتصار تمثيل 14 آذار، من غير الحزبين، على الوزيرين ميشال فرعون وجان اوغاسبيان، بينما حظي تكتل الاصلاح والتغيير برئاسة عون، بتمثيل راجح تجاوزه الى سليمان فرنجية وهاغوب بقرادونيان وطلال ارسلان اضافة الى اسعد حردان.
وكان حزب الله وزع نواب كتلته من الاصدقاء على الحلفاء فرنجية وارسلان وحردان، ليشكل كل منهم كتلة من 4 نواب، تخوله الجلوس حول طاولة الحوار.
منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، قال ان تشكيل هيئة الحوار سيلقى اعتراضات وتحفظات جدية متوقعا ظهورها بدءا من اليوم ملاحظا ان التعجيل في اعلان الهيئة جاء بعد التحذير الذي صدر عن الامين العام للامم المتحدة باستعجال عقد طاولة الحوار التي حدد جدول اعمالها ببت سلاح حزب الله.
واضاف سعيد ان 14 آذار ستركز على مشاركة جامعة الدول العربية في جلسات الحوار لتأمين مصلحة النظام العربي في حماية لبنان، «بعدما ذهبت قمة دمشق بين الاسد ونجاد باتجاه مصلحة ايران في لبنان والمنطقة، مذكرا بان اتفاق الدوحة، ومن قبله اد تفاق الفينيسيا لحظا مشاركة الدول العربية في جلسات الحوار.
واقرأ ايضاً:
جاسوس لإسرائيل يعترف بدوره في عملية اغتيال قيادي بحزب الله
رعد أكد لـ «الأنباء» دعم حزب الله لمسيرة الحريري: حكومة مع عراقيل أفضل من لا حكومة
أخبار وأسرار لبنانية
عون: أميركا وحدها لن تستطيع حمل العالم وسأزور مصر والسعودية في الوقت المناسب
عميل للموساد امتلك أجهزة لمخاطبة الطائرات في طرابلس
مصدر لـ «الأنباء»: المعطيات الإقليمية باتجاه متفجر